الاثنين، 16 نوفمبر 2009

دروس مــهــمــة فـــى عــلــو الــهــمــة

دروس مــهــمــة فــى عـلـو الــهــمــة

إن التعـبئة المعـنوية غاية فى الأهـمية من أجل تنمية الأوطان فى كل المجالات لهذا كان من الضرورى إعادة النظر باستمرار فى أمور التنمية المعـنوية من خلال الإهـتمام بالتدين الصحـيح فى البيت وفى المدرسة وفى الشارع وفى الحـقـل وفى المصنع وفى جميع مناحى الحياة حـتى تصبح التنمية المعـنوية الإيمانية هى الركيزة الأولى فــى حـياة الناس وتأتـى معـها ركائز أخــرى تنير لنا الطـريق نحـو التقـدم والإزدهار .
والحاجة فى مجـتمعنا ملحة إلى التنمية المعـنوية لإستنباط اتجاهات وسلوكيات تساعـدفى التجـديد وتقضى على السلبيات وتعـلى من قيمة العـمل والتعاون والتكافل والتراحـم والتواصل والتسامح وقـول الحـق فى شجاعة والعـدل بين أفـراد المجـتمع بما يجعـل المواطن المصرى صانعا ً للتنمية وليس متلقى لها فحـسب ؛ وفى سلوكيات أبناء أسرة الزمروجدت هـذا التجديد وفى روح أبنائها لمست تلك القـيم والتجديد والقـيم هـما جناحاالحـضارة الحـق التى تمتلك أسرتنا كل مقـوماتها .
السيدة/ شاهيناز زوجة فضيلة الشيخ/ محـمد الطويل تؤكد عـلى هـذه المعانى فى كلمات بسيطة فى قـولها وكبيرة فى معـانيها ؛ تقول السيدة وتحـديداً فى يوم الإثنين الموافق 16/8/2004م مانصه " لقد دخـلت بيوت كثيرة فـوجـدت بيوت عـائلة الزمرأحسن البيوت فى النظام والإحـترام والكـرم ."


ياربى إجعـلنا خـيرا ً مما يظنون وسامحـنا وأغـفـر لنا مـن ذنوبنا مالا يعـلمون وثبتنا عـلى الإيمان والإسلام اللهم آمين آمين .

فى يوم الأربعاء الموافق 10/7/2002م وبمقر بنك البراجيل حيث كانت الساعة12 ظهرا ً وفى حضور كل من الزملاء / عـبدالواحد ويحـيى والحسينى دخل عـلينا الحاج/ رزق عـلى محـمود عبدالباقى الحـنبولى من أهالى قرية البراجيل وكان بينه وبينى كلام وحديث تشعـب حـتى سمعـته يقـول :- أول سماعى عـن عـيلة الزمر وأنا فى صباى ألعب مع الأولاد فى الشارع ؛ وعـندما تقع مشادة كلامية بين النسوة أو بين الرجال كنت أسمعهم يقـولون لبعـض " أنت فاكر نفسك من بيت الزمر ولا حـد قـدك"ومن يومها وقع فى قلبى ونفسى حـب عـيلة الزمر .
فلما سمعت هـذا القـول من الحاج/ رزق قلت له :- ياحاج أنت الوقت كبرت وعـرفـتهم عـن قرب فما رأيك فـيهم ؟ فقال" عـرفـتهم أناس محـترمون ويستأهلون أن يكونوا مضربا ً للأمثال "... ونحـن نعـتز بهـذه الشهادة خاصه أنها جاءت عـلى لسان الحاج/ رزق ..عـضو المجلس الشعـبى بقـرية البراجيل وعـضو مركزأوسيم وهـو من الرجال القلائل الذين يتقـدمون لخـدمة الناس فشكر الله له صدقه ومروءته.
وحقيقة فإن المثل الذى سمعه الحاج/ رزق فى صباه كان مثلا ً شائعا ً بين الأهالى فى كافة بلدان المحافظة مما يؤكد أنه قد صار من الأمور المسلمة فى ثقافة الأهالى أن أبناء بيت الزمر لا مثيل لهم وأنه من حـقهم وحدهم الإمارة على الناس وليس من حـق أحد غـيرهم !!هكذا فهـم العامة للأمور ولكن لأسرتنا فهـم آخـر سنوضحه فى نهاية المقال .
فىهذا المقال نقدم نماذج من مواقف الرجال تدل على علو الهمة ؛ نكتبها فى سطور موجزة من باب التذكير والعرفان والتواصل مع المجتمع الذى نعيش فيه لتكون سيرتهم مثلا ً للسائرين ومنارة للقادمين ولعـل ماعـملوه من حسنات يشفع لهم فيما اقترفوه من سيئات ففى رحمة الله متسع والرجاء فى غـفرانه عـظيم .

1- العمدة /حسين عامر الزمر جلس يوماً عـلى أحد مقاهى الوراق فى مطلع الستينات ووضع أمامه بندقيته التى تعـود أن يحملها معه ؛ وفجأة دخلت كبسة شرطة يقودها الضابط " حازم " لتطويق القاعـدين بالمقهى ؛ فلم يعبأبه العمدة ولم يحرك ساكنا ً فاتجه إليه حازم وقال : أنت قف وكلمنى ! فقال العمدة : أنا حسين الزمر عـمدة طناش أنت مين وعايز إيه !العمدة قال هـذه الكلمات وهـو قاعد مكانه ويتكئ على البندقية بين قدميه وكأنها عـصا !فاندفع الضابط وانتزع البندقية من يد العمدة فقال العمدة : عـيب هات البندقية !! كل هذا يحدث والعمدة يقعد مكانه ولم يظهر أى إهتمام لذلك الضابط المغـرور ؛ وانصرف الضابط وانصرف العمدة كلاً فى طريقه وبعد أيام وقعـت المفاجأة وشاعـت بين الناس فى جملة مفيدة ومفادها " عـمدة الزمرأعطى درسا ً للشرطة ".
لقد تعود الضابط / حازم أن يركب فرسا ً يجرى بها فى الشوارع والأسواق ولقدرأيته بنفسى وهـو يجرى فى شوارع مدينة الجيزة ويسوق أمامه الباعة الجائلين والمخالفين للنظام ؛ وفى إحدى الليالى خرج حازم كعادته يتجـول بالفـرس فى شوارع الوراق وفجأة خـرجـت عـليه مجـموعة من الرجال الملثمين فأوقعـوه فى كمين لم يستطع الإفلات منه ثم أنزلوه من عـلى الفرس وجـردوه من سلاحه الميرى وقال أحدهم : - هات سلاح العـمدة وخـد سلاحـك ! وفى ذات الليلة عاد حازم ببندقية العمدة وتسلم سلاحه الميرى ثم عـاد لعمله وطلب نقله إلى مكان آخر .
2- فى عام 1971م تقدم الأستاذ/ عـزيز همام الزمر للإنتخابات عـن مقعد العمال وتقدم الأستاذ/ أحـمد حسين ناصر عـن مقعـد الفئات بدائرة مركز إمبابه ؛ وفرحت أنا كثيرا ً بهذين الرجلين خاصة أنه يمكن إختيارها معا ً ؛ لكن عـلى ما يبدو أنه كانت هناك ترتيبات حكومية لإختيار حسن حافظ وعـزيز الزمر مرشحا حزب مصر الحاكم بينما كان أحمد ناصر مستقل ، وجئت إلى ناهيا وتوجهت إلى لجنة مشيخة الحاج/ عـبد الفتاح عـبود الزمر ومقرها نقطة الشرطة ؛ فلما إقتربت منها عـلمت من الواقفين لدى الباب أن الحاج /عـبد الفتاح قد أعـلن تأييده لأولاد البلد المرشحين أحـمد ناصر وعـزيز الزمر ففرحت بذلك كثيرا ً لأنه أمر جاء بما تحبه نفسى وتشتهيه !! ودخلت عـلى عـمى الحاج/ عـبد الفتاح فوجدته يقـف فى اللجنة وقد إنعقدت عـلى إختيار أحمد وعـزيز بطريقة عـلنية !! وهذا الموقف لم يجرؤ عـليه أى شيخ حصه فى ناهيا أو خارج ناهيا ولكن عـمى الحاج/ عـبد الفتاح عـبود له من مثل هذه المواقف الشئ الكثير ؛ وانتهى وقت اللجان وجاءت الأخبار بسقوط أحمد ناصرونجاح عزيز وحسن ؛ وخرجت مسيرات الغضب يقودها أحمد ناصر تهتف بحياة الحاج/ عـبد الفتاح الوطنىالحـر وسقـوط حزب الحكومه وهكذا كانت صورة أبناء بيت الزمر فى ذاكرة الأهـالى لاتخـرج عـن كونهم يقـفـون مـع ما يرونه عـدلا .ً

3- فى عام 1979م وبمقر بنك أبورواش سمعـت الحاج/ خفاجه رحيم يقـول :- الفتوة عـباس الزمر فى شبابه ذهـب ومعه مجـموعة من أصحابه للسهر فى إحدى المقاهى الساهـرة بمصر وبينما هـو جالس وأصحابه من حـوله والغوانى يرقصن أمامه دخل الأميرإبن أفندينا ومعه تشريفة من الحرس الملكى فشد إنتباه الجـميع إليه وراحـت الغوانى يرقصن بين يديه ؛ فاغـتاظ عــباس الزمر من هذا الموقف وأراد أن يعطى درسا ً للجميع يظهر فيه قوته ويذكر الناس بهيبته !! فما العـمل وهـذا إبن أفندينا والوضع يحـتاج إلى الحيلة والذكاء ؛ فأصطنع مشادة مع أصحابه تحـولت إلى إشتباك بالأيدى والعـصى والكراسى ؛ وتدخـل حـرس الأمير لفـض النزاع لكن عـباس إعـتدى عـليهم بالضرب ثم إقترب من الأمير فوجـده قدتملكه الخـوف والفـزع وراح يصيح قائلا ً أنا الأمير أنا إبن الخديوى !! فلطمه عـباس عـلى وجه فسقط الطربوش من عـلى رأسه !!وتمكن عباس من الخروج من الحانة وتركها وقـد إنقلبت رأسا ً عـلى عـقب !! فلما عـلم أفندينا بالحادثة وعـلم أن ذلك العباس هـو حـفيد عامر بيك الزمر عـضو مجلس شورى النواب ومدير الجيزة عام 1866م أرسل فى طلبه فلما دخـل عـليه ألقى السلام إليه وهـو مرفوع الهامة منتفخ الأوداج كأنه الليث وتعجـب أفندينا من هيئته ثم قال " أنت حـفيد رجل عـظيم من بيت كريم وشريف ولكن تصرفت تصرفا ً حقيرا ً فكيف ضربت ولدنا الأمير بعد أن قال لكم أنه إبن أفندينا ! " فقال عـباس : - لقد رأيت أمامى شابا ً يقول أنا إبن أفندينا فاعـتقدت أنه أبله ولم يخـطر ببالى أن إبن أفندينا يدخل فى مثل هـذه الأماكن الموبوءة ؛ فضحـك أفندينا وقال :-عـفارم عـباس أحمد!إبن أفندينا لا يصح أن يدخل هـذه الأماكن !إنصرف عـباس لقد عـفونا عـنك .
وأصبح عـباس احمد الزمر من بعـد هـذه الحادثة أكثر هـيبة بين الناس فى البلاد وشاع الخـبر بين الأهالى فى عـبارة موجـزة مفادها " إبن الزمر ضرب إبن أفندينا" وهكذا كانت هـيبة بيت الزمر بين البيوت والعائلا ت فى مصر .

4- وفى عام 1994م سمعت الشيخ/ محمد التهامى يقول :- من خمسين سنه جائت إمرأة من ناهيا وأشترت منى زرع على أن تسدد ثمنه بعد إنتهاء السوق ؛ ومر يوم ويومان ولم تأت ؛ فذهبت إليها حيث تقعد بسوق السهرايه فماطلت معى ! فنظرت من حولى فوجدت الشيخ/ عبدالحميد طلبه الزمر فلجأت إليه فلما علم بموقفى تعاطف معى وقال للمرأة : أنت أخذتى منه زرع ؟ فقالت : أيوه أخذت فقال : إدفعى ثمنه فقالت : مش هو معاى ! فنهرها الشيخ / عبدالحميد وأشار إليها بكل حماس وقال: إدفعى أحسن لك ! فخافت المرأة وقالت : حاضر حاضر ثم ناولتنى الثمن فانصرفت شاكرا ً للشيخ وقفته مع الحق . وينهى الشيخ / محمد التهامى كلامه بجملة موجزه تتردد كثيرا ً بين الناس مفادها " عيلة الزمر كلها ناس طيبين ويقفوا مع الغلابة ."

5- فى يوم 22/6/2003م ظهرا ً وبمقـر بنك البراجـيل حـضر الحاج/ صافى عـلى كسبر من أبناء قرية كفر حكيم وسمعـته يقـول :- عـمك الحاج/عـبد الفتاح عـبود يرحمه الله قاد وتزعـم هجوما ً مسلحا ً عـلى معـسكر الكامب الإنجليزى فى عام 1949م بجبل أبو رواش ومعه عـدد من الشباب من ضمنهم والدى/ عـلى كسبروفى جوف الليل وفى الوقت المناسب تجـسـسوا وتحـسـسوا وتعـسـسوا طريقهم إلى داخل المعـسكرفى غـفلة من الحـراسة وأخـذوا يحــملون الأمـتعة والمعـدات والذخائر وخرجـوا بها ثم قعـدوا من قريب يتفحـصوا ماحـملوه وفجأة وجـدوا عـسكرى إنجليزى يقـف من وسط الغنائم والأمتعة لقد كان نائما ً فحـملوه من ضمن ماحملوه فى ظلمة الليل وهـو لا يدرى وهـم لا يعلمون بوجوده ضمن الأمتعة ؛ وها هو الآن قد أفاق من نومه وهـب مذعـورا ً يتلفت حوله ويتحسس سلاحه !! وأدهشت المفاجأة الجميع عـدا عـمك الحاج لقد أسرع فأطلق عـيارا ً ناريا ً من بندقيته صوب العـسكرى فأرداه قـتيلا ً فى الحال !!ثم حـملوا الأمتعة والمعدات والذخائر والسلاح وذهبوا بها غـنيمة من قوات الإحتلال.
صحـيح أن دوافع الحدث كانت الحـصول عـلى الغنائم لكن هـذا لا يمنع أن يكون من دوافعه أيضا ً الإنتقام من الإحتلال ومعاقبته عـلى تحكمه فى البلاد والعباد بدون وجه حق ولما لا وقائد الهجوم مـن بيت الزمر المعـروفين بوقـفـتهم الشجاعة مع المطلب الشعـبى ؛ وضرب المحـتل والكيد له يلقى قـبولا ً شعـبيا ً فينتشر خـبر الحدث بين الجـماهير ليؤكد صفات البطولة والشجـاعة فـى بيت الزمر.

6- وحين قامت الحـرب العالمية الثانية نزلت بعـض جيوش الحلفاء فى قريتنا ناهيا وسيطرت عـلى مداخـل الطرق ؛ وفى ليلة موعـودة بالشجاعة والبطولة والفخار عاد الشاب /عـبد المجـيد محمد الصياح الزمر فى ساعة متأخرة وكان لا بد أن يمر عـلى أحـد الأكمنة لتلك الجيوش حيث كانوا يستوقـفون كل من يمر عـليهم لتفتيشه ذاتيا ً وبطريقة مهينة لن يقـبلها الشاب /عـبد المجـيد وهـو الرجـل الشهم الشجاع لذا فـقد تصرف بطريقة تشرف كل مصرى فأستحق وسام الشجاعة مقدماً من الأهالى .
لقد إقترب عـبد المجـيد الزمر من الموقع وهـو راكبا ً الفرس فأشار إليه قائد الكمين بأن ينزل من عـلى الدابة فتجاهـل إشارته !! فأقترب قائد الكمين وبجانبه جندى مسلح وأصرا عـلى إنزاله من عـلى الدابة !! فما كان من عـبد المجيد إلا أنه إلتف من فوق الفرس وبسرعة وكأنه يترجـل فضرب قائد الكمين بقـدمه فطرحه أرضا ً وفى ذات الوقـت دفع بيده القـوية جندى الحـراسة فأرتطم وجهه بمؤخـرة الفرس فسقـط مغشيا ً عـليه ثم قفز بخـفة ليركب دابته وينطلق مسرعا ًإلى القرية تاركا ً وراءه قائد الكمين يطلق صفارته يطلب النجـدة من زملائه لكن بعـد فوات الآوان ؛ ويشيع الخبر بين الأهالى فى عـبارة موجـزة مفادها " بيت الزمر ضربوا الإنجليز بالشلوت " وهكذا كانت مواقـف أبناء الزمر وهكذا صورتهم المضيئة بين العائلات فى مصر.

7- فى عام 1987م تقريبا التقيت بالحاج/ محمد أحمد حساسين من أبو رواش وسمعته يقـول مانصه :- فى سنة 1944م تقـدم للإنتخابات أحـد الرجال العاملين بالخاصة الملكية بمديرية الجـيزه ضد رشوان بيك الزمر وفوجـئنا برشوان بيك يدعـونا للحـضوربمنزله وذهبنا جـميعا ً وكان عـددنا يقترب من ثلاثين رجلا ً من شباب أبورواش والقـرى المجاورة ويتقدمنا الحاج/ سالم القبلاوى رئيس العمال بالخاصة الملكية بأبى رواش ؛ وفى بيته إستقبلنا رشوان بيك وأمر بتقـديم الشاى وجلس أمامنا عـلى أريكته وأمامه منضدة خشبية وجلسنا نحـن عـلى عـدة أرائك مقابلة له إلى جـوار أناس آخـرين سبقـونا هناك ؛ وقال رشوان بيك " مرشح الخاصة الملكية يتعشم أن ينتخبه زملاؤه العاملون وهـذا عـشم إبليس فى الجنة ! لأن جـميع العاملين بالخاصة سينتخـبون رشوان الزمر وأنتم ستنتخـبون رشوان وسيسقط مرشح الخاصة وأتحـدى جـلالة الملك " وضرب المنضدة بيده ضربة شديدة فارتعشت الأيدى وسقطت أكواب الشاى عـلى الأرض وكنت أنا قـد ارتديت جلبابا ً جديدا ً إستعدادا ً لهذه المقابلة سقـط عـليه الشاى فأفسده!! ولم ينطق أحد منا ببنت شفة من هـيبة رشوان بيك وجـرأة كلامه فقـد كان له هـيبة كهيبة الليث فى الغاب !وهكذا شاع الخبر بين الأهالى فى عـبارة موجزة مفادها " بيت الزمر يتحـدى جلالة الملك " وهكذا كانت سمعة أسرة الزمر بين الأسر والعائلات فى أنحاء المديرية .

8- فى صباح يوم الثلاثاء الموافق 5/7/2002م وقـفـت عـلى الطريق لأركب قاصدا ً مقـر عـملى ببنك قرية البراجيل حـيث كانت الساعة قـد تجاوزت السابعة بقـليل وفجأة وجـدت سيارة نقل بمقطورة تقـف أمامى والسائق يلقى السلام ثم سألنى:-إتجاه كفرحكيم من هنا ؟ فلما أجبته بنعم قال : إن كنت ذاهب إلى هناك فاركب معنافصعدت سلما ً عاليا ً لأصل إلى المقعـد المجاور للسائق داخل كابينة متسعة ومكيفة وبعـد لحظات ناولنى كارت خط السيروقال : - أنا ذاهـب إلى مقـر شـركة جـيزه للغـزل والعـنوان مكتوب هنا ؛ فنظرت فيه وقرأت اسمه / مصطفى عبدالقادرسائق من الدقهلية وقلت نعم إنها فى كفر حكيم ؛ وبعـد لحظات قال :- إنت من البلد هذه ؟ فقلت نعم إنها ناهيا من البلاد القديمة فقال:- ناهيه .. ناهيه إنها من البلاد القديمة ولها تاريخ معـروف وفيها عـيلة الزمر معـروفه ! فقلت نعم معـروفة عـلى مستوى المحافظة ؛ فوجدت السائق قد التفت نحوى واعـتدل وقال : - محافظة الجيزه إيه يا أستاذ!! قل عـلى مستوى الدولة كلها !! فسرنى قوله وأدهشنى حماسه فسكت ولم أعـقب وبعـد دقائق وصلت إلى كوبرى كومبره فنزلت فيها وذهب هوإلى كفرحكيم.
عـيلة الزمر معـروفة عـلى مستوى الدولة كلها كما يقـول السائق من محافظة الدقهلية بينما أبناء ناهيا لا يعـرفون قدرها ويقللون من شأنها كذبا ًوظلماوعـدوانا والله إنه لأمرعجـيب وغـريب يحـتاج إلى وقفات من أجـل التصحيح .

9- فى يوم14/10/2006م الموافق 21من شهر رمضان 1427هـ ونحن فى إنتظار إقامة صلاة العشاء بجامع سيدى عمر سمعت صوتا ً يتكلم فى سماعة مكبر الصوت ؛ إنه صوت الأستاذ/ مجدى حلمى الزمر يقول :- الإخوة المصلين خارج المسجد عليهم أن يدخلو المسجد خاصة أنه يوجد متسع كبير كما أن الصلاة خلف الإمام مع رؤيته أفضل ؛ والسيدات بمصلى النساء عليهن أن يتقين الله ولا يرفعن أصواتهن فيشغلن الأخرين كما نطلب منهن أن ينتظرن قليلا ً بعد الصلاة ولا ينصرفن إلا من بعد إنصراف الرجال حتى لا يكون هناك إختلاط مع الرجال ونهى الله عنه ؛ كما يتنبه على الرجال من رواد المسجد أن يلتزموا الخروج من الباب الرئيسى وترك الباب الجانبى لخروج النساء ؛ وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
هذه كلمات فى النظام مع كونها بسيطة إلا أنها تعبر عن فكر راق وذوق رفيع وهمة عالية يتصف بها الأستاذ/ مجدى الزمر فجزاه الله عن همته خير الجزاء .

10- صباح يوم الخميس الموافق 15/10/2009م ركبت سيارة ميكروباص بالنفر متوجها ً إلى البرجيل من أرض اللواء ؛ وبالقرب من الكوبرى الدائرى ركب أناس ونزل آخرين وفجأة وجدت إمرأة تقعـد معنا عـلى الكرسى الخلفى إلى جـوار الشباك ترسل ورقتين عـملة نقدية من فئة الربع جنيه إلى السائق لإستبدالها ؛ وعلى مايبدو أن السائق كان يبحث عن فكه فلم يجد وهناك راكب يريد ربعا ًوالسائق ليس معه؛ ولكنى لم أنتبه لهذا الحوار فسبقتنى المرأة وأرسلت الربعين وفازت بالثواب العظيم وأردت أن أصلح من تقصيرى عـن عـمل الخير وأن أصحح النية فنظرت إلى المرأة وقلت بصوت مسموع للجميع :- شكرا لكى ياحاجة لقد أخذت ثوابا ً عظيما ً من هذا العـمل البسيط !! فالتفتت نحوى مندهشة ولسان حالها يقـول أى ثواب وأى عـمل!فقلت بصوت مسموع :- عـمل بسيط وثوابه عـظيم لقد ساعـدتى فى أداء الحقـوق! فضحكت ولم تعقب بينما أخـذ الركاب الأخرين ينظرون نحوى بدون أى تعليق .
وحقيقة أنى دائما ًما أسرع لإخراج النقود الفكة إذا إحتاجها السائق بنية المساعـدة فى آداء الحقوق ومنع الخلاف والنزاع ؛ وإذا جاءنى ضمن الفكة عملة فاسدة فإنى أقوم بتمزيقها بنية عـدم الغش وبنية منع الشر فربما أخذها منى شخـص وأراد أن يصرفها مع آخـر فلا يرضى بها ويختلفون ويتشاجرون لذا أتخلص منها وأدعـو الله أن يعوضنى خـيرا ً منها ؛ فى شهر يونيه 2009م دخلت علينا بالبنك إمرأة وناولت الصراف ثلاث ورقات متهالكة من فئة النصف جنيه وقالت :- لقد أخذتها منك ولا أحد يريد أخذها منى ! فأمسكها الصراف وأخذ يفكر فأسرعت إليه من قبل أن ينطق بكلمة وأخذت من يده العملة الفاسدة ومزقتها أمام المرأة وأعطيتها بدلا ً منها من جيبى وقضيت عـلى إحـتمال الجـدل والشجار بينهما ؛ الصراف أخذ يضحك أما المرأة فقد إندهشت وأخذت العملة وانصرفت وهى تضحك أيضا ؛ وعـلى مايبدو أن هـذا التصرف كان درسا ًقاسيا ً فى عـلو الهمة بتوفيق من الله والحمد لله رب العلمين .
فى مطلع شهر أغسطس 2004م الحاج/ عـبدالغفار محمد طلبه شحاته يؤكد عـلى هذه المعانى ويقول :- عـيلة الزمر هى واجهة البلد من قديم ولم تزل ؛ ولم تكن هناك بيوتا ً سوى بيوت الزمر ؛ ولم يكن هناك دوّارا ً إلا دوّارهم ومنه تخرج رجال مثل حفناوى بيك ورشوان بيك والعمدة عـبداللطيف عـبود ؛ وفى شبابى تشرفت برؤيتهم والقعود معهم ؛ وكنت أتمنى أن أرى حفظا ً للجميل من أبناء قريتنا ناهيا بدلا ً من هـذا النكران والجحود ؛ رحم الله الحاج /عـبدالغفار وأسكنه فسيح جناته وشكر له كلمته الصريحة والشجاعة وجعلها فى ميزان حسناته فهو من بقية الرجال القلائل الذين يعرفون لبيت الزمر قدره المعتبر ومكانته الرفيعة .
المستشار / محمود غـراب يقـول:- عـيلة الزمر تقلدت المناصب العامة وشاركت فى المجالس النيابية والتشريعية مبكرا ً وتعاملت مع الأهالى بكل رفق ولين الأمر الذى زرع لها رصيد محبة فى القلوب وجعل المسئولين بعد ثورة يوليو52يتعاملون معها بكل إحـترام فلم ينالها ما نال العائلات الأخـرى مـن أذى وسـوء .رحم الله المستشاروأسـكنه فسـيح جـناته وشكرله كلمته الشـجاعة ومواقـفه البطولية.

أسرتنا تتواصى فيما بينها بالحـق والعـدل والتواضع واحترام الكبير ومساعـدة الفقير والزهـد والإقبال عـلى الأخرة وهاهـوالشيخ/ عـبود الزمر فى نصائحه التربوية يقـول : - يابنى لا تكابر إن لزمك الحـق وتواضع دائما للمخلوق واعـلم أن مـن إجلالك لله إكرام ذى الشيبة المسلم فانظر إلى الكبير بعـين التقدير فهـوالذى سبقك إلى الطاعة ؛ وانظر إلى الصغير بعين التفضيل فذلك الذى سبقته إلى المعصية ؛ وبين التقدير والتفضيل يذوب الكبر ويذهـب العجـب ويتبلور التواضع .... يابنى احـفظ اذنيك من سماع العيب ولسانك من قول الزور والنميمة وعـينك من شر النظرة المسمومة وبطنك من أن تكون وعاء لمحرم ؛ وحافظ عـلى نظافة ملابسك وتبرع بالقـديم الصالح منها إلى الفقراء واخدم نفسك بنفسك .... يابنى اقبل هـدية من أهداك ونصيحة من نصحـك وأشكر للجـميع فضله ولا ترد سائلا ما استطعـت وأمدديد العـون للفقـراء والضعـفاء .... يابنى أحسن الظن بالله بعـد إحسان العمل ولا تترك العمل ركونا ً إلى واسع رحمة الله فتصيبك خيبة الأمل .
هذه بعـض المفاهيم التى تتواصى بها عـيلة الزمر نكتبها عـلى شاشة هذا الموقع الطيب ليستفيد منها الأخرون من أبناء قريتنا الحبيبة ناهيا .
وحقيقة نحن مطالبون شرعا بأن نتعامل مع الناس بمفهوم أخوة الإيمان والإسلام خاصة وأن أسرتنا الزمر لها نسبا ً وصهرا ً وقرابة مع جميع الأسر والعائلات فى ناهيا وخارج ناهيا وإذا ما تحققت هذه الأخوة الإيمانية فى حياتنا ومعاملاتنا سيأتى ونرى منها الخير العـميم ؛ ونحن أبناء بيت الزمر نعى ونفهم ذلك الكلام الذى قاله الصديق أبوبكر للأنصار عـندما جاءه مال من البحـرين فساوى فيه بين الناس فغضبت الأنصار وقالوا : فضلنا عـلى الناس .. فقال ابوبكر: صدقتم إن أردتم أن أفضلكم صار ما عـملتموه للدنيا وإن صبرتم كان ذلك لله عـز وجل .. . فقالوا : والله ما عـملنا إلا لله تعالى وأنصرفوا .

ونحن وبحمد الله نعلن وبكل وضوح وثبات ويقين أننا لا نطلب تفضيلا ً لأن ماعـملناه وعـمله الأجـداد إحتسبناه عـند الله تعالى ؛ ونعلن وبأعـلى صوت أننا قد اخترنا أخوة الإيمان والإسلام فمرحبا ً بكل العائلات والأسر إخـوة فى الله ؛ وما قصدناه من هـذه السطـور والكلمات أن يعـرف الناس فضل إخـوانهم وما أجـمل العرفان بالجـميل من الناس ؛ ومن المؤكد أن هـذه القناعة والعرفان بالجـميل ناتج
عـن مواقـف كـريمة ومشـهودة عـملها أبناء بيت الزمر عـلى مر السنين تبرهن على أنهم يضعون الكرامة نصب أعينهم وفوق كل إعتبار فلا يتمسكون بالمناصب إذا كان معها مهانة أوإحتقار فجاءت منهم مواقف جادة وكريمة لايقوى عليها سواهم وهى بمثابة دروس مهمة فى علو الهمة والحمد لله رب العلمين .
&&&&&
&&&
&

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق