درســــا ً فــي الـصـــبر والــرضـــا
في جنازة زوجته الحاجة/ فاطمة عبد المجيد أبو المجد بعـد عـصر يوم الأربعاء الموافق 4/5/2005م أعـطى الشيخ/ فـتح الـلـه ياسـين جـزر للجميع درسا ً عمليا ً في الصبر عـند النوازل والملمات والرضا بقضاء الله وقـدره وكيف لا والشيخ أهل لذلك الصبر وهذا الرضا ونبدأ حكاية الدرس من أولها .
عند دخولي البيت عائدا ً من عملي قبل عـصر ذلك اليوم سمعـت بخبر وفاة السيدة زوجة الشيخ فتحي ياسين ؛ وبمجرد أن سمعت بهذه المصيبة أصابني الوجد فتساقط الدمع من عيني إشفاقا ً بالشيخ الجليل ؛ وبعد صلاة العصر بجامع سيدي عمر ذهبت قاصدا ً مسجد القنطرة حيث كانت الساعة قد تعـدت الخامسة بقليل فـلما اقتربت من المسجـد سمعت صوت الشيخ/ فتحي بنبراته الهادئة المتميزة من خلال مكبرات الصوت وهـو ينعى زوجته ويرثيها ! وهذا أمر غـير مسبوق ولم يأت بمثله أحد من قبل هذا الموقـف المشهود بقريتنا ناهيا؛ فدعـوت في نفسي ولنفسي بأن يارب اجعلني مثل الشيخ / فتحي من الصابرين في السراء والضراء آمين ثم أسرعـت الخطى صوب المسجـد فوجدت وفود المشيعـين قـد احتشدت أمامه من بعـد أن امتلأت بالآخرين جنباته ؛ وترددت برهة بين الوقـوف خارج المسجـد أو المزاحمة بداخـله فآثرت الدخـول والمزاحمة لأرى ذلك الموقـف الدرس وحتى يطمئن قلبي برؤية الشيخ فـلما دخلت نظرت فوجـدته يقعـد عـلى كرسي والنعـش بينه وبين المشيعـين ؛ ونظرت في وجهه فوجدته قد ازداد بياضا ً وكأن هالة من النور تشع من وجهه ! إنه نور الرضا بقـضاء الـلـه وقـدره فدعـوت فـي نفسـي بأن يارب أفـرغ عـلينا الصـبر وتوفـنا مسلمين ، وأخـذ دمعــي يتساقـط بغـزارة !!
وفجأة وجدت دمع الشيخ فتحي يتساقط !! ثم رأيت شابا ًيتخطى جموع القاعدين ويتجه نحو الشيخ ويصافحه ويواسيه ثم استلـم مـن يده سماعـة مكـبر الصوت !إنه الشيخ / عادل عـبد المنعم أبو العباس أعـرفه من قـرية بنى مجـدول المجـاورة لقريتنا ناهـيا ويعـمل واعــظا ً بالأزهر الشريف ؛ وفى ذات الوقـت نهـض رجال آخرون أخذوا بيد الشيخ/ فتح الله وأقعدوه بينهم في حنو ولطف جميل ؛ وأخذ الشيخ/ عادل يتكلم ويعظ ويستلهم العبرة والعظة وجاد بما عنده من علم وأجاد فأجاد فشكر الله له .. حيث قال : أن فضيلة الشيخ/ فتح الله ياسين رضي الله عـنه قد أعـطانا درسا ً عـمليا ً في الصبر عـلى المصائب ؛ والموت كما سماه رب العـزة مصيبة ؛ وقال: إن بكاء الشيخ موقـف شرعـي من باب الرقـة والحزن وقـد بكى النبي صلى الله عليه وسلم وحزن لموت ولده إبراهيم وزوجته السيدة خديجة أم المؤمنين وعمه أبو طالب والبكاء هنا لا يتعارض مع ما ورد من حديث السيدة عائشة رضي الله عـنها حيث قالت ما معـناه أن الميت ليعـذب ببكاء أهله ؛ وقد يفهم البعـض أن بكاء شيخنا في هـذا الموقـف قـد يتعـارض مع ما ورد بالحـديث لذا وجب التوضيح بأن المقـصود بالنهى ما كان من عادة العرب في الجاهلية !!كان الرجـل منهم يوصى أهله بالبكاء والنياحة ولطـم الخـدود وشـق الجـيوب وهذا هـو المنهى عـنه في الحديث ؛ وقال : يقيني أن الشيخ/ فتح الله يعلم بكل كلمة قلتها وأقولها وحضراتكم تعلمون بهذا أيضا ًوخاصة أنى أرى أمامي حشدا ً من الزملاء الشيوخ والأخوة الأساتذة ولكن الموقـف يتطلب منا التسرية والتعـزية والصبر وأن يذكر بعـضنا بعـضا ً .
وخـرجـت الجـنازة من بعـد الصلاة عـليها بإمامة الشيخ/ فتح الله في وقتها المحـدد الساعة السادسة وفى موكب مهيب شاركت فيه جـميع الفئات فلاحون وعـمال ومتعـلمون وشباب ومشايخ وأشياخ من جميع العائلات والأسر بناهيا والقرى المجاورة ؛ وكيف لا تكون جنازة الفقيدة زوجة الشيخ/ فتح الله كمثل ما رأيت وقـد إمتدت من باب مسجـد القنطرة وحتى باب سيارة تكريم الموتى المتوقـفة قبالة الكوبري الجـديد ؛ وهذا أقـل تكريم تقـدمه الأهالى لتلك الزوجة التي أفنت عـمرها في خـدمة شيخـنا الجـليل ؛ ونسأل الله أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته ونظن بها خيرا ًولا نزكى على الله أحد هو أعلم بمن إتقى والحمد لله رب العالمين .
في اليوم التالي الخميس 5/5/2005 جاءني الأستاذ / علاء عـبد الستار ليؤكد عـلى الذهاب لفرش العزاء من بعد صلاة المغرب بجامع سيدي عمر فلما خرجت من الجامع وجدته سبقنى وخرج في انتظاري أمام الجامع ومعـه المهندس سامح/ محـمد الزمر بسيارته وانضم إلينا الحاج/ عـثمان عـبد الفتاح الزمر وذهبنا إلى موقع خـيمة العـزاء بجوار مسجـد القنطرة فوجدناها مضيئة ويصطف أمامها أناس كثيرون لإستقبال الوفـود التي أخذت تتوافـد وتتدافع نحو الخيمة فازدحمت لدرجة أن القارىء الشيخ كان يتوقـف عـن قراءته أكثر مـن مرة ليعـطى الفرصة للمعـزين الحضور أن ينصرفوا ليفسحـوا المكان لغـيرهم ، وعـند دخولنا الخيمة وقـف لإستقبالنا أناس كثيرون منهم الأستاذ/ عـلى شلبي والأستاذ/عـبد الفتاح شعبان أبو المجد والأستاذ/ مجـدي شعبان أبو المجد والدكتور / جـمال السيد بسه والأستاذ/ منير فتح الله ياسين جزر والأستاذ / محـمد الطويل والأستاذ / عـبد العـزيز عـمران ثم اتخذنا أماكن للقعـود .
وتلفت من حولي أتفقد الشيخ فوجدته يقعـد بالداخل وفى أقصى يمين الخيمة فأشرت لصحبتي أنه لابد من لقائه هناك حيث يقعـد ومن قبل أن ننصرف ، وعـند الإنصراف توجـه وفـدنا الرباعي سامح وعـثمان وعـلاء وأحـمد إلى حـيث يقعـد الشيخ / فتح الله وفى ذات الوقـت ذهبت وفود أخرى تزاحمت من حوله لتقديم واجب العـزاء لشخصه الكريم ، ثم خرجنا فوقف لوداعـنا أناس كثيرون منهم الأستاذ / لطفي ياسين جزر والأخوين / مصطفى ومحمود سعـد زين الدين ،وكان الحاج / سعد زين الدين يقعـد جانبنا فـتوجهنا إليه لعـزائه .
وهكذا كانت جنازة الحاجة فاطمة أم منير رحمة الله عـليها ، لقـد كانت جارة لنا بشارع الحسنية حتى 1983م ،ولم نسمع عـنها ولم نر منها إلا كل خيروأدب وإحترام ، وقفـت مع الشيخ ومن خلفه تشد من أزره وتحافظ عـلى بيته وماله وأولاده بكل إقـتدار وحكمه وأدب خاصة فترة إبتعاثه إلى خارج البلاد ، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وأخر دعـوانا أن ارحم يارب موتانا وموتى المسلمين كافة بسر الفاتحة أمين .
&&&&&&&&&&
في جنازة زوجته الحاجة/ فاطمة عبد المجيد أبو المجد بعـد عـصر يوم الأربعاء الموافق 4/5/2005م أعـطى الشيخ/ فـتح الـلـه ياسـين جـزر للجميع درسا ً عمليا ً في الصبر عـند النوازل والملمات والرضا بقضاء الله وقـدره وكيف لا والشيخ أهل لذلك الصبر وهذا الرضا ونبدأ حكاية الدرس من أولها .
عند دخولي البيت عائدا ً من عملي قبل عـصر ذلك اليوم سمعـت بخبر وفاة السيدة زوجة الشيخ فتحي ياسين ؛ وبمجرد أن سمعت بهذه المصيبة أصابني الوجد فتساقط الدمع من عيني إشفاقا ً بالشيخ الجليل ؛ وبعد صلاة العصر بجامع سيدي عمر ذهبت قاصدا ً مسجد القنطرة حيث كانت الساعة قد تعـدت الخامسة بقليل فـلما اقتربت من المسجـد سمعت صوت الشيخ/ فتحي بنبراته الهادئة المتميزة من خلال مكبرات الصوت وهـو ينعى زوجته ويرثيها ! وهذا أمر غـير مسبوق ولم يأت بمثله أحد من قبل هذا الموقـف المشهود بقريتنا ناهيا؛ فدعـوت في نفسي ولنفسي بأن يارب اجعلني مثل الشيخ / فتحي من الصابرين في السراء والضراء آمين ثم أسرعـت الخطى صوب المسجـد فوجدت وفود المشيعـين قـد احتشدت أمامه من بعـد أن امتلأت بالآخرين جنباته ؛ وترددت برهة بين الوقـوف خارج المسجـد أو المزاحمة بداخـله فآثرت الدخـول والمزاحمة لأرى ذلك الموقـف الدرس وحتى يطمئن قلبي برؤية الشيخ فـلما دخلت نظرت فوجـدته يقعـد عـلى كرسي والنعـش بينه وبين المشيعـين ؛ ونظرت في وجهه فوجدته قد ازداد بياضا ً وكأن هالة من النور تشع من وجهه ! إنه نور الرضا بقـضاء الـلـه وقـدره فدعـوت فـي نفسـي بأن يارب أفـرغ عـلينا الصـبر وتوفـنا مسلمين ، وأخـذ دمعــي يتساقـط بغـزارة !!
وفجأة وجدت دمع الشيخ فتحي يتساقط !! ثم رأيت شابا ًيتخطى جموع القاعدين ويتجه نحو الشيخ ويصافحه ويواسيه ثم استلـم مـن يده سماعـة مكـبر الصوت !إنه الشيخ / عادل عـبد المنعم أبو العباس أعـرفه من قـرية بنى مجـدول المجـاورة لقريتنا ناهـيا ويعـمل واعــظا ً بالأزهر الشريف ؛ وفى ذات الوقـت نهـض رجال آخرون أخذوا بيد الشيخ/ فتح الله وأقعدوه بينهم في حنو ولطف جميل ؛ وأخذ الشيخ/ عادل يتكلم ويعظ ويستلهم العبرة والعظة وجاد بما عنده من علم وأجاد فأجاد فشكر الله له .. حيث قال : أن فضيلة الشيخ/ فتح الله ياسين رضي الله عـنه قد أعـطانا درسا ً عـمليا ً في الصبر عـلى المصائب ؛ والموت كما سماه رب العـزة مصيبة ؛ وقال: إن بكاء الشيخ موقـف شرعـي من باب الرقـة والحزن وقـد بكى النبي صلى الله عليه وسلم وحزن لموت ولده إبراهيم وزوجته السيدة خديجة أم المؤمنين وعمه أبو طالب والبكاء هنا لا يتعارض مع ما ورد من حديث السيدة عائشة رضي الله عـنها حيث قالت ما معـناه أن الميت ليعـذب ببكاء أهله ؛ وقد يفهم البعـض أن بكاء شيخنا في هـذا الموقـف قـد يتعـارض مع ما ورد بالحـديث لذا وجب التوضيح بأن المقـصود بالنهى ما كان من عادة العرب في الجاهلية !!كان الرجـل منهم يوصى أهله بالبكاء والنياحة ولطـم الخـدود وشـق الجـيوب وهذا هـو المنهى عـنه في الحديث ؛ وقال : يقيني أن الشيخ/ فتح الله يعلم بكل كلمة قلتها وأقولها وحضراتكم تعلمون بهذا أيضا ًوخاصة أنى أرى أمامي حشدا ً من الزملاء الشيوخ والأخوة الأساتذة ولكن الموقـف يتطلب منا التسرية والتعـزية والصبر وأن يذكر بعـضنا بعـضا ً .
وخـرجـت الجـنازة من بعـد الصلاة عـليها بإمامة الشيخ/ فتح الله في وقتها المحـدد الساعة السادسة وفى موكب مهيب شاركت فيه جـميع الفئات فلاحون وعـمال ومتعـلمون وشباب ومشايخ وأشياخ من جميع العائلات والأسر بناهيا والقرى المجاورة ؛ وكيف لا تكون جنازة الفقيدة زوجة الشيخ/ فتح الله كمثل ما رأيت وقـد إمتدت من باب مسجـد القنطرة وحتى باب سيارة تكريم الموتى المتوقـفة قبالة الكوبري الجـديد ؛ وهذا أقـل تكريم تقـدمه الأهالى لتلك الزوجة التي أفنت عـمرها في خـدمة شيخـنا الجـليل ؛ ونسأل الله أن يرحمها ويسكنها فسيح جناته ونظن بها خيرا ًولا نزكى على الله أحد هو أعلم بمن إتقى والحمد لله رب العالمين .
في اليوم التالي الخميس 5/5/2005 جاءني الأستاذ / علاء عـبد الستار ليؤكد عـلى الذهاب لفرش العزاء من بعد صلاة المغرب بجامع سيدي عمر فلما خرجت من الجامع وجدته سبقنى وخرج في انتظاري أمام الجامع ومعـه المهندس سامح/ محـمد الزمر بسيارته وانضم إلينا الحاج/ عـثمان عـبد الفتاح الزمر وذهبنا إلى موقع خـيمة العـزاء بجوار مسجـد القنطرة فوجدناها مضيئة ويصطف أمامها أناس كثيرون لإستقبال الوفـود التي أخذت تتوافـد وتتدافع نحو الخيمة فازدحمت لدرجة أن القارىء الشيخ كان يتوقـف عـن قراءته أكثر مـن مرة ليعـطى الفرصة للمعـزين الحضور أن ينصرفوا ليفسحـوا المكان لغـيرهم ، وعـند دخولنا الخيمة وقـف لإستقبالنا أناس كثيرون منهم الأستاذ/ عـلى شلبي والأستاذ/عـبد الفتاح شعبان أبو المجد والأستاذ/ مجـدي شعبان أبو المجد والدكتور / جـمال السيد بسه والأستاذ/ منير فتح الله ياسين جزر والأستاذ / محـمد الطويل والأستاذ / عـبد العـزيز عـمران ثم اتخذنا أماكن للقعـود .
وتلفت من حولي أتفقد الشيخ فوجدته يقعـد بالداخل وفى أقصى يمين الخيمة فأشرت لصحبتي أنه لابد من لقائه هناك حيث يقعـد ومن قبل أن ننصرف ، وعـند الإنصراف توجـه وفـدنا الرباعي سامح وعـثمان وعـلاء وأحـمد إلى حـيث يقعـد الشيخ / فتح الله وفى ذات الوقـت ذهبت وفود أخرى تزاحمت من حوله لتقديم واجب العـزاء لشخصه الكريم ، ثم خرجنا فوقف لوداعـنا أناس كثيرون منهم الأستاذ / لطفي ياسين جزر والأخوين / مصطفى ومحمود سعـد زين الدين ،وكان الحاج / سعد زين الدين يقعـد جانبنا فـتوجهنا إليه لعـزائه .
وهكذا كانت جنازة الحاجة فاطمة أم منير رحمة الله عـليها ، لقـد كانت جارة لنا بشارع الحسنية حتى 1983م ،ولم نسمع عـنها ولم نر منها إلا كل خيروأدب وإحترام ، وقفـت مع الشيخ ومن خلفه تشد من أزره وتحافظ عـلى بيته وماله وأولاده بكل إقـتدار وحكمه وأدب خاصة فترة إبتعاثه إلى خارج البلاد ، رحمها الله وأسكنها فسيح جناته وأخر دعـوانا أن ارحم يارب موتانا وموتى المسلمين كافة بسر الفاتحة أمين .
&&&&&&&&&&
ربنا يرحمها ويسكنها فسيح جناته كانت ام مشرفه
ردحذف