الاثنين، 13 يونيو 2011

الحلقة الرابعة من سيرتى فى وظيفتى





الحلقة الرابعة

من

سيرتى فى وظيفتى

فى عـام 1995م صدر قـرار ترقـيتى مع نقـلى لإدارة فرع إمبابه وجاءنى أكثر من إستعجـال للـتنـفـيذ من أ/ رمضان عـباس مدير عام بنـك المحـافـظـة وأ/ رضا عـيد منصـور مدير إدارة فـرع إمبابه بينما كان أ/ أحمد ناصف مدير فرع كرداسة مصمم على وقف القرار وعدم إخلائى!! وخروجا ً من هذه المشكلة ورغبة منى فى التغيير وطاعة لتعليمات الإدارة العامة بالبنك فهى تعلم مصلحة العمل تكلمت مع مدير البنك أ/ على قرنى وأقنعته بإخلائى دون الرجوع لمدير الفرع وعلمت فيما بعد أن أ/ أحمد ناصف قال بغضب : على قرنى أخلى أحمد الزمر وخرب البنك !!

وفى يوم27/3/1995م ذهـبت لفـرع إمبابه لتسلم عملى الجـديد وهـناك وجدت سمعتى الحسنة قد سبقتنى !! أ/ نصر اسماعيل مراقب شئـون المالـيـة وأ/ حـسـين عـبدالله مراقـب التخـزين وأ/ فوزى عـبد السميع مراقب الإئتمان وأ/ حجازى عـامـر محاسـب الفـرع إسـتـقـبلـونى إستقبال الأبطال الفاتحين وبحمد الله كنت عند حـسـن ظنهم ؛ لقد تسلمت وظيفة محاسـب بقسم الإئتمان وقمت بضبط بيان المخاطر والإستعلام مع إدارة المخاطر ببنك المحافظة ويرأسها أ/ فؤاد عـبدالغـنـى حـيث أشاد بجـهـودى فى ضبط البيان الـشـهـرى ؛ كما قمت بضبط بيان المستخـدم من تمـويـل الـصـندوق الإجتماعى مع بنـك المحافظة وإدارة مشـروعات الصنـدوق ؛ وفى إجتماع موسـع ببنك المحافظـة حـضره محاسب من كل فرع على مستوى محافظة الجيزه وبحضور السيد المدير العام قالت السيدة / سلوى حجازى : بيانات الصندوق الإجتماعى بإمبابه كانت أسوء بيانات والآن أصبحت أحسن بيانات بفضل جهـد أ/ أحمد الزمر !! وأكد المديرالعام على كلامها ووجه نظـر المجتمعـين للتعـرف على طريقـتـى وأسـلـوبـى فـى العـمـل .

إن العمل الوظيفى يجب أن يقوم على تقوى الله ومراقبة الإنسان ربه ولا بد للموظف ألا يخل بشئ مما تقتضيه منه هذه الوظيفة ويجب على الموظف ألا يخل بأى شيئ يتعلق بما تكلف به بمافى ذلك الحضور والإنصراف فى الوقت المحدد

بهذه المفاهيم الواعية عارضت أ/ أحمد عبدالحميد مدير إدارة فرع إمبابه عندما أراد منى أن أسجل القروض الممنوحة لشراء السيارات فى خانتين بالتكرار فى الممنوح قروض متوسطة الأجل وفى الممنوح قروض إئتمان تجارى !! والرقم الذى سيتم تكراره بالملايين على مستوى إدارة الفرع فرفضت وقلت هذا تكرار لا يمكن أن أعمله فى بياناتى المرسلة إلى بنك المحافظة ولكنه أصر على أن التسجيل فى الخانتين ليس خطأ وأنه معمول به بفرع العياط ! فقلت لا هذا خطأ ولا بد من إعادة النظر فى بيانات فرع العياط ! أ/ محمد مطر وكيل الفرع إقترح أن نحتكم للأستاذ/ نادى إسكندر وكيل فرع الصف ليحكم بيننا وأتصل به هاتفيا ً فكانت إجابته تتفق مع أسلوبى فى إستخراج البيان الشهرى والحمدلله رب العالمين ؛ فلما علم أ/ رضا عيد مدير فرع العياط بهذا الحوار أسرع بتصحيح البيان وحذف التكرار وبالتالى تعدلت شريحة الحوافز للأقل .

بنك برقاش إتبع أسلوب ماكر لرفع معدلات الممنوح قروض بعمل قيود حسابية بعشرات الألوف فى نهاية كل شهر ويتم إلغاؤها فى أول الشهر التالى ولا يتم إستنزالها من البيان فلما إكتشفت هذه الحيلة خصمتها من إجمالى الممنوح وأرسلت الرقم الصحيح وهو يمثل تقصير كبير فى المستهدف المطلوب فغضب أ/ حمدى مدير البنك وجاء لإدارة الفرع ليعلن غضبه منى بصوت مرتفع ولكن هيهات هيهات فلا يصح إلا الصحيح .

كما قـمـت بإخـطار البنوك دائرة الفـرع بالتعـليمات والدوريات الواردة مـع توضيح مفهومها الصحيح دون لبس مع متابعة التنفيذ والرد على استفسارات الزملاء العاملين بالبـنـوك الأمـر الـذى أدى لضبـط البيـانات الـواردة منهـا وبالـتـالـى صحـة وضبـط الإجماليات المرسـلة لإدارة التنميـة والإئتمان ببنك المحافظة فجائنى الشكر والتقدير أكثر من مـرة علـى لـسـان الـزمـلاء أ/ احـمـد طلبـه وأ/ سـيـد عـبد الـرحـيـم وأ/ سمير عبدالكريم .

وفى هـذه الفترة تقابلت مع بعض العملاء القادمين للفرع للشكوى وأقنعتهم بالرجوع للبنـك والعـدول عـن الـشـكـوى من بعـد تصحـيح المفهوم الخطأ هاتفيا ً مع الشخص المشكـو فى حـقه ببنـك القـرية وإقـناع العميـل بأن مصلحـته فى الحـفاظ على علاقة المودة مع العاملين بالبنك فى قريته ؛ أ/ حسين عبدالله مراقب الإنتاج والتخزين قال لى يوما ً من بعد سماعه لحواراتى : أنت مكانك الصح فى السـلك السياسـى بوزارة الخارجـيه وليـس بنـك الـتنـمـيـة !!!

أ/ حسين من الشخصيات الودودة خرج على المعاش منذ سنوات ومع هذا فهو حريص على الإتصال بى ولا يتأخر عن مجاملتى !! جاءنى للتهنئة بعد رحلة الحج فى 1997م كما جائنى للتهنئة بعد رحلة العمرة فى1999م ودعوته لفرح زواج ولدى الدكتور محمد فى 12/12/2008م فحضر ومعه السيدة حرمه وأحد أحفاده وحضر أيضا ًومعه أحد أبنائه للتهنئة بخروج عبود وطارق فى مارس 2011م .

وحقيقة لا توجد بيئة عمل مثالية هادئة وخالية من المنغصات اليومية وفى ذات الوقت لا يمكن أن نغير من سلوك الأفراد أوطبائعهم فى يوم وليلة وطبائع البشر تختلف طبقا لخلفياتهم ونشأتهم والعوامل الوراثية وكذلك الظروف الخارجية المحيطة بهم فليس كل الزملاء مثل الأستاذ حسين عبدالله فى أخلاقه وذوقه الرفيع ولا شك ان التعامل مع الزملاء صعبى الطباع يحتاج لمهارة شخصية وتجارب عملية وحقيقة عندما ذهبت لفرع إمبابه وجدت تحذيرات من التعامل مع عدد من الزملاء وتحذيرا ً من دخول عش الدبابير كما كان شائعا ًعنهم وبالفعل شاهدت بنفسى زملاء دخلوا عش الدبابير فنالهم من الأذى الشئ الكثير فأخذت العبرة والحذر فى التعامل معهم لدرجة أنى نلت ودهم واحترامهم وتعاطفهم معى فى مواقف كثيرة كان أبرزها مواقف الخلاف مع الأستاذ/ أحمد عبد الحميد مدير الفرع لقد وجدت الدبابيراحمد وسمير ومحمود ومحمد لهم دور كبير فى تقريب وجهات النظر ودافعوا عنى ووصفونى بأنى صاحب أخلاق عالية ومحترم ! وحقيقة لقد تعاملت معهم بحسن نية فإذا وجدت منهم تجاوز وتعدى أظهرت لهم صبرا ومرونة وتسامح فكانت النتيجة أنى وجدتهم معى وقت الشدة .

وكم دعـوت الله أن يكتب لى حجة إلى بيته الحرام وزيارة لرسوله الكريم وما أدرى وقـد أجـيب الـدعـاء وتـحـددت سـاعـة الـسـفـر بالـطـائرة فجـر يوم الجمعـة الموافق 4/4/1997م ضمـن فـوج حجـيج الجمعـيـة الشـرعـية بناهيا ؛ وهكـذا تحـققت أمنية حياتى وأنا أعمل بفرع إمبابه والحمد والشكر لله .

وفى عام 1998م تسلمت وظيفة مراجع الفرع بتكليف من أ/أحمد عبد الحميد مدير فـرع إمبابه لـفـترة قـصيرة فـقـمـت بالمرور عـلـى بنـوك التنمـيـة بالوراق ووردان وبهرمس وأبوغالب والقطا وبرقاش وهى دائرة متسعة وممتدة حتى حدود محافظة المنوفية ومع هـذا البعد كنت حريصـا ً على الحـضور فى هـذه البنوك مبكـرا ً وفى المواعـيد المقـررة !! وأخترت أسلوب معالجة الأخطاء وتوضيح المعلومة للعاملين بالبنوك مع كتـابة تقـريـر أسبـوعـى بما تم فحـصه وتصحيحه وشرحه فنال تقريرى إعجاب واستحـسـان السـيد مدير الفرع / أحمد عبدالحميد والسيد المحاسب/ حجازى عامر .

وفى هـذه الفـترة وتحـديداً فى شـهـر أكـتـوبـر 1998م أصـدرت كـتـابى "الـسـيرة الـذاتيـة لأسـرة الـزمـر فـى ناهـيـا " وأرسلت نسختين لمكتب رئيس مجلس إدارة بنك المحافظة أ/ أكمل المصرى وأعـطـيت لكـل مـديـر بنـك بـدائـرة الـفـرع نسـخـة للإطلاع وإعارتها لمن يريد من الزملاء ؛ وفى هـذه الفـترة أيضا ً تحـقـقـت أمنيتى فى أداء عـمـرة رمضان الكريم فى2/1/1999م الموافق 1419هـ والحمد لله .

وبعـد عـودتى من العـمـرة تسـلمـت وظيفة صراف خزينة فرع إمبابه لفترة قصيرة خلفا ً للأسـتاذ / أحمد الشيمى من بعـد ترقـيته لوظيفة مراجـع ممتاز بنك المحافظة وخلال الفـترة حرصت على إعـداد النقـود بالفيات المناسبة للصـرف منها للجمهور خاصة أصحاب المعاشات الشهرية مع تنظيم الصرف حسب أولوية الحضور فكان الجمهور يدعو لى بالتكريم وعلو المرتبة والستر فى الدنيا والآخرة وينصرفون فى سعادة وسـرور ؛ وفـترة عملى بالخـزينة لم يحـدث معى أى عجـز فى النقدية أو أى شكوى من الجمهـور أو البنوك التابعة لنا وهـذا ببركة الدعاء والحـرص على إتقـان العمل وأداء الحـقـوق .

وفى شهـر سـبتمبر1999م ذهـبت مديرا ً لبنك القطا فى أقصى شمال الجيزه وعلى الرغـم من علمى بأن بها مشاكل مع العملاء مع طول المسافة إلا أننى تمسكت بأدآء الواجـب وطاعة الـرؤسـاء فـذهـبت ونفـذت القرار على الرغم من تحذير الكثيرين؛ ومكثت ببنك القطا نحو عشرة أشهر عملت فيها على إصلاح العلاقات المتوترة بين العاملـين والعـملاء فـى حـدود الـواجـب والإحترام ولكن معدل تصحيح القصور فى المستهـدف من الخـطـة لم يلقـى قـبول الإدارة فتم نقلى الى بنك قرية البراجيل بفرع أوسـيـم فـى 25/5/2000م وبمجـرد عـلمـى بالـقـرار ذهبت للسيد مدير فرع إمبابه أ/ أحمد عبدالحميد وشكرته بكل سعادة ورضى ذلك لأنى أعتقد يقينا ً أن دوام الحال من المحال والمرأ فى أى موقـع مآله إلى الـفـراق بالمـوت أو النقـل أو التقـاعـد.

وفى فترة عملى ببنك القطا إنتهجت سياسة متوازنة وخط واضح لعلمى بأن عدد كبير من العملاء من ذوى المناصب والسلطان فطبقت المثل الشعبى " إمشى عدل يحتار عدوك فيك " ويقول أ/ متولى عبيدو رئيس الحسابات معلقا ً على منهجى المتوازن :-- أحمد الزمر يعمل بوجه واحد مع الزملاء والرؤساء والعملاء وهذه صفة قلما نجدها فى المدير .

أحد العملاء تقدم لصرف قرض زراعى مدعم قدره خمسين الف جنيه فاتبعت معه تعليمات البنك فى هذا الصدد وتبقى تحرير عقد رهن المحصول وشيك بنكى لصالح البنك بالقيمة ولكن العميل أراد أن يماطل فى تقديم الشيك ليصرف القرض أولا فرفضت فذهب ثم عاد ومعه أ/ حسنى نخله مفتش بنك المحافظة وبتوصية من البنك الرئيسى تطالب بتيسير التعامل معه فأطلعت المفتش على ماطلبته من مستندات وأن الشيك البنكى من شروط الصرف فأخرج العميل شيكا ً وحرره لصالح البنك وتم الصرف !! وعلمت فيما بعد وأنا ببنك البراجيل أن هذا العميل توقف عن السداد وغادر البلاد وتم فحص الملف كسياسة البنك لإكتشاف تقصير فى تطبيق التعليمات تكون حجة لتحميل لجنة التسهيلات بالقرض فلم يجدوا وبالتالى لم يتم الرجوع على أى شخص من لجنة الإئتمان والحمد لله رب العالمين .

عميل آخر من الشباب تقدم لصرف قرض بضمان والده فلما تبين له عدم إستيفاء الشروط وأنه لن يصرف صاح بصوت عال وتطاول على العاملين بالسب ثم أراد أن ينصرف فأمسكت به وهدأت من ثورته وأقعدته أمامى فظن أن الأمور قد تعدلت ولكنى ناديت على حارس البنك / ابراهيم فحضر فقلت له معك السلاح ؟ فقال نعم وأمسك به فقلت خذ الأفندى وصله للباب ولا أراه هنا مرة ثانية !! فخرج الشاب وقد أسود وجهه من بعد إحمرار ! ولقد أردت شيئين من هذا التصرف الأول تأمين خروجه من البنك فلا يحتك به أحد من العاملين والثانى أن يخرج مطرودا ً من البنك بغير إرادته وذلك حفاظا ً على هيبة البنك لدى الجمهور وقد تحقق ما أردت وأصبح هذا الموقف حديث الجمهور لفترة طويلة .

ونكتفى بهذا القدر على أن نلتقى فى الحلقة الخامسة إن شاء الله &&&&



الخميس، 2 يونيو 2011

الحلقة الثالثة من سيرتى فى وظيفتى

الحلقة الثالثة

مــــــن

سيرتى فى وظيفتى

للدعوة فى ميدان العمل شرطان لازمان الأول تميز خلقى يتبلور فى الصدق والأمانة وحسن المعاملة مع الأخرين بما يليق بمكانتهم والثانى تميز مهنى ويتبلور فى إتساع المعلومة والقدرة على تعليم الأخرين مع الأداء العملى لكافة مراحل منظومة العمل فى دقة وسرعة ؛ فإذا توافر الشرطان وتحققا كان ذلك أنطق من لسان القول وجميل الوعظ ؛ وبحمد الله عملت بهذه الشروط فوجدت زملائى ورؤسائى ينتظرون قولى ويقبلون حكمى ؛ وبرهنت عن القدوة الحسنة فى جوانب الأخلاق والسلوك العام والإنضباط وإجادة المهارات الفنية المتخصصة والتزمت بأداء الصلاة فى أوقاتها ودعوت الأخرين من الزملاء والعملاء للصلاة وقدمت الخدمات المهنية والمساعدة فى تدريب المستجدين وإسداء النصح لهم واستقبلت الزملاء الجدد الذين إنضموا إلى أسرة العاملين ببنك قرية أبورواش تباعا ً وهم أ/ حنفى محمود شحاته وأ/ ناجى جاد إبراهيم وأ/ عبد الناصر أمين وأ / فرحات عبد الرازق عربان وأ/ عاصم على سلامه وأ/ محمود عبدالعظيم البطاوى وأ/ يحيى عبده إبراهيم وعلى فترات زمنية إنتقل بعضهم إلى بنوك أخرى ثم جاء دورى فتركت الأخرين وانتقلت إلى إدارة فرع إمبابه.

وبرهنت عن إنضباطى فى مواقف عديدة ومتميزة منها ذلك الذى حدث مع مديرالبنك أ/ فتحى فرج .. لقد تغيبت يوما ً لعذرفلما حضرت فى صباح اليوم التالى وجدته يطلب منى الإمضاء فى سجل الحضور بغرض عدم إحتساب اليوم أجازه فقلت من فورى ودون تردد : لا أنا لى رصيد كبير وهذا حق البنك !! فضحك وقال : مفهومك عالى فى الإنضباط والأمانة وهذا موقف نحترمه ونقدره !!

وبرهنت عن القدوة الحسنة فى جانب الأخلاق فحزت على شهادة تقدير جاءت على لسان زميلى أ/ شوقى محمد أبو حمود أمين مخازن أبورواش وكان رفيقى فى رحلة الحج فى 1997م يقول : أحمد الزمر يعمل معنا منذ 15 سنه ووجدته عف اللسان لا ينضم فى شللية ولا يشارك فى وقيعة مع الزملاء لذلك فأنا لم أختلف معه طوال هذه المدة وأعمل معه بكل إحترام .

وبرهنت عن روح التعاون والتكافل مع الزملاء طول فترة خدمتى فى أبورواش فدخلت معهم فى جمعيات شهرية وكنت أختار السهم الأخير وتقديم صاحب الحاجة للسهم الأول بنية الوقوف مع زميلى فى حاجته كما أمسكت بجمعية مخصصة للصرف على مجاملات الزملاء فى حالات الزواج والمواليد والمرض ويتم تمويلها بجنيهات قليلة شهريا ًوسلمت رصيدها فى يوم إخلائى من البنك .

ومن المواقف اللطيفة وتعلمت منها ذلك الذي كان فى عام 1985م حيث ورد لى بيان الأسعار الجديدة للمبيدات الحشرية فنظرت فيه واندهشت وأمسكت به وعرضته فى وجه المدير / عباس ربيع وقلت أنظرلهذا الخط الجميل المنسق فضحك وقال إنه خط ألأستاذ / عبدالفتاح محمود زميل منقول لفرع كرداسة

ومن يومها أخذت أحسن فى خطى خاصة عندما يكون خطابى المرسل للفرع يخص الزميل عبد الفتاح محمود.

وفى 1985م جاء الزميل أ/ على محمود زيتون ليعمل معنا بالبنك وهو من الشخصيات المحبة للعمل وله مواقف متميزة ولا يعرف المستحيل فإذا كان له قناعة بشىئ فلابد من تحقيقه !! وعلمت منه أنه كان فرد شرطه عسكريه مكلف بحراسة عمى الشهيد / أحمد الزمر فى حرب أكتوبر 73؛ وفى يوم السبت الموافق 12/3/2011م كان له موقف مفاجأة لقد وجدته أول من حضر من زملائى لتحية عبود وطارق وكان فى إستقبالهما بالدوار !! وعلى الرغم من شدة الزحام والتزاحم فإنه إستطاع الوصو ل والسلام عليهما وسبقنى وسبق الكثيرين والمحبين الذين خرجوا فى إستقبالهما بفرحة غامرة وسعادة أقلقت راحة اليساريين والعلمانيين بمصر.

وهناك موقف لطيف وضاحك وقعت أحداثه فى مطلع التسعينات من القرن الفائت أسرده عليكم من باب الترويح والتسرية ومضمونه أن الأخ / على عيسى - من قرية بنى مجدول وهى قرية يتميز أهلها بالبراعة فى أمور التحاور والنقاش - هذا الرجل أمه من بنات أسرتنا الزمرلذلك كان حريصا ًعلى مخاطبتى بكلمة خالى أحمد كلما تقابل معى فى الشارع أو بمقر البنك وفى يوم من الأيام جاء للبنك حيث كنت أقف مع عدد من الزملاء فأقبل نحوى يصافحنى بكل حماس ويقول الأستاذ أحمد الزمر خالى و حبيبى وأفاض فى مدحى والثناء على شخصى !! الشيخ / منتصر حارس البنك كان من ضمن الواقفين - وهو من قرية بنى مجدول- توجه بسؤال زكى يحتاج لإجابة لا يقوى عليها إلا رجل مخضرم ولقد كان الأخ /على هو ذاك المخضرم ولم لا وهو من بنى مجدول !! الشيخ منتصر قال : أنت تحب أبوك أكتر أم خالك ؟ وتصورت أنا لأول وهلة أن يأتى الرد" أحب أبى أكتر" وله الحق فى ذلك الذى تصورته ولكن جاء الرد من الأخ /على فى مستوى براعة السؤال فقال : أحب أبى لأنه إختار لى خال حلو !! وضحكنا كثيرا ً من براعة الرد وصرت أنا كلما تقابلت مع الأخ/ على عيسى أتذكر هذا الموقف فأسرع لملاقاته بكل بشر وسرور .

وعلى ذكر أبورواش لا بد لنا من وقفة نتكلم فيها عن بعض الشخصيات التى تعاملت معها بكل الحب والإحترام .

فى هذه القريه لنا زميل كريم وعزيز وقريب إلى نفسى إنه الأستاذ فرحات عبدالرازق عربان ذهبت إلى منزله أكثر من مرة وفى المناسبات ومعى زملائى فوجدنا منه كرما ً وحسن ضيافة .

فى هذه القرية وبالمنزل المقابل لمقر البنك بشارع المعسكر هناك الحاج عبد الله أبو عامر رجل المروءة والإنسانية ولنا معه ود وحب دخلت عليه يوما ً فى دكانه فوجدته يبكى على زوجته الحاجة / إعتماد أبوعرب فبكيت لبكائه .

فى هذه القرية رجل صالح يهتم بالمسجد وأوقف عليه أطيانا ً مجاورة لبيته فى شارع المعسكر إنه الحاج رمضان عيد أبوعرب يؤمنا كثيرا ً فى صلاتى الظهر والعصر بذلك المسجد المقابل للبنك .

فى هذه القرية وجدت رجلا يعلم من والده الشيخ سنوسى الشئ الكثير عن والدى فتعامل معى بكل حب وإحترام إنه الحاج سيد سنوسى حساسين هذا الرجل أنشا فرنا بلديا ً ووقف يديره مع أبنائه نصر ونجاح وعادل من أجل خدمة أهالى أبورواش وكنت وزملائى بالبنك نشترى منه العيش .

فى هذه القرية تقابلت مع الحاج خضر مشهور فلما تعرف بى قال ما نصه : أبوك الله يرحمه كان عمدة محترما ً ؛ وعرفنى بنفسه فعلمت أنه كان صديقا ً لعمى الحاج عبد الفتاح فى شبابه والحاج خضر أو عمى الشيخ بركه- هكذا كنت أخاطبه – كان يحرص على إعطائى مسحة من المسك كلما تقابلت معه فى الطريق أو فى مقر البنك فكنت أضحك وأقول : بركه من البركه .

فى هذه القرية كان هناك حلاقا ًمن بنى سلامه تعاملت معه وكنت زبونا عنده لمدة 18سنه إنه الحاج / شكرى عبد الصادق سيد أحمد هيكل حفظت اسمه كاملا بعد أن قرأته معلقا ً فى تراخيص الصالون فكنت كلما دخلت عليه خاطبته باسمه كاملا فيضحك .

فى هذه القرية وجدت العمدة علام صلاح الدين خطاب عمدة أبورواش ولمست منه طيبة وتواضعا ًبمثل ما سمعت عن أبيه العمدة صلاح ووجدت منه إنصرافا ً إلى العمل الجاد والمثمر وبعدا ً عن مظاهر الخيلاء ؛ وعندما علم بقرار نقلى من البنك جاء مسرعا ً وهو يتوعد بتحريك عدد من الأهالى ليذهبوا إلى بنك المحافظة لإلغاء القرار وإبقائى بالبنك فاقنعته بالتخلى عن هذه الفكرة وأن قرار نقلى يتضمن ترقية فى السلم الوظيفى كما أن دوام الحال من المحال .

وهناك الشيخ أبوالحديد أمين الفقى شيخ الخفراء كان يحرص على زيارتنا بالبنك كل فترة ويقول : من يريد أن يفرح ونفسه ترتاح يأتى ويقعد مع الأستاذ أحمد !! وكان هذا الرجل يحرص على إحضار بشائر ثمار النخيل وأشجار الجوافة من أرضه يحضرها فى منديله ويوزعها علينا بمقر البنك فيخصنى بثمرة من الجوافة وإثنين من البلح الأصفر وكان هذا التصرف منه يضفى علينا السعادة والسرور .

وهناك الشيخ سالم بن شيخ العرب سليم مهدى من الأثرياء وله ولزوجته تعاملات كثيرة مع البنك وحرصت أنا كلما تقابلت معه على سؤاله وبكل جدية : إيش أخبار الشنينة ؟ فيضحك ويقول : ياليت أيامها دامت. والشنينة هى اللبن الرائب وكان الشراب المفضل عند قبائل العرب بأبى رواش.

وهناك الحاج / كمال عبده من أعيان البلدة ومن المحبين لإسرتنا الزمركان يحب التردد علينا وسمعت منه قولته معلقا ًعلى تعدد أسماء المرشحين من البلدان بدائرة إمبابه فقال : " أسماء من عائلات لم نسمع عنها لقد عشت أياما ً لم يكن فيها إلا إسم عائلة الزمر معروف فى بر مصر كله " .. لما تقدم به السن أمسك بعصا خشبية فصرت أقول له " معقول الحاج كمال يمسك بهذه العصا ..عصا الفقراء !! وهو يضحك " فلما إشتد عليه المرض ولزم الفراش ذهبت إليه ومعى الشيخ منتصر عبدالفتاح فلما دخلنا عليه إعتدل وقال بروح الدعابة التى كان يتميز بها " أنا بخير ياشيخ منتصر لسه بدرى ".... ولكن ماتدرى نفس ما تكسب غدا ً وما تدرى نفس متى وأين تموت وبعد أيام توفى الحاج كمال وخرجت فى جنازته وذهب الشيخ منتصر ليقرأ فى فرش العزاء .

وهناك الأستاذ/ تامر طايع زميلنا بالبنك ومدير بنك المنصورية ثم تقدم باستقالته ليتفرغ للمحجر والكسارة بالجبل من بعد وفاة والده وأصبح له وضع إجتماعى متميز بالقرية وحضور فى كل الأحداث فيسرع لعمل الخير والإصلاح وينفق من ماله الشيئ الكثير ثم كانت له معنا معاملات بنكية منضبطه ومحسوبة ولما لا وهو المحاسب والمدير السابق وكان كلما جاء للبنك يسرع نحوى لمصافحتى بكل إعتزاز وحماس ويتفق مع الأخرين فى قولهم :- " أحمد الزمر فى البنك يشعرنا بالثقة والأمان " .

وهناك بائع الفول الشاب المؤدب / جمال كمال عاشور بندارى كان جده الحاج عاشور من الناس الطيبين المحبين لشخصى ويكن لنا كل التقدير؛ وتعودت على شراء الفول والبصل من جمال يوميا ًولسنوات طويلة وكان هو يعتز بوقفتى معه وإلى جواره لتشجيعه فى العمل على عربته المتنقلة وبعد سنوات فتح الله عليه وإستأجر دكانا ً.

وهناك مجدى جاد الله شاب معاق ذهنيا ً تعود أن ينتظرنى فى الصباح أمام بيته ليصافحنى ويقول بلهجة وفكر طفولى إتفضل عشا !! وإذا مررت منه خلسة ولمحنى عن بعد يجرى من خلفى ليصافحنى وهو يضحك !!

وهناك فى أبورواش وجدت الحاج / عبدالسلام سالم القبلاوى وشهرته الحاج/ عبدالله شيخ الخفراء وجدته تعود على دعوة المارين عليه بطريقة مرحه فكان كلما مررت عليه فى الصباح وأنا ذاهب لمقر عملى بشارع ا لمعسكر ألقى عليه السلام فيرد السلام ويقول تفضل بعد المغرب !! وطبعا ًهذا أمر مضحك خاصة عندما تكون الدعوة فى السابعة صباحا ً وفى أحد الشهور تأخر كشف المعاشات مما أدى لتزاحم الجمهور فقمت بترتيب أوامر الصرف حسب أولوية الحضور حتى لا يغضب أحد فلما جاء الدور على الحاج/ عبدالسلام أمسكت بأمر الصرف ووقفت وسط عشرات من الجمهور وناديته وقلت أنت معاشك حينصرف بعد المغرب ! فضحك وضحك الأهالى وقالو أنت كده غلبت الحاج عبدالله .

الحاج/ جمال طلبه صائد الوحوش ويعمل بالتصدير لمعامل مراكز الأبحاث وحدائق الحيوان وعندما علم بقرار نقلى أهدانى سلحفاة صغيرة إحتفظت بها بفناء البيت وكانت الصبية من أقاربى يفرحون بها ويتجمعون لرؤيتها وهى تأكل وتمشى وبعد هدم البيت ونقل محتوياته أخذتها معى فى عام 2000م لمحل إقامتى المؤقت بمنزل حماى الشيخ/ عبدالستار الزمروانشغلت عنها حتى وجدتها يوما ً وقد إنقلبت على ظهرها وماتت.

ومن أدلة حبى للعمل أنى أمتنع عن الغياب إعتبارا من يوم الخامس والعشرين من كل شهر حتى تمام إستخراج كافة الموازين والبيانات فى اليوم الثالث من الشهر التالى وكنت أعتز بهذا المسلك وأعتبر إستخراح كافة الموازين والبيانات فى ثلاثة أيام إنجاز ضخم وسبق فريد !! وفى ذات مرة قال أ/ عباس حلمى ربيع مدير البنك :- صحيح أنكم تقومون بإنجاز كبير ولكن هناك من يسبقكم فى الإنجاز ويرسل موازين السلف الإفرادى إسم إسم فى اليوم الأول من الشهر التالى !!! إنه الزميل أ/ محمد عبدالنبى حجاب ؛ وكان هذا الخبر مسار دهشة الجميع لأن موازين السلف الإفرادى تحتاج لجهد ودقة وسرعة ووقت فكيف لهذا الزميل أن يرسل الموازين فى اليوم الأول من الشهر ؟ ولم أصدق حتى ذهبت إلى بنك البراجيل وتقابلت مع هذا الزميل الممتاز فى عام 2000م .

وعـند رغـبة زملائى فى الحصول عـلى أجازة سـنوية لمدة أسبوع يتم التنسيق معى للقيام بالعمـل مدة الأجازة وكنت أنتهـز الفـرصة لممارسـة أعـمال الـزمـيل بكل دقة وربما جودت فيها فإذا عاد وجد حساباته لأخر تاريخ يوم عمل ولا يجد أى تراكم أو أخـطـاء ؛ ومـن النوادر المهـمة التى وقـعـت عـلـى عهد أ/ على قرنى أنى أردت أن أحصل على أجازة سـنـوية لمـدة أسـبوع فنسـقـت مع زملائى واتفقت معهم وقسمت عـملى على ثلاثة هـم أ/ حلمى تـودرى رئيس الحـسـابات تـسـلم أعمال مراجع مقـيم

وأ/ حـنفى محمود مخـتص الإئتمان تسلم أعمال البضائع وأ / ناجى جاد أخصائى التوفـير تسلم أعمال الأستاذ العام والزفـرة اليومية ؛ ودخـلت للأستاذ /على لإعـتماد الأجازة وبها بيان تقسيم الأعمال وتسليمها للزملاء الثلاثة فضحك كثيرا ً وقال : هذا برهان مكانتك وثقـل وزنك بالبنك ثلاثة يقـومـون بعـمـلك فـى غـيابك وهذه مكانة لم أرى لها مثيلا ً بالبنك !!!

مع كل هذه المكانة والتشريف إلتزمت بالتواضع قولا وعملا ً فعند عودتى آخر النهار تكون هناك سيارة نصف نقل متوقفة لنقل الأهالى إلى ناهيا مرورا ً ببنى مجدول وفى بعض الأحيان ألمح عدد من الموظفين ينتمون لبعض العائلات المرموقة يقفون بجوارها لأنهم لم يجدوا بغيتهم ومتحرجون من الركوب فى الصندوق الخلفى مع أقفاص الموالح وربما الطماطم أو الدجاج!! وعندما أقترب منهم أصافحهم ثم أقفز للركوب داخل الصندوق فيسرعون بالقفز من خلفى ليركبوا !!!

أحد السائقين يقول : أنا أول ما أشوف الأستاذ / أحمد الزمر أضحك وأقول فى نفسى كل الواقفين دول حيركبوا بعد ما يركب إبن الزمر !!!

وكنت فى غالبية الأحوال أساعد حاملى الأقفاص فى الركوب والنزول من السيارة ومن المواقف المضحكة أنه ركبت معى إمرأة ومعها عدد من أقفاص الطماطم وأرادت أن تنزل أمام سويقة الحاج جلال عيسى عمدة المجادله فلما توقفت السيارة ونزلت المرأة أسرعت أنا لمناولتها الأقفاص وفجأة وجدت العمدة جمال أمامى ينظر ويقول : معقول أنت بنفسك تناولها الأقفاص ؟ فقلت له : أى خدمة ياعمدة أنا جئت لك بالزباين !

وفى خضم هذه الأحداث والمواقف جاء قرار ترقيتى ونقلى إلى إدارة بنوك إمبابه ونفذت القرار فى 25/3/1995م وخرجت من أبورواش أسفا ًعلى تلك الأيام الحلوة وأخذت أصبر نفسى بالحكمة القائلة "دوام الحال من المحال ".

ونكتفى بهدا القدر من السيرة وعلى وعد أن نلتقى فى الحلقة الرابعة والسلام عليكم . &&&