يا قومنا .... إحـذروا الجـبن والبخـل
الجبن والبخل من أبشع الآفات وأصعب العقبات فى طريق المؤمن لأن سلعة الجنة غالية لا تشترى بغير النفس والمال حيث يقول عز وجل فى كتابه الكريم : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ؛ يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ؛ وعدا ً عليه حقا ً فى التوراة والإنجيل والقرآن ؛ ومن أوفى بعهده من الله ؛ فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم ؛ وذلك هو الفوز العظيم "
آيه 111 من سورة التوبة .
وهذان {النفس والمال } يمنع من إنفاقهما الجبن والبخل ؛ وبالتالى تبور تجارة الآخرة وتضيع الصفقة على الشارى ؛ ويصف إبن القيم الآفتين بقوله :- الجبن هو تعطيل عن النفع بالبدن والبخل هو تعطيل عن النفع بالمال فالبذل المنتظر اليوم من صاحب الرسالة والهمة والمكانة إما بماله وإما ببدنه ؛ والبخيل يضن بماله والجبان يضن ببدنه ؛ والصفتان متلازمتان رضعا من ثدى واحد لذلك يقول صلى الله عليه وسلم فى يوم حنين " ثم لا تجدونى بخيلا ً ولا جبانا ً " وجاء فى صفته على لسان أنس بن مالك رضى الله عنه قال :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "...... وأجود الناس وأشجعهم" فى إشارة واضحة إلى تآخى الصفتين ؛ ولإشتهار هذه الصلة فقد أشار الشعراء إلى هذا الترابط فتواترت كلماتهم تمزج بين الشجاعة والكرم ومنها قول الشاعر المتنبى :-
وكلٌ يرى طرق الشجاعة ِ والندى * ولكنً طبع النفس ِ للنفس قائدُ
وعن البخل وبشاعته يقول صلى الله عليه وسلم :" وأى داء أدوى من البخل " حديث صحيح عن جابر ؛ وبخل صاحب الرسالة والمكانة أبشع لأن من بخل بماله فهو بالنفس أبخل ؛ وصاحب الرسالة والمكانة من بنود عقده مع الله " الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .. الشهادة .." فكيف يلتقيان !! فيا صاحب الرسالة والمكانة أنت تطلب المجد لدينك وأمتك ووطنك فمثلك يسرى عليه قول الشاعر عمرو بن الأهتم التميمى :-
وإنك لن تنال المجد حتى *** تجـود بما يضن به الضمير
بنفسك أو بمالك فى أمور *** يهاب ركوبها الورع الدثور
ومن خطورة البخل أنه يفتح أبواب الذنوب والمعاصى لذا كان الإمام أبوحنيفة النعمان لا يجيز شهادة البخيل فقيل له فى ذلك فقال
" أنه – أى البخيل - يتقصى ويحمله التقصى أن يأخذ فوق حقه "
ولأن البخل وإمساك المال من أهم مولدات العيوب لذا يعاقب البخيل بعقوبتين أولهما عاجلة وهى هموم الدنيا والأخرى مؤجلة إن هو جار على حق أو منع حقا ً وهى نارالآخرة ؛ لذا فالبخل شر كله فى صفته وحروفه كما يقول الجورجانى فى نكتة لطيفة " البخل على ثلاثة أحرف .. الباء من البلاء .. والخاء من الخسران .. واللام من اللوم .. فالبخيل بلاء على نفسه وخاسر فى سعيه وملوم فى بخله" .
ويقول بهلول فى نصحه للرشيد : دع الحرص على الدنيا وفى العيش فلاتطمع ؛؛؛ ولا تجمع من المال فما تدرى لمن تجمع ؛؛؛ فإن الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع ؛؛؛ فقير كل ذى حرص غنى كل من يقنع .
وعن البذل والإنفاق نرى مثل الثرى المستمسك بدينه الباذل المنفق فى سبيل الله مثل المجاهد ؛ والغنى الزاهد اليوم يوشك أن يضارع المجاهدين فى نيل الثواب وتحصيل رضا رب وهاب ؛ وهم قلة قليلة بين الناس يصفهم أ/ عبدالوهاب عزام فيقول : - إنهم رجال لا يعبدون المال إن نالوه نثروه وفى الخير بذروه ؛ وإن فاتهم لم يتبعوه ندما ً ولم يدموا وراءه كفا ً ولا قدما ً ؛ تمتلئ بالأموال جيوبهم وتخلو منها قلوبهم ؛ إن أقبلت لا تضلهم وإن أدبرت لا تذلهم ؛ وهى عندهم إلى الخير بلاغ وعدة لدفع عات وباغ ؛ وإنما المعالى كسبهم والله حسبهم .
فاعلم أخى القارئ الكريم أن أكثر ما يفرح الرب الكريم هو إنفاق ماله لنشر دينه ولو كنت فى أمس الحاجة إليه ؛ فاحذر أن تحث غيرك على الإنفاق ثم تبخل أنت !! واحذر أن تجمع الأموال من الناس لتوصيلها إلى مصارف الخير وأنت فى مقاعد المتفرجين !!
واحرص على أن يكون أول جنيه فى أموال الصدقات منك أنت .
أما عن الجبن فهو علامة على إهتزاز الثقة بالنفس وضعف الصلة بالله ووهن اليقين ورقة الدين ؛ وكل من الجبان والشجاع يحب نفسه
فالجبان يهينها وهو يحسب أنه يكرمها ويجلها !!
والشجاع يقذف بها فى مواطن الفخر والشرف !!
وقد عبر الشاعر المتنبى عن هذا الوصف فقال :-
أرى كـلنا يبغـى الحــياة لنــفــســه
حـريصا عـليها مستهاما بهـا صـبّا
الجبن والبخل من أبشع الآفات وأصعب العقبات فى طريق المؤمن لأن سلعة الجنة غالية لا تشترى بغير النفس والمال حيث يقول عز وجل فى كتابه الكريم : " إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة ؛ يقاتلون فى سبيل الله فيقتلون ويقتلون ؛ وعدا ً عليه حقا ً فى التوراة والإنجيل والقرآن ؛ ومن أوفى بعهده من الله ؛ فاستبشروا ببيعكم الذى بايعتم ؛ وذلك هو الفوز العظيم "
آيه 111 من سورة التوبة .
وهذان {النفس والمال } يمنع من إنفاقهما الجبن والبخل ؛ وبالتالى تبور تجارة الآخرة وتضيع الصفقة على الشارى ؛ ويصف إبن القيم الآفتين بقوله :- الجبن هو تعطيل عن النفع بالبدن والبخل هو تعطيل عن النفع بالمال فالبذل المنتظر اليوم من صاحب الرسالة والهمة والمكانة إما بماله وإما ببدنه ؛ والبخيل يضن بماله والجبان يضن ببدنه ؛ والصفتان متلازمتان رضعا من ثدى واحد لذلك يقول صلى الله عليه وسلم فى يوم حنين " ثم لا تجدونى بخيلا ً ولا جبانا ً " وجاء فى صفته على لسان أنس بن مالك رضى الله عنه قال :- كان رسول الله صلى الله عليه وسلم "...... وأجود الناس وأشجعهم" فى إشارة واضحة إلى تآخى الصفتين ؛ ولإشتهار هذه الصلة فقد أشار الشعراء إلى هذا الترابط فتواترت كلماتهم تمزج بين الشجاعة والكرم ومنها قول الشاعر المتنبى :-
وكلٌ يرى طرق الشجاعة ِ والندى * ولكنً طبع النفس ِ للنفس قائدُ
وعن البخل وبشاعته يقول صلى الله عليه وسلم :" وأى داء أدوى من البخل " حديث صحيح عن جابر ؛ وبخل صاحب الرسالة والمكانة أبشع لأن من بخل بماله فهو بالنفس أبخل ؛ وصاحب الرسالة والمكانة من بنود عقده مع الله " الموت فى سبيل الله أسمى أمانينا .. الشهادة .." فكيف يلتقيان !! فيا صاحب الرسالة والمكانة أنت تطلب المجد لدينك وأمتك ووطنك فمثلك يسرى عليه قول الشاعر عمرو بن الأهتم التميمى :-
وإنك لن تنال المجد حتى *** تجـود بما يضن به الضمير
بنفسك أو بمالك فى أمور *** يهاب ركوبها الورع الدثور
ومن خطورة البخل أنه يفتح أبواب الذنوب والمعاصى لذا كان الإمام أبوحنيفة النعمان لا يجيز شهادة البخيل فقيل له فى ذلك فقال
" أنه – أى البخيل - يتقصى ويحمله التقصى أن يأخذ فوق حقه "
ولأن البخل وإمساك المال من أهم مولدات العيوب لذا يعاقب البخيل بعقوبتين أولهما عاجلة وهى هموم الدنيا والأخرى مؤجلة إن هو جار على حق أو منع حقا ً وهى نارالآخرة ؛ لذا فالبخل شر كله فى صفته وحروفه كما يقول الجورجانى فى نكتة لطيفة " البخل على ثلاثة أحرف .. الباء من البلاء .. والخاء من الخسران .. واللام من اللوم .. فالبخيل بلاء على نفسه وخاسر فى سعيه وملوم فى بخله" .
ويقول بهلول فى نصحه للرشيد : دع الحرص على الدنيا وفى العيش فلاتطمع ؛؛؛ ولا تجمع من المال فما تدرى لمن تجمع ؛؛؛ فإن الرزق مقسوم وسوء الظن لا ينفع ؛؛؛ فقير كل ذى حرص غنى كل من يقنع .
وعن البذل والإنفاق نرى مثل الثرى المستمسك بدينه الباذل المنفق فى سبيل الله مثل المجاهد ؛ والغنى الزاهد اليوم يوشك أن يضارع المجاهدين فى نيل الثواب وتحصيل رضا رب وهاب ؛ وهم قلة قليلة بين الناس يصفهم أ/ عبدالوهاب عزام فيقول : - إنهم رجال لا يعبدون المال إن نالوه نثروه وفى الخير بذروه ؛ وإن فاتهم لم يتبعوه ندما ً ولم يدموا وراءه كفا ً ولا قدما ً ؛ تمتلئ بالأموال جيوبهم وتخلو منها قلوبهم ؛ إن أقبلت لا تضلهم وإن أدبرت لا تذلهم ؛ وهى عندهم إلى الخير بلاغ وعدة لدفع عات وباغ ؛ وإنما المعالى كسبهم والله حسبهم .
فاعلم أخى القارئ الكريم أن أكثر ما يفرح الرب الكريم هو إنفاق ماله لنشر دينه ولو كنت فى أمس الحاجة إليه ؛ فاحذر أن تحث غيرك على الإنفاق ثم تبخل أنت !! واحذر أن تجمع الأموال من الناس لتوصيلها إلى مصارف الخير وأنت فى مقاعد المتفرجين !!
واحرص على أن يكون أول جنيه فى أموال الصدقات منك أنت .
أما عن الجبن فهو علامة على إهتزاز الثقة بالنفس وضعف الصلة بالله ووهن اليقين ورقة الدين ؛ وكل من الجبان والشجاع يحب نفسه
فالجبان يهينها وهو يحسب أنه يكرمها ويجلها !!
والشجاع يقذف بها فى مواطن الفخر والشرف !!
وقد عبر الشاعر المتنبى عن هذا الوصف فقال :-
أرى كـلنا يبغـى الحــياة لنــفــســه
حـريصا عـليها مستهاما بهـا صـبّا
فحـب الجبان النفـس أورثه التـقــى
وحب الشجاع النفـس أورثه الحربا
واعلم أن الجبن ينشأ ويتولد من سلوكيات وأفعال نعيش فيها وتعمل من حولنا ....
فالأم ترضع وليدها الخوف من عواقب الخطر .
والأب يخاف على إبنه الأذى والسوء فيحذره بحق أو بغير حق .
والزوجة تخاف على زوجها فتقعده فلا يقول ولا يشارك فى رأى .
والصاحب قيل عنه هو الساحب والمرء على دين خليله .
والحاكم الظالم يهدد ويتوعد من يقول أو يصول بحق وبغير حق .
كل هؤلاء يزرعون فى القلوب بذور الجبن بقصد أو بغير قصد .
ويقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " تأملات فى الدين والحياة "
مانصه :- إن الشجاعة قد تكلف صاحبها فقدان حياته ؛ فهل الجبن يقى صاحبه شر المهالك ؟ كلا فالذين يموتون فى ميادين الحياة وهم يولون الأدبار أضعاف الذين يموتون وهم يقتحمون الأخطار.
ياقومنا إنها معادلة لا بد وأن يفهمها كل صاحب رسالة ومكانة وسلطان كما فهمها الصالحون السابقون من الأجداد فبذلوا أرواحهم فى سبيل دينهم لعلمهم أن ساعة الموت لا تتأخر لحظة فكان منهم نماذج تحتذى عرضنا العديد منها على صفحات هذه المدونة .
ويقول صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح أخرجه الترمذى وأحمد " لا يمنعن رجلا ًهيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهد فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق " وهذا هو مسك الختام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته &&&&
وحب الشجاع النفـس أورثه الحربا
واعلم أن الجبن ينشأ ويتولد من سلوكيات وأفعال نعيش فيها وتعمل من حولنا ....
فالأم ترضع وليدها الخوف من عواقب الخطر .
والأب يخاف على إبنه الأذى والسوء فيحذره بحق أو بغير حق .
والزوجة تخاف على زوجها فتقعده فلا يقول ولا يشارك فى رأى .
والصاحب قيل عنه هو الساحب والمرء على دين خليله .
والحاكم الظالم يهدد ويتوعد من يقول أو يصول بحق وبغير حق .
كل هؤلاء يزرعون فى القلوب بذور الجبن بقصد أو بغير قصد .
ويقول الشيخ محمد الغزالى فى كتابه " تأملات فى الدين والحياة "
مانصه :- إن الشجاعة قد تكلف صاحبها فقدان حياته ؛ فهل الجبن يقى صاحبه شر المهالك ؟ كلا فالذين يموتون فى ميادين الحياة وهم يولون الأدبار أضعاف الذين يموتون وهم يقتحمون الأخطار.
ياقومنا إنها معادلة لا بد وأن يفهمها كل صاحب رسالة ومكانة وسلطان كما فهمها الصالحون السابقون من الأجداد فبذلوا أرواحهم فى سبيل دينهم لعلمهم أن ساعة الموت لا تتأخر لحظة فكان منهم نماذج تحتذى عرضنا العديد منها على صفحات هذه المدونة .
ويقول صلى الله عليه وسلم فى حديث صحيح أخرجه الترمذى وأحمد " لا يمنعن رجلا ًهيبة الناس أن يقول بحق إذا رآه أو شهد فإنه لا يقرب من أجل ولا يباعد من رزق " وهذا هو مسك الختام والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته &&&&