الجمعة، 4 يونيو 2010

فــضــل الــعــلــمــاء أعــظــم

فضل العلماء أعظم

فى يوم الخميس الموافق 2/12/1993م وأثناء عودتى من العمل فى حوالى الساعة الرابعة عصرا ً وأمام بيت الشيخ/ عبدالغنى فرج شاهدت الأخ/ حسن جوده شحاته وبصحبته الأخ/ فتحى زياده فأشرت لهما بالتحية وأنا راكب بالسيارة ؛ فاندفع الأخ/ فتحى نحو السيارة وأشار للسائق بالتوقف فترجلت من فورى قائلا ً خيرا ً خيرا ً ما الخبر!! فقال: عقيقة المولود الليلة لدى الشيخ/ عبد الغنى وأنت مدعو لها ! فأجبت من فورى ودخلت معهما على الشيخ ففرح ووقف فى إستقبالنا مسرورا ً .

وفى تلك الساعة شرفت بالدخول على مجموعة من المشايخ العلماء والأخوة الفضلاء كانوا مدعوين لحضور العقيقة وسبقونى فى الحضور هناك منهم فضيلة الشيخ / محمد سعيد شنن وفضيلة الشيخ/ حامد عبدالفتاح السهيد وفضيلة الشيخ / شعبان عبدالفتاح السهيد وفضيلة الشيخ/ أحمد خلف والحاج/ إمام الخشنى والحاج/ السيد بسه والأخ/ حمدى عبدالستار الزمر والأخ/ طه أبو سته والأخ/ إبراهيم عاشور السهيد ؛ ثم توافد علينا إخوة منهم الدكتور / جمال بسه والدكتور/ عبدالمجيد عمران والدكتور/ مدثر العريان والأستاذ/ مجدى حلمى الزمر وأخوة آخرين إزدحم بهم البيت .

بعد صلاة المغرب جماعة فى بيت الشيخ / عبدالغنى تم إعداد بساط الطعام وعليه اللحم والثريد " الفتة" وتحلقنا من حوله وبسم الله أكلنا وشبعنا وبحمد الله قمنا وقامت مجموعة من الحاضرين لتنصرف فى عجالة من أمرهم أتذكر منهم الأستاذ/ مجدى والدكتور/ مدثر والدكتور/ عبدالمجيد والدكتور/ جمال هؤلاء إنصرفوا لإرتباطهم بأمور ومواعيد مهمة وخرجوا فى رعاية الله وسلامته ؛
وبعد قليل تكلم فضيلة الشيخ/ محمد سعيد عن إحياء السنن ومنها سنة العقيقة عن المولود وثواب مشاركة الأخوة فى هذه الفرحة ؛ ثم تكلم الأخ/ حمدى بمثل معانى قول الشيخ/محمد وفجأة قال : قبل أن ندعو للمولود نحب أن نسمع كلمة من الأستاذ/ أحمد عبود !! وأرتبكت أنا من المفاجأة ! وسمعت الأخ/ طه يقول : تشجع واتكلم وسمعنا حاجة حلوة !! فاستعنت بالله وقلت :-

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على جدنا رسول الله ؛ أيها الأخوة الأحباب إنه لشرف عظيم أن نجتمع اليوم وفى هذه الساعة فى بيت من بيوت العلماء ؛ فالعلماء ورثة الأنبياء وبعلمهم جاهـد المجاهـدون وتعبد العابدون وتذاكر الذاكرون وبنصحهم ينصلح أمر الدنيا والآخرة ؛ وعنهم قال الإمام على رضى الله عنه:-
ما الفخرُ إلا لأهـلِ العـلم إنهـمُ --- على الهدى لمن إستهدى أدلاءُ
وقدر كل إمرء ما كان يحسنهُ --- والجاهـلون لأهـل العـلم أعـداءُ
فـفـز بعـلم تعـش حـيا بـه أبدا --- الناس موتى وأهـل العلم أحياءُ

فالحمدلله الذى قدر لنا هذا الشرف الرفيع ؛ ويقول المثل الشائع " من جاور السعيد يسعد " ونحن بإذن الله سنسعد بصحبة العلماء ونفلح بالإقتداء بهم ؛ فمرحبا ً بكم فى هذا البيت المبارك وفى هذا اليوم السعيد يوم عقيقة المولود/ عبد الرحمن بن الشيخ/ عبدالغنى فرج ؛ وفى هذه المناسبة نتذكر فضل الأباء على الأبناء وقدسية حق الوالد على ولده حيث يقول عز وجل " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا
إياه وبالوالدين إحسانا ؛ إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما
قولا كريما{23} واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب إرحمهما كما ربيانى صغيرا {24}"
من سورة الإسراء .
وورد فى الأثر أن رجلا جاء إلى جدنا النبى فقال :- يارسول الله إن أبى أخذ مالى !! فقال النبى
فأتنى بأبيك !! فنزل جبريل عليه السلام على جدنا النبى فقال : إن الله يقرئك السلام ويقول لك إذا جاءك الشيخ فاسأله عن شئ قاله فى نفسه ما سمعته أذناه !! فلما جاء الشيخ قال له النبى : ما بال إبنك يشكوك أتريد أن تأخذ ماله ؟ قال الشيخ : سله يارسول الله هل أنفقه إلا على إحدى عماته أو خالاته أو على نفسى فقال النبى : إيه دعنا من هذا ؛ أخبرنى بشئ قلته فى نفسك ما سمعته أذناك !!
فقال الشيخ : والله يارسول الله مازال الله عز وجل يزيدنا بك يقينا ؛ لقد قلت فى نفسى شيئا ً ما سمعته أذناى ! فقال النبى : قل وأنا أسمع فقال الشيخ : لقد قلت فى نفسى

غـذوتك مـولـودا ومـنتـك يافـعا --- تـغــل بـما أجـنى عـليـك وتنهـلُ
إذا ليلة ضافـتك بالسقـم لـم أبت --- لسـقــمـك إلا سـاهــرا أتمـلـمـلُ
كأنى أنا الـمطـروق دونك بالذى --- طـرقـت به دونـى فعـينى تهـملُ
تخاف الردى نفسى عليك وإنها --- لـتـعـلم أن المـوت وقـت مـؤجـلُ
فـلما بلغـت السن والغـاية الـتى --- إلـيها مـدى ما كـنت فـيـك أؤمـلُ
جـعـلت جـزائى غـلظة وفـظاظة --- كـأنـك أنـت الـمنـعـم الـمتـفـضـلُ
فـليتـك إذ لم ترعـى حـق أبوتـى --- فعلت كما الجار المصاقب يفعـلُ
فأوليتنى حـق الجـوار ولـم تكن --- عـلـى بـمـــال دون مالـك تبخــلُ
حينئذ أخذ النبى بتلابيب الإبن وقال : أنت ومالك لأبيك .

أيها الجمع الكريم .. إذا كان فضل الأباء على الأبناء عظيم فإن فضل العـلماء أعـظم ؛ فالأباء يحفـظون الأبناء من نار الدنيا والعلماء يحفظونهم من نار الآخرة ؛ فشكر الله صنيع الأباء وبارك لنا فى علم العلماء ؛ ونقول للشيخ عبدالغنى والأخوة يرددون معى : بورك لك فى الموهوب وشكرت الواهب ورزقت بره وبلغ أشده ؛؛؛ والسلام عليكم ورحمة الله .

وسط إعجاب وتشجيع الأخوة الحاضرين تفضل الشيخ/ حامد السهيد وقال : نشكر الأخ/ أحمد عبود على كلمته المعبرة وإلقائه الحسن ؛ لكن لاحظنا أنه قال أكثر من مرة " جدنا النبى" وعلى ما يبدو أن الأخ/ أحمد قد حصل على شجرة العائلة !! فقال الشيخ / شعبان السهيد : إنه يقول " جدنا النبى" وليس جدى النبى !! فكأنما يقول جدى وجدكم النبى.
فقلت : نعم نعم هذا ماقصدته وخير الكلام ما قل ودل حيث يقول صلى الله عليه وسلم "أنا جد كل تقى " .
وبعد أداء صلاة العشاء بمنزل الشيخ/ عبدالغنى فرج إنصرفنا شاكرين له حسن ضيافته متمنين له دوام العافية والصحة والبركة آمين آمين والحمد لله رب العلمين .


هناك تعليق واحد:

  1. اخي الحبيب
    إني احبك في الله
    جزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم
    وجعل الله هذا العمل الجميل في ميزان حسناتكم
    واسأله سبحانه ان يجمعنا واياكم في جنات النعيم

    ردحذف