السبت، 1 مايو 2010

الـنــظــافــة مــن الإيــمـــان

الــنـظــافــة مــن الإيــمــان

فى صباح يوم الأربعاء الموافق 29/4/2009م خرجت مبكرا ً فى نحو الساعة السادسة والنصف ؛ وأثناء خروجى من شارع الحسنية نظرت أمامى فرأيت عـن بعد شيئا ً عجيبا ً !! هناك شيكارة بلاستيك بيضاء ملقاة فى وسط الشارع تماما ً بين منزلى الحاج/ عادل على الزمر والأستاذ/ كمال عبدالمجيد شحاته ؛ الشكارة بيضاء ونظيفة وتبدو منتفخة ومليئة ولابد أنها سقطت سهوا ً من سيارة مسرعة ! هكذا كان ظنى حـتى دنوت منها ونظرت فيها فـوجـدتها مليئة بالزبالة والنفايات !! فاندهـشت وتملكنى الغـيظ فأمسكت بطرفها فـوجـدتها ثقيلة فسحـبتها بيدى إلى شاطئ الترعة بعيدا ً عـن الطريق .

وحقيقة فإن هذا التصرف الشائن من ذلك الفاعل الجانى المجهول شغلنى بالفكرة فأيقنت أنه لابد وأن يكون قليل الأدب وسافل فهو قليل الدين ذلك لأنه إختار شارع متسع ونظيف وبه مسجد سيدى عمر بمنظره الهندسى الجميل !! وعلى الرغم من كل هذه المبانى والمظاهر التى تدعو للنظافة والإحترام ألقى ذلك المجهول بالزبالة ليشوه المكان عن قـصد فهـو يكره أن يرى شيئا ً جـميلا ً أو نظيفا ً فى قـريتنا لأنه قبيحا ً فى شكله متسخا ً فى حـياته ؛ ثم أنه ألقى بالشيكارة فى عـرض الشارع وفى طـريق الراكب والماشى وإستهتر بأبيـه وأمـه وإخـوته وكل الناس لذافـهـو مخـلوق - ولا نقـول إنسان – منحـط وسافل وأقل من وصفه بالحـيوان .

إن هذا المخـلوق الجـبان ألقى بهـذه الزبالة والنفايات على حـين غفـلة من الناس ونسى أن رب الناس يراه ويحاسبه على خيانته وسوء طويته ؛ ومع كل هذا صرت أدعوا فى نفسى وأقول اللهم أهـدى قلب من آذانى وانصرنى على من عادانى آمين .

حـقيقة إن التخلص من الزبالة والنفايات أصبحـت مشكلة المشاكل فى قريتنا وفى مصر على وجه العموم !! وكلما جاء مسئول وعد بالحل ويذهب وتبقى المشكلة بلا حل !! أكـوام الزبالة والنفـايات فـى كل شارع وكـل حى وكل مـدينة تقـطع الطريق وتلوث الهـواء وتشوهه الصورة الحضارية التى نرجوها فى بلدنا مصر .

بصفحة المحليات بجريدة الجمهورية وتحت عنوان " لأول مره بالجيزة " جاءت السطور التالية فسعدت بها واستبشرت خيرا ً فى حـل المشكلة ونصها كالتالى :-
بدأت محافظة الجـيزة وبالتعـاون مع وزارة البيئة تنفـيذ مشـروع فـصل المخـلفات الصلبة من المنبع وإعادة إستخدامها مرة أخـرى وساهـمت الوزارة بسيارتى قلاب حمولة خمسة أطنان ؛ وتتحمل المحافـظة باقى تكلفة المشروع للإستفادة من عـائد المفروزات فى إنتاج السماد العـضوى والبلاستيك والورق والزجاج ؛ ويبدأ تنفـيذ المشروع بالمنطقة المحصورة بين ترعتى الزمر والمنصورية وبين شارعى الهرم
وفيصل كمرحلة أولى على أن يتم تطبـيقه بباقى المحافـظة ويهـدف المشروع إلى تحسين مستوى النظافة وتوفير فرص عمل للشباب فيارب نسألك التوفيق والنجاح والإستمرار.

فى رحلة العـمرة فى شهـر رمضان من عام 1430هـ الموافـق شهـر سبتمبر 2009م وتحديدا ً فى يوم الثلاثاء 8/9/2009م الموافق 18 من الشهـر المبارك لاحظت شيئا ً مهما ً تمنيته فى بلدى ناهيا إنها أعمال النظافة التى لا تتوقف داخل الحـرم وأهمها وأصعبها وأعجـبها أعمال النظافة حول مبنى الكعبة المشرفة وفى ساحة الطواف !! فهناك ثلاثة أشكال للنظافة منها إثنان أعـمال فردية وثالثة عمل جـماعى ؛ فهناك عـدة رجال متفرقون حول الكعبة يطوفـون مع الطائفين يحملون مساحات أو سلال لإلتـقـاط أى شئ يسـقـط من المعـتمرين وحـتى لا يتعـثر بـه الطائفين وغالبيتها مناديل الورق وبقايا طعام أومياه مسكوبة بدون قصد يسرعـون لمسحها حتى لا تنزلق الأقدام ؛ أما النظافة الجماعية فهى على شكل مجموعة من العمال يلبسون الملابس الخضراء ويتحوطون بشريط أحمر يحمله أربعـة منهم فى أربع أركان عـلى شكل مستطيل وبداخـله يسير بضع أفـراد فى أيديهم المساحات ويطوفـون مع الطائفـين ؛ ذلك لأن الطواف لا ينقطع ولكن لا بد من أعـمال النظافة بإستمرار ولو توقـفـت لساعة لكان حال الحـرم بخـلاف ما نراه من جـمال ونظافة وأناقة فجازى الله القائمين عـليه خـير الجـزاء .
كما لاحظت أن العمالة كلها من أبناء بنجلاديش الهنود وأنه لا يوجد بينهم مصريون فلما أشرت لهذه الملاحظة مع الأستاذ / عادل القصاص قال : - فعلا ً لأن العـمالة المصرية كانت تعـمل بالحـرم حـتى مطلع التسعـينات ولكنهـم أثاروا مشاكل كثيرة ومماطلة فالفرد منهم لا يعمل إلا إذا كان عليه رقيب من رؤسائه المباشرين يقولون له إعمل هنا واترك هناك !!! ولكن العمالة الهندية كما ترى تعمل فى صمت ودون صوت وتستخدم جميع الوسائل اليدوية والمميكنة .
فقلت :- نعم نعم الجهد والتميز واضح ونتمنى أن يكون فى بلدنا عمال نظافة لجمع القمامة من الشوارع لأن المنظر أصبح وصمة عار على الجبين !
فقال :- مشروع النظافة فى ناهيا قام وفشل أكثر من مرة لأن المجالس المحلية تريد أخذ نسبة رسوم ثابتة من الشركات العاملة بينما هذه الشركات تشكو من صعوبة جـمع الإشتراكات الشهـرية من المواطنين وإرتفاع أجـور العاملين مما يعـرضها للخسارة وأى مشروع لا يستمر إلا إذا كان هناك ربح ومكسب .
فقلت :- الجمعيات الأهلية يمكن أن تساهم وتعوض هذه الخسارة .
وقال :- لا لا حـل هـذه المشكلة فى خـفـض النسبة المطلوب سدادها للمحـليات أو الغائها كلية حتى تتمكن الشركات من العـمل والربح .
وتحت عنوان " تطوير 100 مدرسة وراء نهضة إمبابه والوراق وبولاق " المنشور بجريدة الشروق يوم الخميس الموافق 22/4/2010م ويتضمن تصريحا ً للسيد محافظ الجيزة / سيد عبد العزيز جاء فيه :- أن مشروع تطوير 100مدرسة تحت رعاية السيدة حـرم الرئيس مبارك أحـدث نهضة شاملة داخـل جـميع الأحـياء الموجودة بها هذه المدارس بشمال الجيزة والوراق وبولاق الدكرور حيث تم تطوير البنية الأساسية بالأحـياء المحـيطة بالـمـدارس إضافة للتطـوير الشامل داخـل هـذه المدارس .
هـذا الخـبر أثلج صدرى وأسعـدنى كثيرا ً لأنه يعتبر خـطوة واسعة عـلى طريق تحـقيق شعـار" النظافة من الإيمان" ونحـن مجـتمع مسلم وشعـب مؤمن فلا بد وأن تكون مجتمعاتنا نظيفة تماما ً وخالية من أى تلوث سمعى وبصرى ونتمنى أن نرى خطوات عـديدة وسريعة على طريق الإصلاح تصل فى القريب العاجل إلى ناهيا .
هذه السطور نضعها أمام أعين المسئولين ونذكرهم بأن حكومة الثورة أنشئت جهازا ً للإدارة المحلية فى 1961م يتبع رئاسة الجمهورية وكان إختيار القيادات بقـرار من رئيس الجـمهـورية ؛ ثم أصبحت الإدارة المحـلية تابعة لرئيس مجـلس الوزراء ثم أصبح لها وزيرا ً يخـتص بشئون الحـكم المحـلى ؛ وأخـيرا ً أصبحت الإدارة المحلية من إختصاص المحافظين ؛ كما نص قانون الإدارة المحلية أن هناك مجالس شعبية على مستوى الوحدات الإدارية " قرية وقسم ومدينة " عن طريق الإنتخاب المباشر ؛ولهذه المجالس حق المراقبة والحساب والسؤال وطرح مشاكل الجماهير ومناقشتها مع الجهات المسئولة ؛ وسوء حالة شوارعنا مشكلة تشغل بال الجميع وتقع مسئولية حلها على عاتق القيادات بالحكم المحلى بالدرجة الأولى ونأمل أن نرى لها حلا ً فى القريب العاجل لتعود لقريتنا ناهيا صورتها المشرفة التى تليق بتاريخها ودورها على مسرح الأحداث والله ولى التوفيق .
&&&&&&&&

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق