الحلقة الرابعة
من
سيرتى فى وظيفتى
فى عـام 1995م صدر قـرار ترقـيتى مع نقـلى لإدارة فرع إمبابه وجاءنى أكثر من إستعجـال للـتنـفـيذ من أ/ رمضان عـباس مدير عام بنـك المحـافـظـة وأ/ رضا عـيد منصـور مدير إدارة فـرع إمبابه بينما كان أ/ أحمد ناصف مدير فرع كرداسة مصمم على وقف القرار وعدم إخلائى!! وخروجا ً من هذه المشكلة ورغبة منى فى التغيير وطاعة لتعليمات الإدارة العامة بالبنك فهى تعلم مصلحة العمل تكلمت مع مدير البنك أ/ على قرنى وأقنعته بإخلائى دون الرجوع لمدير الفرع وعلمت فيما بعد أن أ/ أحمد ناصف قال بغضب : على قرنى أخلى أحمد الزمر وخرب البنك !!
وفى يوم27/3/1995م ذهـبت لفـرع إمبابه لتسلم عملى الجـديد وهـناك وجدت سمعتى الحسنة قد سبقتنى !! أ/ نصر اسماعيل مراقب شئـون المالـيـة وأ/ حـسـين عـبدالله مراقـب التخـزين وأ/ فوزى عـبد السميع مراقب الإئتمان وأ/ حجازى عـامـر محاسـب الفـرع إسـتـقـبلـونى إستقبال الأبطال الفاتحين وبحمد الله كنت عند حـسـن ظنهم ؛ لقد تسلمت وظيفة محاسـب بقسم الإئتمان وقمت بضبط بيان المخاطر والإستعلام مع إدارة المخاطر ببنك المحافظة ويرأسها أ/ فؤاد عـبدالغـنـى حـيث أشاد بجـهـودى فى ضبط البيان الـشـهـرى ؛ كما قمت بضبط بيان المستخـدم من تمـويـل الـصـندوق الإجتماعى مع بنـك المحافظة وإدارة مشـروعات الصنـدوق ؛ وفى إجتماع موسـع ببنك المحافظـة حـضره محاسب من كل فرع على مستوى محافظة الجيزه وبحضور السيد المدير العام قالت السيدة / سلوى حجازى : بيانات الصندوق الإجتماعى بإمبابه كانت أسوء بيانات والآن أصبحت أحسن بيانات بفضل جهـد أ/ أحمد الزمر !! وأكد المديرالعام على كلامها ووجه نظـر المجتمعـين للتعـرف على طريقـتـى وأسـلـوبـى فـى العـمـل .
إن العمل الوظيفى يجب أن يقوم على تقوى الله ومراقبة الإنسان ربه ولا بد للموظف ألا يخل بشئ مما تقتضيه منه هذه الوظيفة ويجب على الموظف ألا يخل بأى شيئ يتعلق بما تكلف به بمافى ذلك الحضور والإنصراف فى الوقت المحدد
بهذه المفاهيم الواعية عارضت أ/ أحمد عبدالحميد مدير إدارة فرع إمبابه عندما أراد منى أن أسجل القروض الممنوحة لشراء السيارات فى خانتين بالتكرار فى الممنوح قروض متوسطة الأجل وفى الممنوح قروض إئتمان تجارى !! والرقم الذى سيتم تكراره بالملايين على مستوى إدارة الفرع فرفضت وقلت هذا تكرار لا يمكن أن أعمله فى بياناتى المرسلة إلى بنك المحافظة ولكنه أصر على أن التسجيل فى الخانتين ليس خطأ وأنه معمول به بفرع العياط ! فقلت لا هذا خطأ ولا بد من إعادة النظر فى بيانات فرع العياط ! أ/ محمد مطر وكيل الفرع إقترح أن نحتكم للأستاذ/ نادى إسكندر وكيل فرع الصف ليحكم بيننا وأتصل به هاتفيا ً فكانت إجابته تتفق مع أسلوبى فى إستخراج البيان الشهرى والحمدلله رب العالمين ؛ فلما علم أ/ رضا عيد مدير فرع العياط بهذا الحوار أسرع بتصحيح البيان وحذف التكرار وبالتالى تعدلت شريحة الحوافز للأقل .
بنك برقاش إتبع أسلوب ماكر لرفع معدلات الممنوح قروض بعمل قيود حسابية بعشرات الألوف فى نهاية كل شهر ويتم إلغاؤها فى أول الشهر التالى ولا يتم إستنزالها من البيان فلما إكتشفت هذه الحيلة خصمتها من إجمالى الممنوح وأرسلت الرقم الصحيح وهو يمثل تقصير كبير فى المستهدف المطلوب فغضب أ/ حمدى مدير البنك وجاء لإدارة الفرع ليعلن غضبه منى بصوت مرتفع ولكن هيهات هيهات فلا يصح إلا الصحيح .
كما قـمـت بإخـطار البنوك دائرة الفـرع بالتعـليمات والدوريات الواردة مـع توضيح مفهومها الصحيح دون لبس مع متابعة التنفيذ والرد على استفسارات الزملاء العاملين بالبـنـوك الأمـر الـذى أدى لضبـط البيـانات الـواردة منهـا وبالـتـالـى صحـة وضبـط الإجماليات المرسـلة لإدارة التنميـة والإئتمان ببنك المحافظة فجائنى الشكر والتقدير أكثر من مـرة علـى لـسـان الـزمـلاء أ/ احـمـد طلبـه وأ/ سـيـد عـبد الـرحـيـم وأ/ سمير عبدالكريم .
وفى هـذه الفترة تقابلت مع بعض العملاء القادمين للفرع للشكوى وأقنعتهم بالرجوع للبنـك والعـدول عـن الـشـكـوى من بعـد تصحـيح المفهوم الخطأ هاتفيا ً مع الشخص المشكـو فى حـقه ببنـك القـرية وإقـناع العميـل بأن مصلحـته فى الحـفاظ على علاقة المودة مع العاملين بالبنك فى قريته ؛ أ/ حسين عبدالله مراقب الإنتاج والتخزين قال لى يوما ً من بعد سماعه لحواراتى : أنت مكانك الصح فى السـلك السياسـى بوزارة الخارجـيه وليـس بنـك الـتنـمـيـة !!!
أ/ حسين من الشخصيات الودودة خرج على المعاش منذ سنوات ومع هذا فهو حريص على الإتصال بى ولا يتأخر عن مجاملتى !! جاءنى للتهنئة بعد رحلة الحج فى 1997م كما جائنى للتهنئة بعد رحلة العمرة فى1999م ودعوته لفرح زواج ولدى الدكتور محمد فى 12/12/2008م فحضر ومعه السيدة حرمه وأحد أحفاده وحضر أيضا ًومعه أحد أبنائه للتهنئة بخروج عبود وطارق فى مارس 2011م .
وحقيقة لا توجد بيئة عمل مثالية هادئة وخالية من المنغصات اليومية وفى ذات الوقت لا يمكن أن نغير من سلوك الأفراد أوطبائعهم فى يوم وليلة وطبائع البشر تختلف طبقا لخلفياتهم ونشأتهم والعوامل الوراثية وكذلك الظروف الخارجية المحيطة بهم فليس كل الزملاء مثل الأستاذ حسين عبدالله فى أخلاقه وذوقه الرفيع ولا شك ان التعامل مع الزملاء صعبى الطباع يحتاج لمهارة شخصية وتجارب عملية وحقيقة عندما ذهبت لفرع إمبابه وجدت تحذيرات من التعامل مع عدد من الزملاء وتحذيرا ً من دخول عش الدبابير كما كان شائعا ًعنهم وبالفعل شاهدت بنفسى زملاء دخلوا عش الدبابير فنالهم من الأذى الشئ الكثير فأخذت العبرة والحذر فى التعامل معهم لدرجة أنى نلت ودهم واحترامهم وتعاطفهم معى فى مواقف كثيرة كان أبرزها مواقف الخلاف مع الأستاذ/ أحمد عبد الحميد مدير الفرع لقد وجدت الدبابيراحمد وسمير ومحمود ومحمد لهم دور كبير فى تقريب وجهات النظر ودافعوا عنى ووصفونى بأنى صاحب أخلاق عالية ومحترم ! وحقيقة لقد تعاملت معهم بحسن نية فإذا وجدت منهم تجاوز وتعدى أظهرت لهم صبرا ومرونة وتسامح فكانت النتيجة أنى وجدتهم معى وقت الشدة .
وكم دعـوت الله أن يكتب لى حجة إلى بيته الحرام وزيارة لرسوله الكريم وما أدرى وقـد أجـيب الـدعـاء وتـحـددت سـاعـة الـسـفـر بالـطـائرة فجـر يوم الجمعـة الموافق 4/4/1997م ضمـن فـوج حجـيج الجمعـيـة الشـرعـية بناهيا ؛ وهكـذا تحـققت أمنية حياتى وأنا أعمل بفرع إمبابه والحمد والشكر لله .
وفى عام 1998م تسلمت وظيفة مراجع الفرع بتكليف من أ/أحمد عبد الحميد مدير فـرع إمبابه لـفـترة قـصيرة فـقـمـت بالمرور عـلـى بنـوك التنمـيـة بالوراق ووردان وبهرمس وأبوغالب والقطا وبرقاش وهى دائرة متسعة وممتدة حتى حدود محافظة المنوفية ومع هـذا البعد كنت حريصـا ً على الحـضور فى هـذه البنوك مبكـرا ً وفى المواعـيد المقـررة !! وأخترت أسلوب معالجة الأخطاء وتوضيح المعلومة للعاملين بالبنوك مع كتـابة تقـريـر أسبـوعـى بما تم فحـصه وتصحيحه وشرحه فنال تقريرى إعجاب واستحـسـان السـيد مدير الفرع / أحمد عبدالحميد والسيد المحاسب/ حجازى عامر .
وفى هـذه الفـترة وتحـديداً فى شـهـر أكـتـوبـر 1998م أصـدرت كـتـابى "الـسـيرة الـذاتيـة لأسـرة الـزمـر فـى ناهـيـا " وأرسلت نسختين لمكتب رئيس مجلس إدارة بنك المحافظة أ/ أكمل المصرى وأعـطـيت لكـل مـديـر بنـك بـدائـرة الـفـرع نسـخـة للإطلاع وإعارتها لمن يريد من الزملاء ؛ وفى هـذه الفـترة أيضا ً تحـقـقـت أمنيتى فى أداء عـمـرة رمضان الكريم فى2/1/1999م الموافق 1419هـ والحمد لله .
وبعـد عـودتى من العـمـرة تسـلمـت وظيفة صراف خزينة فرع إمبابه لفترة قصيرة خلفا ً للأسـتاذ / أحمد الشيمى من بعـد ترقـيته لوظيفة مراجـع ممتاز بنك المحافظة وخلال الفـترة حرصت على إعـداد النقـود بالفيات المناسبة للصـرف منها للجمهور خاصة أصحاب المعاشات الشهرية مع تنظيم الصرف حسب أولوية الحضور فكان الجمهور يدعو لى بالتكريم وعلو المرتبة والستر فى الدنيا والآخرة وينصرفون فى سعادة وسـرور ؛ وفـترة عملى بالخـزينة لم يحـدث معى أى عجـز فى النقدية أو أى شكوى من الجمهـور أو البنوك التابعة لنا وهـذا ببركة الدعاء والحـرص على إتقـان العمل وأداء الحـقـوق .
وفى شهـر سـبتمبر1999م ذهـبت مديرا ً لبنك القطا فى أقصى شمال الجيزه وعلى الرغـم من علمى بأن بها مشاكل مع العملاء مع طول المسافة إلا أننى تمسكت بأدآء الواجـب وطاعة الـرؤسـاء فـذهـبت ونفـذت القرار على الرغم من تحذير الكثيرين؛ ومكثت ببنك القطا نحو عشرة أشهر عملت فيها على إصلاح العلاقات المتوترة بين العاملـين والعـملاء فـى حـدود الـواجـب والإحترام ولكن معدل تصحيح القصور فى المستهـدف من الخـطـة لم يلقـى قـبول الإدارة فتم نقلى الى بنك قرية البراجيل بفرع أوسـيـم فـى 25/5/2000م وبمجـرد عـلمـى بالـقـرار ذهبت للسيد مدير فرع إمبابه أ/ أحمد عبدالحميد وشكرته بكل سعادة ورضى ذلك لأنى أعتقد يقينا ً أن دوام الحال من المحال والمرأ فى أى موقـع مآله إلى الـفـراق بالمـوت أو النقـل أو التقـاعـد.
وفى فترة عملى ببنك القطا إنتهجت سياسة متوازنة وخط واضح لعلمى بأن عدد كبير من العملاء من ذوى المناصب والسلطان فطبقت المثل الشعبى " إمشى عدل يحتار عدوك فيك " ويقول أ/ متولى عبيدو رئيس الحسابات معلقا ً على منهجى المتوازن :-- أحمد الزمر يعمل بوجه واحد مع الزملاء والرؤساء والعملاء وهذه صفة قلما نجدها فى المدير .
أحد العملاء تقدم لصرف قرض زراعى مدعم قدره خمسين الف جنيه فاتبعت معه تعليمات البنك فى هذا الصدد وتبقى تحرير عقد رهن المحصول وشيك بنكى لصالح البنك بالقيمة ولكن العميل أراد أن يماطل فى تقديم الشيك ليصرف القرض أولا فرفضت فذهب ثم عاد ومعه أ/ حسنى نخله مفتش بنك المحافظة وبتوصية من البنك الرئيسى تطالب بتيسير التعامل معه فأطلعت المفتش على ماطلبته من مستندات وأن الشيك البنكى من شروط الصرف فأخرج العميل شيكا ً وحرره لصالح البنك وتم الصرف !! وعلمت فيما بعد وأنا ببنك البراجيل أن هذا العميل توقف عن السداد وغادر البلاد وتم فحص الملف كسياسة البنك لإكتشاف تقصير فى تطبيق التعليمات تكون حجة لتحميل لجنة التسهيلات بالقرض فلم يجدوا وبالتالى لم يتم الرجوع على أى شخص من لجنة الإئتمان والحمد لله رب العالمين .
عميل آخر من الشباب تقدم لصرف قرض بضمان والده فلما تبين له عدم إستيفاء الشروط وأنه لن يصرف صاح بصوت عال وتطاول على العاملين بالسب ثم أراد أن ينصرف فأمسكت به وهدأت من ثورته وأقعدته أمامى فظن أن الأمور قد تعدلت ولكنى ناديت على حارس البنك / ابراهيم فحضر فقلت له معك السلاح ؟ فقال نعم وأمسك به فقلت خذ الأفندى وصله للباب ولا أراه هنا مرة ثانية !! فخرج الشاب وقد أسود وجهه من بعد إحمرار ! ولقد أردت شيئين من هذا التصرف الأول تأمين خروجه من البنك فلا يحتك به أحد من العاملين والثانى أن يخرج مطرودا ً من البنك بغير إرادته وذلك حفاظا ً على هيبة البنك لدى الجمهور وقد تحقق ما أردت وأصبح هذا الموقف حديث الجمهور لفترة طويلة .
ونكتفى بهذا القدر على أن نلتقى فى الحلقة الخامسة إن شاء الله &&&&