الثلاثاء، 9 نوفمبر 2010

نـاهــيـا أبـقــت مـصــر فــى ظــل الـخــلافــة ..... مـن حـســن فـهـم الـمـصريـيــن

ناهيا أبقت مصر فى ظل الخلافة
من حسن فهم المصريين

حكم العثمانيون بلاد العرب نحو أربعة قرون ؛ وكان من حسن فعالهم ترك شئون الحكم الداخلى فى البلدان لأصحاب العصبيات والكلمة المسموعة كأمراء المماليك بمصر ؛ وفى ظل الحكم العثمانى احتفظت مصر بقوميتها العربية قلبا ً وقالبا ً إلا أن عاطفة الولاء للخليفة العثمانى كانت أقوى أثرا ً؛ وكان حسن ولاء أجدادنا المصريين للخلافة العثمانية نابع من حسن فهمهم للدين ؛ وكيف لا وفيهم مشايخ الجامع الأزهر الشريف ؛ فكانوا يرون الخروج على دولة الخلافة خروجا ً على الإسلام وتفتيتا ً لوحدته ؛ وبهذا المفهوم المتميزتعامل أجدادنا مع حركة على بيك الكبيرعام 1773م وأفشلوها .

ثورة يوليو 1952م كان لها رأى وفكر آخر على نقيض ما ذكرناه فى السطور السابقة ويتسق مع فكر النزعة الوطنية والقومية العربية فهى ترى فى حركة على بيك الكبير ثورة من أجل الإستقلال وطرد المستعمر العثمانى !! ولولا خيانة محمد بيك أبوالدهب قائد الجيش وتآمره ما بقيت مصر مستعمرة عثمانية !! هذا الفكر أملته حكومة الثورة وجعلته تاريخا ً فى مناهج التلاميذ بالمدارس ؛ وهو فكر يعظم النزعة الإقليمية ذات المنظور الضيق وكان من نتائجها تمزيق الوطن العربى والإسلامى إلى دول ودويلات داخل حدود مصطنعة فضعفت الأمة وهان أمرها حتى تداعت عليها سائر الأمم والوضع لا يخفى على الناظرين .
حاول على بيك الكبير أن يستقل عن الدولة العثمانية بحكم مصر ؛ فقام بطرد الباشا العثمانى ودخل فى مناوشات حربية مع القوات العثمانية وحاول إستعداء القوات الروسية وجلبها لمساندته فى حركته ؛ لكن محمد بيك أبوالدهب قائد الجيش رفض فكرة الإستقلال وعدها خروجا عن الدين خاصة أن على بيك الكبير ينتهى نسبه إلى الروس وأبيه كان قسيسا أرثوذكس !! كما أن والده القسيس حضر لمصر ومعه شقيقة على بيك للتعرف عليه من بعد فراق طويل وخرج على بيك فى إستقبالهما وأكرم ضيافتهما ثم عادا لبلاد الروس ولم يدعوهما للمكث والإسلام مما قلب عليه الرأى العام المصرى .

ويكفى لنتعرف على تردى الأوضاع أثناء حكم على بيك أن نقرأ رأى الرحالة الإنجليزى {جيمس بروس } الذى زار القاهرة مرتين فى عام 1768م وعام 1773م فيقول :--- " أنه لا يمكن أن يوجد على ظهر البسيطة حكومة أشد قسوة وظلما ً وعدوانا ً وطغيانا ً من حكومة المماليك الأشرار بمصر " ؛ ويقول عنه الجبرتى أنه :-----" عاقب الكبار بجناية الصغار" .

وتقول المحققة الدكتورة / عائشة التهامى فى مقدمة كتاب " على بيك الكبير حياته وعصره " مانصه :-- كان على بيك فى أول نشأته مملوكا ً لإبراهيم بيك زعيم الكردغلية ؛ وما زال يتقدم لذ كائه ومقدرته حتى رقاه إلى رتبة بيك ؛ ومنذ ذلك الحين أخذ على بيك يعقد الآمال على أن يتقوى شيئا ً فشيئا ً حتى يصير يوما ً ما شيخا ً للبلد ؛ وكان قد جمع ثروة طائلة وقضى ثمانية أعوام فى شراء المماليك وتدريبهم وسعى فى مد صلات المودة مع البكوات الآخرين ؛ وهرب على بيك إلى الصعيد وهنالك إلتقى بكثير من الساخطين على شيخ البلد وبمرور الوقت تمكن أن يكون كبيرا ً للمماليك من بعد منازعات وحروب مع أقرانه ومنافسيه من المماليك أدت إلى تخريب البلاد والإخلال بالأمن ؛ واضطر على بيك للخروج من مصر والفرار إلى بلاد اليمن سنة 1733م؛ لكن مالبث أن عاد بدعوة من أنصاره بالقاهرة وفى مقدمتهم إبراهيم بيك ومراد بيك ومحمد بيك ابوالدهب ؛ وتولى على بيك مشيخة البلد فى سنة 1763م واستقر له الأمر بعد أن ثبته السلطان العثمانى فى منصب شيخ البلد ؛ ولما خلا له الجو أخذ فى مناهضة نفوذ الدولة العثمانية وطمحت نفسه إلى الإستقلال بمصر وأخذ يعمل على ذلك سرا ً ؛ وشك الباب العالى فى إخلاصه فأرسل كتابا ً إلى الوالى بمصر يأمره بقتل على بيك ؛ فلما علم بالخبر من قبل وصوله للوالى جمع المماليك وأثار حميتهم ضد الباب العالى وذكرهم بأمجاد سلاطين المماليك بمصر واتفق معهم على خلع الوالى العثمانى وطرده من مصر وامتنع عن دفع الجزية للباب العالى سنة 1769م ؛ وهلاك على بيك وسقوط دولته يرجع إلى ما أصابه من خيانة أحد مماليكه واسمه / محمد بيك أبوالدهب قائد الجيش ؛ فلما أحس على بيك بخيانته ولاحظ أن الجيش كله معه لم يتجاسر على معاقبته وتآمر على قتله سرا ً فلم يستطع وفر محمد بيك إلى الصعيد واتفق مع الناقمين هناك وعاد ومعه الجيوش التى إنضمت له ضد على بيك الكبير ؛ وهرب على بيك إلى سوريا وهناك جدد قواه الحربية من مصدرين الأول أقام المخابرات مع الروس أعداء العثمانيين فأرسلت روسيا الذخائر الحربية وثلاثة آلاف من العسكر والثانى تحالف مع الشيخ / الظاهر والى عكا ... إنتهى النص

والعجيب أن الباحثة بعد أن سجلت كل هذه المؤمرات والحروب التى أقدم عليها على بيك وأدت كما ورد فى النص إلى تخريب البلاد والإخلال بالأمن إلا أنها تصف تلك الأعمال بالإصلاحية العظيمة !! وتصر على وصف محمد بيك أبوالدهب بالخائن على الرغم من وقوف الجيش كله معه وكذلك جيوش مماليك الصعيد من خلفه وضد على بيك !! ومرجع ذلك فى إعتقادى إلى إختلاف مفهوم الحرية والإستقلال .
كما تبين أن الدكتورة الباحثة حصرت أسباب إستحقاق أبوالدهب لهذا الوصف فى " أنه أعاد مصر تحت سلطة الباب العالى وإستقر هو فى شياخة البلد " بينما تصف على بيك بأنه سار بالبلاد سيرة حسنة وأراد الخروج على الباب العالى !! وهذه نتائج غير منطقية وتدل على عدم فهم الأمور على حقيقتها !! وحقيقة الأمر أن هناك مفهومين الأول الوطنية والثانى الأمة وعن الوطنية نقول إنها مفهوم إنفصالى يحمل فى طياته الفرقة والأنانية ويقطع أوصال الأمة إلى مصرى وسودانى وتركى وإيرانى وشامى وعربى ويقول د/ لويس عوض فى بحثه " تاريخ الفكر المصرى الحديث " مانصه :- المخطط الأوربى كان لتصفية الإمبراطورية العثمانية والإستيلاء على تركتها ولم يكن هناك سلاح أمضى لتحقيق ذلك من تغذية الفكرة القومية فى الأمصار .... بونابرت الفرنسى إنتفع من هذا الشعور القومى وغذاه وعمل كل ما فى وسعه لبلورته وتحويله إلى سلاح سياسى فى معركته مع المماليك بمصر ومع الدولة العثمانية وهو عين مافعلته فرنسا من قبل ذلك فى تغذية القومية الأمريكية وتقوية روح الإستقلالية فيها حتى إنفصلت أمريكا عن إنجلترا . إنتهى النص .

أما الأمة فهى أمة الإسلام فى كل الأوطان حيث يقول عز وجل فى كتابه الكريم " إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون " آيه 92 من سورة الأنبياء ؛ والمصريون وحياتهم كانت مع مفهوم الأمة المسلمة لذا كانوا يقبلون وعن طيب خاطر ورضا بأى حاكم مسلم وغير مصرى يقبلونه ويخلصون له وفى ذات الوقت كان إخلاصهم وولائهم لدولة الخلافة الإسلامية ولا يقبلون الخروج عنها وهم فى هذا يتفقون مع محمد بيك ويناهضون على بيك خاصة وأن الأخير أخذ فى تدبير الأمور لفصل مصر عن دولة الخلافة مما أغضب المصريون فخرجوا عليه بقيادة محمد بيك أبوالدهب وأحكموا السيطرة على القاهرة لتبقى مصر فى ظل الخلافة الإسلامية ؛ ولا شك أن الأزهر الشريف كان له الدور المهم فى نشر هذه المفاهيم الراقية والمتسامحة بمصر وكيف لا والشريف أحمد والشيخ المهدى أبناء ناهيا كانا من شيوخه الكرام وفى جيل واحد .

كانت أرض ناهية فى ذلك الوقت أوقافا ًً سلطانية كعهدها على مرالتاريخ وكان المقدام عليها الشريف أحمد يوسف الزمر ؛ والمقدام هو ذلك الشخص الذى يتقدم عن قريته ويدفع الخراج ؛ والخراج هو مقدار من المال أو الحاصلات ؛ والمقدام هو بمثابة المستأجر لدى السلطان وهو مسئول عن تشغيل الفلاحين وحل مشاكلهم أو عرضها على السلطان ؛ فلما وقعت الثورة واندفع الفرسان إلى مصر "القاهرة " دب الخوف والفزع فى قلوب سكانها فغلقت الحوانيت أبوابها وامتنع التجار والباعة عن دخولها فشحت الأقوات ووقعت مجاعة كادت تؤدى بحياة الجميع من الجنود والأهالى وبالتالى ستفشل ثورة محمد بيك وتنهزم وتخرج مصر من ظل الخلافة ؛ يشير إلى ذلك المؤرخ الجبرتى فى أكثر من موضع فى تاريخه ويؤكد على أنه " لولا مسارعة أهل الريف من البلدان القريبة لتقديم المأكل والمعونة لتعرضت مصر لمجاعة ماحقة " وقريتنا ناهيا من أقرب هذه البلدان وأكبرها فى ذلك الزمان وهى التى قامت بجل هذا العمل الإنسانى التاريخى العظيم وما سمعناه بالتواتر عن الأجداد يتفق تاريخيا ً مع هذه الأحداث .

لقد خرج المقدام أحمد يوسف الزمر يتقدم أهالى ناهيا الطيبين المخلصين خرجوا جميعا ً صوب مصر وهم يحملون على دوابهم كافة المزروعات والثمار الناضجة لتقديمها عن طيب خاطر لأهالى وسكان مصر المحروسة و لجنود وفرسان الثورة وكذا الأعلاف اللازمة لدوابهم ؛ ولاشك أن المواطنين بكافة أنحاء القطر المصرى كانت ألسنتهم تلهج بالدعاء والثناء على ناهيا وأبناء الزمر لعظيم إحسانهم ومروءتهم التى أنقذت مصر من مجاعة ماحقة وساندت الثورة التى حافظت على بقاء مصر فى ظل الخلافة الإسلامية ؛ وهكذا كانت ناهيا فى قلب الأحداث ؛ وجاءت المكافأة على قدر العمل وكما أقطع الخليفة الفاطمى أرض ناهيا للأمير بدرالدين الجمالى المنقذ الأول عام 1073م أقطع الوالى محمد بيك ابوالدهب أرض ناهيا للشريف أحمد يوسف الزمر المنقذ الثانى عام 1775م لقد أقطع الوالى أعز مايملك أرض ناهيا لأعز حبيب الشريف أحمد والحمد لله رب العالمين .

هناك تعليق واحد:

  1. titanium tv - TITNC - AT AT The Tithi - Titanium Arts
    TITNC - titanium wedding band sets AT The Tithi. TITE. TITE. TITE. TITE. titanium 170 welder TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. titanium sunglasses TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. how strong is titanium TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. urban titanium metallic TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE. TITE

    ردحذف