السبت، 30 أكتوبر 2010

الحاج / عبدالمجيد الصياح الزمر.....

الحاج / عبدالمجيد الصيّاح الزمر
قطب القوة والشجاعة والجود والكرم
جـــد ى لأمـــــى .. وخـال أبــى

رجل من أهل القوة والشجاعة رهن قوته وشجاعته لنصرة الضعفاء وحماية بلدته ؛ أخواله أسرة الدالى بمنشية البكّارى ووالده نائب العمدة الحاج / محمد الصياح عمر أمين الزمر وعنه تقول الحاجة/ أم عبودالزمر " جدى الحاج / محمد حج إلى بيت الله الحرام فى عام 1905م وهناك تقدم جدى لقيادة القافلة بماله من خبرة فى ركوب الهجين وحنكة فى معرفة دروب المسير ؛ وكان الجميع يتعجبون منه لجده وجلده وصبره ومروءته فى خدمة الحجيج والحفاظ على أمتعتهم ؛ فحمى القافلة من غدر الخائنين وطمع الطامعين ."

وتقدم الحاجة /ام عبود الزمردليلا ً على مروءة وكرم جدها الحاج/ محمد الصيّاح فتقول " منذ أكثر من قرن فى 1890م تقريبا ً خرج جدى الحاج محمد من بيته بشارع درب الحسنية فوجد خيمة منصوبة فى المتسع أمام جامع سيدى عمروتحديدا ً مكان بيت العمدة مختار الزمر فلما أقترب من الخيمة ليستطلع الأمر وجد بها إمرأة صعيدية مبرقعة ومعها ثلاثة أطفال ولدين وبنت فعلم منها أنها جاءت من الصعيد تطلب المأكل والمأوى من بعد وفاة زوجها بالصعيد وأنها أختارت الحضور إلى ناهيا لأنها كانت تسمع عن كرم عائلة الزمر من المثل الشائع هناك حيث كانت الناس تصف الرجل الكريم والشهم بأنه مثل أولاد الزمر ؛ وعلى الفور أخذهم جدى وأسكنهم فى إحدى حجرات الخزين ببيته ؛ ومرت الأيام وشب الأولاد وكبروا والتحق الولدين بالعمل لدى محمد بيك عبود كخفراء وتزوجت البنت وأصبح لهم ذرية وبنين وحفدة يعملون فى مختلف الأعمال والوظائف بقريتنا ناهيا وخارجها ."

جده الحاج /عمرأمين الزمر سلك سلوك الأسخياء ولا عجب فى ذلك فالرجل كان صديقا ً للعلماء يصاحبهم ويستضيفهم فى بيته بشارع درب الحسنية ؛ ورجل يصاحب العلماء يحبهم ويحبونه لا بد وأن يكون نقيا ً وتقيا ً جوادا ً وسخيا ً مقبلا ً على الآخرة زاهدا فى الدنيا نعم نعم لقد كان هذا ديدنه ومن شمائله ؛ فها هو الحاج / عمر يخرج من بيته فتنتظره الصبية والغلمان فيوزع عليهم النقود ؛ ثم يذهب إلى الجزار ليجد الفقراء ينتظرونه فيقطع لهم أرطالا ً من اللحم يوزعها عليهم ؛ ويذهب إلى الغيط فيقبل عليه الفقراء والمساكين فيعطيهم ما تيسر من الزروع الخضراء والثمار الناضجة ؛ يعطى عطاء من لا يخشى الفقر فلا يرد مسكينا ً ولا ينهر سائلا ً .

زوجته / فاطمه حسانين حسن حسن أغا الزمر وهى جدتى لأمى كانت من أجود الناس وأسخاهم تجود بالكثير الكثير فلا يتبقى لديها إلا القليل ؛ وحرصت واستمرت على خصلة إستضافة المساكين من بعد وفاة جدى كحرصه من قبل وفاته ؛وقد تعلقت أنا بها تعلقا ً شديدا ً وأحببتها حبا جما ً وكنت أناديها باسم " ست الصبيا " فتضحك كثيرا ً لهذا النداء ؛ وفى يوم الخميس 2/1/1992م الموافق 27 من شهر جمادى الأخرة 1411هـ توفيت ستى / فاطمة عن عمر ينهز التسعين ؛ رحم الله الجميع رحمة واسعة وأسكنهم فسيح جناته ولا نزكى على الله أحدا ً هو أعلم بمن اتقى و نظن بهم خيرا ً .

وإذا كانت القوة هى الفضيلة وإذا كانت الحياة هى الصراع بين القوى والضعيف فإن الإنسان يفضل القوة ويحبها ويحرص على المزيد منها ؛ والناس يكرهون الضعيف ويحتقرونه ويحبون القوى الشجاع ويحترمونه ؛ وهناك ألوان متعددة من القوة بخلاف القوة العضلية ؛ فالصبر من القوة لأن الإنسان الصابر هو الذى يتغلب على الصعوبات التى ينحنى أمامها غيره من الناس ؛ والرحمة من القوة لأنها لا تأتى إلا من قوى ؛ والكرم من القوة لأن الإنسان الكريم هو الذى يعطى ما عنده للأخرين دون أن يمن عليهم ؛ والتواضع من القوة لأن الإنسان المتواضع هو الذى يشعر أن مكانته معتبرة وأنه ليس فى حاجة إلى أن يظهر ذلك للناس ؛ والحلم من القوة لأن الإنسان الحليم لا يغضبه أن يتطاول الناس عليه ويرى أن الغضب ضعف ؛ والعدل من القوة لأنه دليل على قدرة الإنسان فى مواجهة إساءة الأخرين فيتسامح معهم ؛ وكان من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم قوله " اللهم أرزقنى العدل فى الرضا والغضب " .

الحاج/ عبدالمجيد الصيّاح كان يرى ماشيا ً وكأنه راكب ؛ كان يمسح الكتابة البارزة من على العملات الفضية بضغطة سريعة من أصبعيه السبابة والإبهام !! كان يفرك حبات الفول الحصا فتتحول إلى دشيشة تتساقط من يده !! إستطاع أن يطبق العملة الفضية إلى نصفين بالضغط عليها بأصبعه الإبهام بين السبابة والوسطى !! وعلاوة على هذه القوة العضلية كان من الصابرين الكرماء الحلماء الرحماء المتمسكين بالعدل فى الرضا والغضب ونظن به خيرا ً .

فى يوم حار من أيام صيف 1930م خرج عبد المجيد الصيّاح للتجوال فى سوق الفحامين بالقاهرة ومعه بعض أصدقائه وبينما هم يسيرون فى الطريق الرئيسى للحى فجأة تعالت صرخات النساء وصيحات الرجال !! فهناك إشتبك رجلين من أهل الجزارة معا بالسكاكين والدماء تنزف منهما ولا يستطيع أحد من الناس الإقتراب لفض الإشتباك ؛ فجرى عبدالمجيد نحوهما وأمسكهما بكلتا يديه من رقبتيهما وضغط بشدة فكادتا أن تكسرا فصرخ الرجلين ورفعا أيديهما على الفور فضرب رأسيهما ببعض فسقطا مغشيا ًعليهما !! وأقبل الجمع الحاشد من المشاهدين فشكروا عبدالمجيد على شجاعته وحسن تصرفه ثم حملوا الرجلين لإسعافهما من الجروح .

حين قامت الحرب العالمية الثانية نزلت بعض جيوش الحلفاء فى قريتنا ناهيا وسيطرت على مداخل الطرق المؤدية للقرية ؛ وفى الليلة الموعودة بالبطولة عاد عبدالمجيد فى ساعة متأخرة وكان لابد وأن يمر على أحد الأكمنة لتلك الجيوش حيث كانوا يستوقفون كل من يمر عليهم لتفتيشه بطريقة مهينة ! ولكن عبدالمجيد الصيّاح وهو الرجل الشهم الشجاع يتصرف بطريقة تشرف كل مصرى .

لقد إقترب عبدالمجيد من الموقع وهو راكب فرسه فأشار إليه قائد الكمين بأن ينزل من على دابته فتجاهل إشارته ! فاقترب قائد الكمين وبجانبه جندى مسلح وأصرا على إنزاله من على الفرس ؛ فما كان من عبدالمجيد إلا أنه التف من فوق الفرس وبسرعة وكأنه يترجل عنها فضرب قائد الكمين بقدمه فطرحه أرضا ً وفى نفس الوقت دفع بيده القوية جندى الحراسة فارتطم بمؤخرة الفرس فسقط مغشيا ً عليه !!! ثم قفز بخفة ليركب دابته وينطلق مسرعا ً تاركا ً وراءه قائد الكمين يطلق صفارته يطلب النجدة من زملائه لكن بعد فوات الآوان ؛ وشاع الخبر بين الأهالى ومضمونه عبد المجيد الصيّاح ضرب الإنجليز بالشلوت !!!!

وسمعت من شاهد عيان أن الحاج عبد المجيد الصيّاح ذهب إلى حقله فى أحد أيام الشتاء البارد من عام 1933م وفى ذلك اليوم أرعدت السماء وتساقط المطر بغزارة حتى أصبحت جميع الطرق منزلقة ويصعب السير فيها للإنسان والحيوان على حد سواء لكن لابد من العودة إلى البيت فى شارع الحسنية ؛ يقول شاهد العيان فى ذلك اليوم المطير " لقد ركبت أنا على الحمار ومشى الحاج من خلفنا على حذر بينما شق الحمار طريقه بصعوبة وسط الأوحال بالطرق الزراعية فكان كلما إنزلقت أرجل الحمار أمسكت أنا فى رقبته وأسرع الحاج ليقيله من عثرته !! وفجأة توقف الحمار مكانه بعد أن غاصت أرجله فى الطين والأوحال فلا يستطيع ألحركة وأسرع الحاج فوضع كلتا يديه أسفل بطن الحمار ثم إنتزعه من الطين وسار به خطوات نحو الطريق اليابسة وأنا من فوقه !!!.

لقد كان والدى الحاج عبد المجيد صاحب قوة وشجاعة ومع هذا لم نسمع أنه إعتدى بالضرب على أحد من الأهالى حتى أبنائه كان يتحاشى أن يضرب منهم أحدا ً هكذا قالت أم عبود الزمر وأضافت أنه تصادف فى اليوم التالى لذلك اليوم المطير أن إنزلقت إحدى سيارات النقل وهى محملة بالقمح وتجمع حولها مجموعة من الأهالى يحاولون دفعها لتسير دون جدوى ؛ وأيقن الجميع أنه لابد من إستدعاء الحاج ؛ وخرج الحاج عبدالمجيد مسرعا ً مع الداعى وذهب حيث مكان السيارة المنزلقة على الجسر فقال لجمهرة الأهالى" إبعدوا أنتم " فابتعدوا ثم قال للسائق " إركب أنت واستعد" فركب السائق وهو يتعجب إذ كيف يتقدم هذا الرجل لدفع السيارة بمفرده بينما لم يقو على زحزحتها حوالى عشرون رجلا ً !! وتقدم الحاج عبد المجيد من خلف السيارة فوضع كتفه فرفعها فإندفعت بسرعة للأمام وخرجت من ذلك المنزلق اللعين وسط تكبيرات الرجال وزغاريد النسوة اللائى تصادف مرورهن على الطريق.

وسمعت أيضا ً حكاية ظريفة عن جدى الحاج عبدالمجيد وهو فى مقتبل شبابه يقول الراوى أنه نزلت بقريتنا مجموعة من الحواه وقفوا أمام جامع سيدى عمر والتف الناس من حولهم ليشاهدوا الألعاب العجيبة والغريبة ووقف الشابين عبدالمجيد الصيّاح وعبداللطيف عبود مع الواقفين ليشاهدوا لعبة القوة ؛ فهاهو أحد الحواة قد أمسك " حدوة حصان " فى يده وأخذ يمر بها على الواقفين يضعها فى أيديهم ويتحداهم هل منكم من يستطيع كسرها ؟
ويستردها من الواحد تلو الأخر قائلا ً لا أحد لا أحد يستطيع ؛ فلما وصلت الحدوة فى يد عبد المجيد الصيّاح ضغط عليها بشدة فالتوت ثم ضغط أخرى فانكسرت ثم ناولها للحاوى فلما أمسكها بيده وجدها منكسرة !! فأصابه الذهول وأخذ يجمع حاجاته وأدواته ويقول لإخوانه " مالنا عيش فى البلد دى " وعلى مايبدو أن الحاوى كان يستبدل الحدوة الحديد بأخرى من الصفيح دون أن يلحظه أحد ثم يكسرها أمام الناس !! وراح الناس من بعد أن تبين لهم كذب الحاوى يسخرون منه ويضحكون عليه قائلين " مع السلامة يا أبوحدوه صفيح " .

ومن مواقف الفتوة المضحكة هناك موقفا ً للحاج عبدالمجيد فى مطلع الأربعينات من القرن الماضى مضمونه أن الحاج كان يتربع بالجمعية الزراعية على حصيرة مع مجموعة من الأهالى ويشربون الشاى وفجأة دخل عليهم رجل غريب تبدو على هيئته علامات الفتوة فلما سأل عن الحاج عبد المجيد أشاروا إليه ! فتقدم الرجل وتربع أمام الحاج وعرفه بنفسه وسلم عليه بيده سلاما ً قويا ً! ففهم الحاج أن هذا الرجل فتوة وجاء ليختبر قوته من بعد أن سمع عنه فى البلاد الأخرى ! والحاج عبدالمجيد كان حريصا ً على إخفاء قوته ولا يبديها للأخرين إلا فى حالة الضرورة وهذا الرجل قد جاء ليتحدى ويفرض سطوته على القرية خاصة الضعفاء إذا لم يجد من يصرعه ويقف له فكان لابد من إظهار شئ من القوة العضلية !!! ونظر الحاج يمينه فوجد شوال كيماوى زنة مائة كجم فضرب كفيه من تحت ثم حمله فوضعه عن يساره وهو متربع تماما ًثم قال للرجل : تسمح ترجع الشوال ده مكانه !! فضرب الرجل كفيه من تحت ليحمله كما حمله الحاج فلم يستطع وحاول أخرى فلم يستطع وتفلت !! أى أخرج ريحا ً ضراط ! فضحك الحاضرون وأراد الرجل أن ينصرف فقال الحاج : أقعد وأشرب الشاى ولا أراك فى ناهيا مرة أخرى .

وعلى ذكر المواقف المضحكة أتذكر أنى ذهبت منذ سنوات إلى محل جزارة الحاج / عبدالحميد منصور لشراء اللحم الجملى فوجدت خالى الحاج/ هانى عبدالمجيد الصيّاح واقف يشترى أيضا فسلمت عليه وأوصيت الجزار قائلا : خد بالك من خالى الحاج هانى
فضحك وقال مخاطبا الحاج هانى : طبعا ًمن حقه يوصى عليك ده أبوه العمدة عبداللطيف عبود وجده الحاج عبدالمجيد الصيّاح !! فضحكت وضحك خالى الحاج هانى .

واستأثر الحاج عبد المجيد بزراعة القصب على مستوى قريتنا وربما القرى المجاورة ؛ ونوعيات الزراعة كانت حرة فى ذلك الزمان أما الآن فقريتنا ناهيا متخصصة فى زراعة الخضروات مع بعض المحاصيل الأخرى كالقمح والذرة وأصبح القصب فى مناطق أخرى ؛ وذهب عبد المجيد ومعه مجموعة من أصدقائه إلى غيط القصب وأخذوا يتفننون فى ألعاب القوة فأقترح أحدهم تحزيم لبشة من أعواد القصب عددهم عشرين عودا ً ليحملها رجلين من أطرافها ويعترضون بها عبدالمجيد فى صدره ؛ وكانت المفاجأة ! لقد تصدى لهم بكتفه فانكسرت لبشة القصب نصفين وسقط الرجلان على الأرض وضحك الجميع وأخذوا يمصمصون القصب المكسور.

وكنت أنا قد تعودت فى أجازة الصيف المدرسية أن أقف أنتظر جدى الحا ج عبدالمجيدعند خروجه من بيته بشارع الحسنية وعندما يرانى ينادى كعادته ويقول " خد ياشيخ أحمد " ويعطينى قطعة نقود من فئة " القرشين " ؛ لقد كان يرحمد الله كريما ً وجوادا ً خاصة مع الفقراء والمساكين بمثل جود وكرم جده الحاج/ عمر أمين الزمر ؛ فهاهو يشارك فى أعمال الخير بأرادب من الفول وعجول من الجاموس؛ كما يحرص على دعوة الفقراء والمساكين للإفطار معه طوال شهر رمضان بما يشبه الآن موائد الرحمن ؛ وما كنت أظن أن صفات الأخلاق من مثل الكرم والجود والشجاعة والزهد صفات تورث بين الأجيال كصفات اللون والشبه والطول والقصر !! لكن تبين لى مع مرور الزمن أن أجدادنا قد توارثوا تلك الصفات الخلقية كابرا ً عن كابر ميراثا ً عن جدنا النبى الأعظم صلى الله عليه وسلم.

وكان جدى الحاج/ عبدالمجيد يحفظ القرآن ويدعو المشايخ للقرأة معه فى بيته و منهم الشيخ/ محمد الطايش والشيخ/ عبدالمقصود جوارى ؛ وعنه يقول الشيخ/ ابراهيم على زياده لقد رأيت الحاج عبد المجيد بالمسجد ولفت نظرى قيامه من السجود على قدميه بخفة بالرغم من ضخامته ولا يتسند بيديه !! ولما قيل له أكتب فدادين أرض لولدك الوحيد هانى رفض وقال التوريث بشرع الله بعد وفاتى

وفى الليلة الموعودة بالحزن والبكاء من سنة 1961م عاد الحاج/ عبدالمجيد الصيّاح من سهرته ودخل غرفته البحرية وجلس على الكنبة أسفل الشباك ونادى على إبنته الصغرى "أمينة " ليعطيها الدواء الذى أحضره لها ووضع يده فى جيبه ليخرج الدواء لكنها لم تخرج وأمال برأسه على الحائط !! وأسرعت جدتى أم هانى وعادت بالماء ونادته ليشرب فلم يردعليها ! فجذبته من يده ليصحو ولكنه لن يصحو ولن يشرب ولن يعيش .

وكانت جنازته أول جنازه حضرتها فى مقتبل حياتى حيث كان سنى وقتها حوالى عشر سنوات ؛ ووقفت مع الرجال الواقفين فى إنتظار خروج الجنازة ولفت نظرى بكاء عدد من الرجال أمامى وصياح عدد من النساء يقفن خلفى !! وخرج جدى فى نعشه محمولا ً على الأعناق فوجدت النسوة قد علت أصواتهن بينما كل الرجال يبكون ولفت نظرى وقتها بكاء رجلين سمينين وجيهين على رأسيهما الطربوش الأحمر ويلبسان البدلة السوداء بخلاف كل الرجال على رؤؤسهم العمائم ويلبسون الجلابيب ؛ وعلمت فيما بعد أن الرجلين هما الأستاذ/ كمال محمد الزمر والأستاذ/ عبدالعزيز مراد الزمر .

وسارت الجنازة فى موكب مهيب يتقدمه المشايخ والأعيان والعلماء والفقهاء وحاملى الرايات الخضراء ؛ ومشيت معهم حتى وصلت إلى بيت مطره على الجسر وكانت هناك حنفية مياه فتعلقت بها وأخذت أرنو إلى الوجوه وأنظر إلى العمائم وهى تمر من أمامى حتى إنتهى الموكب وذهب جدى إلى لقاء رب كريم وحليم وعدت أنا حزينا ً باكيا ً .

وبموته أغلق باب رزق للفقراء والمساكين فلقد كان كريما ً جوادا قريبا ًمن الناس قريبا ًمن الله قريبا ًمن الجنة وعزائى فيك يا جدى أنى سأراك فى الفردوس الأعلا والحمد لله رب العالمين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق