الجمعة، 12 يونيو 2009

مــن أجــمــل مــا قــرأت ----- 3

مــن أجــمــل مــا قــرأت .... 3
جاء في جريدة الجمهورية في يوم الجمعة 3/4/2009 مقالة بقلم/فريد إبراهيم وتحت عنوان :-
" عــرابــي الـمـفــتـرى عـلـيـه " مـا نـصـه :-
مرت في أول ابريل الحالي 168 عاما ً على مولد الزعيم أحمد عرابي الذي أقسم في 9 سبتمبر 1881م ألا يستعبد أحد المصريين بعد اليوم في وقفة تاريخية أمام صاحب قصر عابدين في ذلك الزمن ولم يكن الزعيم الراحل يدرك أن يأتي بعد ذلك من يحمله مسئولية احتلال مصر!! في الوقت الذي يعلن هؤلاء أن العدوان الفرنسي على مصر هو الذي أنارها وفتح أمامها الأفاق ، فالثوار الباحثون عن الحرية لأوطانهم تعلق في رقابهم الكوارث !! والمعتدون الذين جاءوا لنهب ثروات البلاد واستعباد العباد تعلق على صدورهم أوسمة النهضة والخروج من القبو المظلم !! أليست قسمة ضيزى كما قال القرآن الكريم :" تلك إذا قسمة ضيزى " .

ألا يحق لهذا الزعيم الذي قاد أول ثورة من أبناء الفلاحين في مواجهة ظلم الملوك وفتح عيون أبناء الشعب المصري بعد زمن طويل على أنهم يستطيعون أن يقفوا في مواجهة الطغيان ويحرروا الأوطان أن نحتفل بيوم مولده !! خاصة وأنه كانت له انتصاراته في المواجهان التي خاضها ضد المستعمر الإنجليزي و أن هزيمته كانت لها أسبابها التي تتعلق بالغدر أكثر مما تتعلق بقدرته على الصمود الأمر الذي جعل العقول تتحرك وتفكر فمهد لثورة1919م التي قامت بعد وفاته بثماني سنوات فهل لا يستحق أن نحتفل به ؟
إن على المفكرين في بلادنا أن يغربلوا المصطلحات والأفكار التي زرعت في الذاكرة المصرية على مدى سنوات طويلة تجمل القبيح وتقبح الجميل لغرض في النفوس فالمستعمر مستعمر ولا يمكن أن يكون إلا كذلك فإذا ما تصادف أن حقق الوطن فائدة من المواجهة معه بأن عرف أساليب جديدة للحياة والتطور لم يكن يعرفها فهذه هي قدرته الذهنية على الاستنباط والتحليل والمقارنة وليس في ذلك فضل للمستعمر وإلا يعلن المسلمون أنهم أصحاب فضل في تعليم جنود الحملات الصليبية الكثير من الآداب الاجتماعية والسلوكية أثناء عمليات المواجهات التي حدثت في بلادنا فاكتشف الصليبيون الحمامات التي لم تكن معروفة لديهم وكذلك المكتبات في البيوت وغير ذلك لأنهم وجودها في البلاد التي هاجموها .

وعلى الجانب المقابل فإن اجتهاد زعيم مثل أحمد عرابي لا يجوز أن يواجهه بما يقلل من قيمته ففي كل الأحوال خرج الرجل يحمل روحه على يده في عمل قد يكلفه هذه الروح وبالفعل دفع ثمنا ً باهظا ً لبحثه عن الحرية التي كان المصريون محرومين منها سنوات بعيدة وفتح هوة في جدار سميك نفذت منها شمس وشموس حتى كانت الثورة الكبرى في 1952م لذلك كانت حكمة إسلامنا حين جعل النية أساسا ً في الحساب على الأعمال وليس نتائج الأعمال .

الثلاثاء، 9 يونيو 2009

جــمـعـيــة الـكـلـمــة الـطـيـبــة

جــمــعــيـة الكـلمــة الـطــيبــة
حـقـيقة إن توحـيد الصفـوف واجتماع الكلمة واستقامة النهج هـو الدعامة الوطيدة التي تحـقـق الصمـود وتضمن السلامـة وتبث الحب والتكافـل في المجـتمعات وبين الناس ؛ ومـن ثم يتحقـق النجاح والنصر مـصداقاً لقـول ربنا عـز وجـل {وأطيعـوا الله ورسوله ولا تنزعـوا فـتفـشلوا وتذهـب ريحكم واصبروا إن الله مـع الصابرين }آيه 46 مـن سـورة الأنفال .
ويقـول الشاعـر :--
أنتـم بوحـدتـكـم عــزم فـإن عــصـفـت *** ريـح زحـفــتـم بـهـذا الــعـزم إخـوانا
فـقــد يعـود لـكـم ما ضـاع مــن مــجـد *** وقــد تـعـودون أعـلـى مــنكم شـأنـا
وانطلاقا ً مـن كل هـذه المـفـاهـيم السامية قـامت مـجمـوعـة {شباب عـائلة الـزمر } بدور مـمتاز لضـم الصفـوف وتأليف القـلوب وتوحـيد الكلمة وكل هـذه الأمـور في حـقـيقـتها مطلب شرعي يأمـرنا به رب العـزة في قـوله "واعـتصموا بحـبل الله جـميعا ولا تفـرقـوا " آيه 103 من سورة آل عـمران .
تحـت رقـم 1642وفى يوم 2/2/2001م تم إشهار جـمعـية الكـلـمة الـطيبة لتتولى قــيادة وتنظيم نشاط شـباب أسرة الـزمـر في إطـار قانوني وتحـت إشـراف وزارة الـشـئون الاجتماعية ؛ وجاءت الـتسمـية باسم الكـلمة الطيبة باقتراح موفـق مـن الحاج/ محمد عـلى حسين الزمر عـضو مـجـلس محلى مـحافـظة الجـيزة وتشكل أول مجـلس إدارة لهـذه الجـمعية مـن السادة : -
1- المستشار / وجـيه سامي حـسين الزمر -----------رئيسا ً للجـمعـية .
2- المحاسب / احمد محـمد محـمود الزمر --------------- نائبا للرئيس .
3- الأستاذ /احمد محمد عـبد المجيد الزمر -------------- سكرتيرا ً .
4- الأستاذ / رشـوان حـسين نصر الزمر --------------- أمين الصندوق .
5- الأستاذ / نبيل عـبد المنعم كامل الزمر -------------- عـضوا ً .
6- الأستاذ / عـلاء عبد الستار عبد العزيز الزمر --------- عـضوا ً .
7- الأستاذ / علاء الدين محمد عبد المنعم الزمر -------- عـضوا ً .
8- الأستاذ / محـمود طه عبد الحميد الزمر ------------- عـضوا ً .
وانطلقت الجـمعـية تمارس الأنشطة في المجالات المخـتلفة مـنها عـلى سبيل المثال :-
1- تقـديم المساعـدات العـينية والنقـدية للمحـتاجين في الأعـياد والمناسبات .
2- تكـريم وتشجـيع الطلاب المتفـوقـين .
3- تكـريم حـفـظة القـرآن الكـريم .
4- تشكيل مجمع انتخابي مـهـمته اختيار وتحـديد أسماء المرشحـين لانتخابات المجالس النيابية والمحلية .
وتم مؤخـرا تبادل المواقـع القـيادية داخـل الجـمعـية وفـى إطار ديمقراطي مشـرف وأصبح تشكيل مجـلـس الإدارة كالآتي :-
1- المستشار/ وجـيه سامي حـسين الزمر.---------------- رئيسا لمجـلس الإدارة.
2- الأستاذ/ حـسن عـلى حسين الزمر -----------------------نائبا للرئيس.
3-الأستاذ/ عـلاء الدين محمد عبد المنعم الزمر.------------سكرتيرا للجـمعية
4-الأستاذ/ نبيل عبد المنعم الزمر --------------------------أمينا للصندوق
5- الأستاذ/ أحمد محمد محمـود الزمر-----------------------عـضوا .
6-الأستاذ/عـلاء عبد الستار عبد العزيز الزمر---------------عـضوا .
7-الأستاذ/ أحمد سامي عبد العزيز الزمر ----------------------عـضوا
8-الأستاذ/ أحمد محمد عبد المجيد الزمر----------------عـضوا
وكان اقتراع الأعـضاء قـد أتى بالأستاذ/عـلاء عـبد الستار الزمر نائبا للرئيس وبالحاج / حـسن عـلى الزمر عـضوا ولكن بحـسن الفـهم وتقـديرا صحـيحا للأمور ولصالح الجـمعية وبالاتفاق تفـضل الأستاذ/ علاء وتنازل مشكورا وقـدم الأستاذ / حسن نائبا ً للرئيس .
وقامت الجـمعـية مؤخـرا ًوتحـت رئاسة الأستاذ/ حـسن عـلى الـزمر بالإشراف عـلى توسـعـت معـهد/ الحاج عـلى الزمرالأزهـرى بناهـيا وتولت أمر جمع التبرعات وتنـفـيذ عـملية البناء بالتعاون مع فـضيلة الشيخ/ فـتح الله ياسين وبالفـعل تم الانتهاء مـن بناء ثلاثة فـصول تتسع لعـدد مائة وخـمسون طالب جـديد مـن أبناء ناهـيا وجاهـزة للعمل بها من العام الدراسي الجديد 2009م .
ويقـول أمير المؤمنين عـمر بن الخطاب :- سمعـت رسول الله صلى الله عـليه وسلم يقـول "سيروا عـلى سير أضعـفـكم "وبناء عـلى هـذا القـول قام أمـير المؤمنين عـمر بعـزل الولاة مـع حـسن سيرتهم بين الناس فـقـيل له لماذا عـزلتهم ألعجـز أم خـيانة؟ فـقال لا لهـذا أو ذاك! ولكـنى خشيت أن أحـمل فـضل عـقـلهـم عـلى الناس ومن هـذه المواقـف نفـهم أشياء مهمة .
فـمـن قـول رسول الله صلى الله عـليه وسلم "سيروا عـلى سير أضعـفـكم "نفـهـم المعـنى الظاهري للحـديث عـلى أنه لـو كـان هـناك مـجـمـوعـة مـن الناس تسـير عـلى الطريق وفـيهم القـوى والضعـيف والشاب الذي يستطيع أن يجـرى والشيخ الذي يمشى عـلى عـصـاة وجـب عـلى القـوى أن يسـير سـير الضعيف مـن أجـل التوحـد في السـير والأمن مـن مخـاطر الطريق ونضحى بالوقـت وهـذا المفـهـوم الأولى البسيط لقـوله صلى الله عـليه وسـلم ؛ لكن أمير المؤمنين عـمـر خـرج إلى نطاق أوسع من الـفـهـم فعـزل الولاة مـع صلاحـهـم بين الناس , ونحـن أبناء أسـرة الـزمـر مع هـذا الفـهـم الواسـع ونفـهـم أنـه عـندما تتفـق الأسـرة عـلى فـلان من أبنائها فـلا يصح أن تنسـلخ مجـموعـة وتلتف حـول فـلان أخـر بدعـوى أنه الأحـسن !!لا وألـف لا !!!
فالتوحـد هـو المطلب المهـم مـن أجـل الوصول إلى الهدف في أمـن وسلام ويجـب عـلى ذلك الأحـسن أن يلتزم برأي الأسـرة ويحـترم إخـتيارها ويبرهـن عـلى أنه الأحـسن قـولا وفـعلا , وإلا سـيكون هـو الأسـوأ عـندما يتسـبب فـى الفـرقة والخـصام والهـزيمة , وبفـضل الله رسخـت في نفـوسنا جـميعا هـذه المفـاهـيم الواعـية فـوقـفـنا بكل الحـب والإخلاص عـلى الطريق الصحـيح طريق الكلمة الواحـدة والموقـف الواحـد , وانطلاقا مـن كل هـذه المفاهـيم السامية جاءت المبادرة بالتنازل مـن الأستاذ / حـسن محمد عـبود الزمر والأستاذ/أحـمد لبيب أحمد حـمزة الزمر فـضربا أروع مثل لحـسن الفـهـم وتوحـيد الكلمة ومـن ثم جاء النجاح الباهـر لأسرتنا في انتخابات المحـليات عام 2002م وحـقـيـقة فإن هـذا الفـوز وذلك النجاح الباهـر إنما جاء كنتيجة منطقـية لحـسن الفـهم وحـسن التصرف من جـمعـية الكـلمة الطيبة وشباب أسرة الزمر الذين سارعـوا وقامـوا بتشكيل مجمع انتخابي لإختيار وتحـديد أسـماء المرشحـين للمحـليات من أبناء أسـرة الزمر الأمر الذي يسجـل لقـريتنا ناهـيا سابقة تشكيل هـذا المجـمع مـن قـبل أن يأخـذ به الحـزب الوطني في انتخابات مجـلس الشعـب عام2003م وفى يوم الثلاثاء الموافـق 22/1/2002م وبمقـر منزل الحاج/محمود عـباس الزمر شيخ البلد وبحـضور أعـضاء المجـمع وهـم حـسب ما ورد بمحـضر الاجتماع:-
1-السيد/ رشوان مراد إبراهـيم حـمزة الزمر
2-السيد /عبد العزيز محـمد أحـمد الزمر
3-السيد/ محـمود عـباس طلبة الزمر
4-السيد/ عـلى مخـتار حـسن الزمر
5-السيد/عـصام توفـيق سليمان الزمر
6-السيد/ مراد عبد الغفار عـبود الزمر
7-السيد/ مهني مصطفى طلبة الزمر
8- السيد/ إبراهيم عبد الفتاح عـثمان الزمر
9-السيد / حـسن عبد الفتاح عـبود الزمر
10-السيد /أحمد عبد اللطيف عـبود الزمر .... {كاتب هـذه السطور}
11-السيد/ حمدي إبراهـيم بندارى الزمر
12-السيد/أحمد محـمد محـمود الزمر
13-السيد/ طارق حـسن أحـمد الزمر
14-السيد / كمال إبراهـيم طلبة الزمر
15- السيد/ مجدي حلمي أحمد الزمر
وبالاقتراع السـر ى تم اختيار الأسـماء الآتية :-
أولا عـلى مستوى القـرية
--------------------- الأستاذ /علاء عبد الستار عبد العزيز الزمر .

ثانيا عـلى مستوى المركز
-----------------------الأستاذ / مكرم أحـمد حـسن الزمر .
الأستاذ/ جمال محـمود عـباس الزمر.

ثالثا عـلى مستوى المحافـظة
-------------------------الحاج/ محمد عـلى حسين الزمر.
وتقـدم هـؤلاء المتفـق عـليهم بأوراقهم للسيد الدكتور/ كمال أبو الخير أمين عام الحزب الوطني بمحافـظة الجـيزة مشفـوعا بمـحضر اجتماع المجـمع الانتخابي لجـمعـية الكـلمة الطيبة فـلما أجريت الانتخابات فازوا فـيها بتوفـيق الله وفـضله .
وجاءت الوفـود مـن كل مكان إلى منزل الحاج / محمد عـلى حسين الزمر لتقـديم التهاني في هذا الفـوز المشرف , وجئت أنا ومعي مجموعـة مـن زملائي المحـبين لأسرة الزمر والمعـجـبين بتاريخـها وهـم الأستاذ/ إسماعيل أمين الأستاذ/عـبدالواحد سلامة والأستاذ/ عبد الفتاح محمود والأستاذ/ يحي إبراهـيم والحاج/ رزق عـلى والحاج/ صلاح عـبيد ودخلنا فـوجدنا الحاج/ عادل عـلى حسين الزمر وأخيه الحاج / حسن في استقبالنا بكل حـفاوة وسرور ووجـدنا الحاج/ تامر عبد الرحمن طايع والحاج/ لمعي عـبيد نائبي الدائرة عـن الفـئات والعمال كما وجـدنا أناس كثيرون من كل البلاد سبقـونا إلى هـناك وبهذا الفـوز تحقـق لأسرتنا المشاركة في المحـليات عـلى جـميع المستويات قـرية ومركز ومحافـظة الأمر الذي لم يتحقـق لأي أسـرة من قـبل في ناهـيا ولما لا وأسرة الزمر وقـريتنا تستحـق هـذا التميز عـن جـدارة خاصة وأن حضرة عـباس بيك حـسين الزمر من أبناء ناهـيا قـد شارك في إعـداد قانون الإدارة المحـلية الأول في عام 1884م وبصفـته نائبا عـن الوجه القبلي , فالحمد لله عـلى هـذا السبق وهــذا الفلاح وذلك النجاح وبمثل هـذه المواقـف الواعـية تعـود لنا المكانة الرفـيعة بين العائلات والأسـر في ناهـيا وخـارجها , وتعود أسرتنا كما كانت مضربا للأمثال في الشجاعة والكرم والحـلم والعـلم وخـدمة الناس والله المستعان &&

الثلاثاء، 2 يونيو 2009

جـامــع ســـيدى عـــمــر

جامع سيدى عمر
سيدي عمر من العلماء الصالحين جاء من العراق ونزل في قريتنا ناهيا ليعيش فيها مع مطلع القرن التاسع عشر ؛ وكان رضى الله عنه يعيش عيش العابد الزاهد فبعد أن يلقى نصائحه في الحقول والطرقات يعـود إلى بيتـه الذي بنـاه بيـداه من أعـواد الحـطـب والـشجـر وفراشـه الحـصباء ؛ يعـود إلى ذلك الكوخ الذي بناه بجـوار الجامع القديم في ذات مكان الجامع الحالي ؛ واستمــر رضى الله عنه على الزهد والتـقـشـف والورع حتى وافته المنية في نهاية الثلث الأول من القرن التاسع عشر ؛ فـلما تم تجهيزه لم يستطع الأهالي الخروج به لدفنه بالمدافن فتقرر دفنه في كوخه بـجـوار الجـامـع القـديم حيث كان يعيش وأصبح ضريحه مزارا لأهل القرية .
في عام 1865م أتخذ عامر أفندي الزمر لنفسه دارا ً جـديدة فسيحة ودوّرا ً عاليا ً في مقـابل الجامع القديم وذلك الضريح من الجهـة القبليـة وبعـد أن أنتهي من البنـاء والتشييد رأى في منـامـه وكأن سيدي عمـر يطلب منه بناء الجامع كما بنى لنفسه دارا ً ودوارا ً !! وعلى الفور شرع عامـر بيـك بن الشريف أحمد يـوسف الـزمـر في بنـاء الجامع والحـق به الضريح وتسمى من وقتها بجامع سيدي عمر بدلا ً من جامع الزمر .
جـامـع سيدي عمـر من أكبر الجـوامـع في قريتنـا ناهيـا وربمـا على مستوى قرى المركز إذ تبلغ مساحته المبنية 1050م2 وكانت أسقـفه من الخشب وأعمدته من الرخام والحـوائـط مـن الحـجـارة المـنـحـوتـة المبطنة من الداخل بالطوب البلدي بـعـرض مـتر وعـشـرين سنتيمـترا ً والقبلة والبوابة من الحجر المنقوش والقبة على الضريح ؛ويشير على باشا مبارك في كتابه خطط مصر الصادر في عام 1888م إلى المساجد العامرة في ناهيا فيقول ما نصه : -" --- وبها مساجد عامرة منها مسجد جدده عائلة الزمر بجـوار منازلهم وقاموا بشعائره وبداخـله ضريح ولى يقال له سيدي عـمر ؛ وبها مقامات أخرى كمقام سيدي عبد المجيد ومقام سيدي أبى فراج وسيدي عطا الله وسيدي تاج الدين وسيدي شرف الدين ومقام الأربعين بالجامع الغربي ؛ ولهم حضرات وليال في كل أسبوع تشتمل على الأذكار وتلاوة القرآن ".

وظل جامع سيدي عمر على حالته الأولى حتى جدده المهندس / عبود بــك الـزمـر في مطـلـع الثلاثينـات من القـرن العـشرين ؛ فبنى به ميضأة متسعة من الجهة البحـرية ووضع له منبرا ً عاليا ً من الخـشب ؛ وفى عام 1984م تم إضافة مبنى جديد على نفس نسق البناء القديم من الجهة البحرية بجهـود الخـيرين من أهل الحي وبإشـراف الـحـاج / محمود محمد حمزة الزمر .
يـقـول عـز وجـل في محكـم آياته " يابنى آدم خـذوا زينتـكم عند كل مسجد " آيه 31 من سورة الأعراف ؛ ونفهـم من الآية أنه لا ينبغي أن يتـخلف المـسجـد في عمارته ومنشآته عما أتخذه المسلمـون في بيوتهم ومنازلهم من مواد البناء والفنون والجمال والهندسة ؛ ولا يعقل أن يكون الأمر من الله عز وجل للمسلمين بالتزين كأفراد ثم ليذهبوا إلى مساجد معتمة أو مظلمة أو مهملة ؛ لا فالأمر ورد ضمنيا ً في الآية بالعناية بالمساجد بنيانا ً ونظافة وتجميلا ً وعمرانا ً ؛ وبفضل من الله فهمت أسرة الزمر هذه المعاني فقررت هدم المسجد وإعادة بنائه على أحدث طراز ورصدت له من الأموال الشيء الكثير ؛ لكن فضيلة الشيخ / فتح الله ياسين جزر كان من رأيه تأجيل هدم الجامع خاصة أن هناك مشاريع كثيرة في البلدة لم تكتمل بعد فوجب الانتظار وتوحيد الجهود ؛ وهذا فكر راق وذوق رفيع لا يصدر إلا من فضيلة الشيخ/ فتح الله لكن كيف لنا أن نضمن فكرا ً مثله يصدر من الآخرين فيتوقفوا عن مشاريعهم إذا بدأنا نحن في البناء ؟ وذهب الأستاذ / على مختار الزمر إلى وزارة الأوقاف لمقابلة السيد وكيل الوزارة المختص بأمور المساجد وأبلغه بقرار أسرة الزمر إعادة بناء الجامع ؛ وتعهد الأستاذ / على بأن يتم البناء خلال فترة محددة؛ وصدر قرار الهدم في الأول من فبراير 1996م وفور الهدم بدأ العمل بكل جدية وحماس . وجاء التيسير من الله عز وجل على يد المهندس / سامح محمد حسين أفندي الزمر فأسرع وأحضر للجامع مهندسا ً في العمارة الإسلامية أسمه / إبراهيم حسن إبراهيم، وجاءت المقادير بمجموعة من المختصين والمشرفين والعمال المهرة من أبناء قريتنا ناهيا يتقدمهم الأستاذ / على مختار الزمر والمهندس / على عبد المعبود زين الدين والمقاول المعماري / إسماعيل باشا وأخيه عبد الواحد والحاج/ طلعت عبد المجيد البرعى لأعمال النجارة والحاج / محمد محمود الروبى لأعمال المحارة والزخرفة الجصية وهناك العشرات من العمال والفواعلية من أبناء قريتنا أدوا واجبهم بكل حب وحماس وقاموا على تنفيذ أعمالهم بكل تؤدة ودقة وصبر فجزاهم الله خير الجزاء .
الشيخ/ محمد شعبان أبو المجد يقول : - أخذنا القرار بالهدم من الوزارة ورصيد الصندوق بالجامع لا يتعدى الخمسة آلاف جنيه ولكن بمجرد البدء في عملية الهدم أول من فبراير 1996م جاءت التبرعات والمساهمات والمشاركة من كل الجهات بفضل من الله ونعمة ؛ ويمكن أن نذكر بعضها بقصد تحفيز الناس وتشجيعهم ؛فهذا الأستاذ/ حاتم محمد أحمد الزمر أول من شارك في بناء الجامع بأطنان من الحديد المسلح لزوم وضع القواعد وصلت كميتها إلى ستة وسبعين طنا ًوقيمتها تقترب من الثمانين ألف جنيه ؛ الحاج/ السيد عبد المنعم السبكى جاء بالحفار ليعمل وبنفسه أربعة أيام بدون أجر ؛ ومن أبى رواش أرسل الحاج/ محمد حسن حساسين بماكينة لودر لتعمل في رفع الأنقاض في عدة أيام بدون أجر ؛ وجاءت تبرعات من جميع مصانع الطوب بقريتنا فرصدت للجامع قرابة الثلاثمائة ألف طوبه ؛ منها على سبيل المثال عشرين ألف طوبه من الحاج/ محمد أبو السعود شنن ؛ وخمسة عشرة ألف طوبه من الأستاذ/ خالد حنفي العفيفى؛ وخمسة آلاف طوبه من المهندس/ نصر حسين الزمر ؛ وجاءت تبرعات عينية من الأسمنت والحديد المسلح أولها خمسة وعشرين طنا من الاسمنت تبرع بها الحاج/ عادل على حسين الزمر – وكنت أنا شخصيا قد سمعت فضيلة الشيخ/فتح الله ياسين جزر يتوجه بالشكر والثناء للحاج/ عادل من على المنبر فى خطبة الجمعة وبعد الصلاة وجدت الحاج/عادل فتوجهت إليه مع العشرات من المصلين فشكرناه على مسارعته من أجل البناء – وجاءت تبرعات عينية كثيرة منها عشرين طن أسمنت تبرع بها الحاج/ محمد على حسين الزمر ؛ وخمسة عشرة طنا من الأسمنت تبرع بها الحاج/ محمود عباس طلبه الزمر ؛ وعشرة أطنان من ألاسمنت تبرع بها الحاج/ عبد العاطى الزيدى ؛ وستة أطنان من الأسمنت تبرع بها الحاج/حسن صفار ؛ ومن الحديد المسلح تبرع الحاج/ حلمي عبد الحميد طلبه الزمر بخمسة أطنان ؛ وجاءت نقدية كثيرة منها خمسة عشر ألف جنيه من الحاج/ حسن على حسين الزمر وثلاثة آلاف جنيه من الأستاذ/ سعيد يحيى سعيد الزمر وخمسة آلاف جنيه من الدكتور / محمد رشوان مراد الزمر علاوة على تعهده بتكلفة تعليق الرخام بارتفاع متر على جميع حوائط الجامع وتقدر قيمتها بعدة آلاف جنيه وألفين جنيه من الحاج/ ربيع البشيهى وألفين جنيه من الحاج/ عبد الغنى الرشيدى ؛ وأنت يا أستاذ أحمد أرسلت لنا مبالغ نقدية على دفعات لم تزل تأتى في الوقت المناسب فنسد بها مطلبا ًملحا ً؛ وجاءت تبرعات أخرى من خارج ناهيا منها عشرة آلاف جنيه من الأستاذ/ مجدي أبو عوض بكومبره وثمانية آلاف جنيه من الأستاذ/ ماهر مطر بامبابه وألفين جنيه من الحاج/ محمد غنيم بالهرم ؛وحقيقة هناك تبرعات عينية ونقدية وأعمال وجهود تطوعية كثيرة وما ذكرناه بعضا ًمنها كنموذج نفتح به باب التنافس في عمل الخير ؛ والجامع لم يزل في حاجة إلى الكثير من تبرعات أهل الخير والمرؤة ويكفى لتعلم مدى ضخامة النفقات التى تكلفتها عملية البناء حتى الآن أنها وصلت إلى ستمائة ألف جنيه ولكن الجامع في حاجة إلى مثل هذا المبلغ لاستكمال أعمال الزخرفة على جميع حوائطه وبناء القبة على الضريح وتشييد المئذنة بارتفاع ثلاثين مترا لتصبح أعلى منارة في ناهيا يراها الناظرون من القرى المجاورة ؛ صحيح أن الجامع منسوب إلى أسرة الزمر ويقع بين مساكنهم إلا أن استكمال هذا الصرح يعتبر مفخرة للجميع .
ويتذكر الشيخ/ محمد شعبان تفاصيل وأحداث الكشف عن رفات سيدي عمر فيقول : - بدأنا الحفر والتنقيب عن جثمان سيدي عمر من تحت المقام وفى حضوري مع الشيخ /عمر جواري والحاج/ سعد زين الدين وأخيه سلامة ؛ وفى ليلة السبت الموافق 23/3/1996م الموافق4 من شهر ذي القعدة 1416هـ تم اكتشاف رفات سيدي عمر بعد رفع كمية ضخمة من الأحجار الصّوان استغرق رفعها يومين كاملين وصل فيها جموع المشاركين في الحفر إلى حد اليأس وفقدان الأمل في العثور على الرفات !! وجدنا الجثمان كامل الأعضاء وتبدو أسنانه وكأنها اللؤلؤ !! فأغلقنا عليه ثم أبلغنا فضيلة الشيخ/ فتح الله ياسين فحضر في اليوم التالي وتم إخراج الجثمان وتكفينه والصلاة عليه بحضور عشرات من الأهالي .
وكنت أنا شخصيا ً قد علمت بهذا الذي كان في ذلك اليوم عند عودتي من العمل حيث كانت الساعة الرابعة عصرا ً ؛ فانطلقت مسرعا فرحا ً ومتشوقا ً لرؤية رفات هذا الشيخ الذي أرتبط بتاريخ أسرة الزمر؛ ودخلت مسرعا من فتحة جانبية بالضريح فوجدت الشيخ/ سيد محمد الطايش والحاج/أمين عبد الفتاح عثمان الزمر وآخرين يقفون فوق البناء فقلت لهم :السلام عليكم ومبارك عليكم فقال الشيخ/سيد : مبارك عليك وعلى عائلة الزمر كلها ؛ وكنت أتمنى رؤية الرفات وأظهرت هذه الرغبة ولكن على ما يبدو أنى حضرت متأخرا وقت كان البنا قد وضع اللبنات والأحجار وأغلق المقبرة .
بعد هذا هدأت النفوس واطمأنت القلوب من بعد قلق وترقب وخوف من احتمال عدم العثور على الرفات وعندها ستكون الكارثة والفضيحة والصدمة والضربة القاصمة وسيصبح سيدي عمر خرافة ومثل يتندر به الناس !! وتوقف الحفر والبحث حوالي ثلاثة أسابيع وقعت خلالها المفاجأة وظهرت الكرامة وجاءت العلامة !!! وكلها تدل على أن سيدي عمر لم ينقل من مكانه وليس هو الذي نقلناه بالأمس القريب !!!.
وعن العلامة يقول الشيخ محمد شعبان بأنه كان قد تعود على مر السنين والأيام أن يجد رائحة عطرة طيبة تنبعث من ضريح سيدي عمر خاصة في أيام الجمعة ! والآن يجد هذه الروائح العطرة لم تزل تفوح من ذات المكان بالرغم من نقل الرفات فهل باتري سيدي عمر لم يزل في ضريحه القديم ؟
أما عن الكرامة فقد ظهرت في رؤية مناميه جاءت للحاج/ عبدالعال البدوي فرأى في منامه أنه يقف ومعه الشيخ/ محمد شعبان والشيخ / عمر جواري وآخرين من رواد المسجد يقفون من حول المقام القديم وقد أنبعث نور شديد أضاء المكان فنظروا جميعا في المقبرة فوجدوا سيدي عمر ينام على جنبه الأيمن ويضع يده تحت رأسه وتفوح منه روائح العـطر والريحان فهل يا ترى هـذه الرؤية كرامة لسيدي عمر تؤكد أنه لم ينقل من مكانه؟ .
وفى يوم الجمعة الموافق 12 من أبريل من سنة 1996 م جاء المهندس/ إبراهيم حسن إبراهيم مهندس تصميم الجامع ومعه صديقه المهندس/ جميل عماره وبصحبتهما والدة الأخير الحاجة/أم جميل وكان المهندس سامح الزمر في استقبالهم وتم بعون الله وإرادته تخطيط الموقع الذي سيتم عليه إنشاء قواعد الجامع وفى حضور فضيلة الشيخ/ فتح الله ياسين جزر والمهندس/على عبد المعبود زين الدين والشيخ/محمد شعبان أبو المجد والشيخ/عمر جواري والأستاذ/على مختار الزمر والحاج/ حسن على حسين الزمر والمقاول/إسماعيل إمام باشا وفجأة طلبت الحاجة/ أم جميل أن تنظر في الضريح القديم ؟؟؟؟ يقول المهندس سامح الزمر :- ذهبنا بها إلى حيث أرادت فنظرت وقالت:- سيدي عمر لم يزل مكانه ومعه اثنين آخرين؟؟؟ وصممت على إعادة الحفر وتعميقه والبحث عن الرفات لأنها متأكدة من شعورها وإحساسها!!!
فلما تجمعت كل هذه الأشياء العلامة والكرامة إضافة لهذه المفاجأة عاد القلق من جديد وتقرر تعميق الحفر في المقبرة القديمة ومن حولها وفعلا تحققت كل هذه الأشياء ويؤكد ذلك الشيخ/محمد شعبان ويقول:- أنه في يوم السبت الموافق الخامس والعشرين من ذي القعدة لسنة 1416هـ الموافق 13من أبريل 1996م وأثناء تعميق الحفر بالمقبرة القديمة تم العثور على رفات اثنين من الصالحين أحدهما ينام على جنبه الأيمن ويضع يده من تحت رأسه وتنبعث منه الروائح العطرة كما جاء في الرؤية وتم نقل هذه الرفات إلى المقبرة والضريح الجديد بحضور كلا من الأستاذ/ على مختار الزمر والمهندس/ سامح الزمر والشيخ/ شحاته السيد أبو عوض والشيخ / عمر عبد المقصود جواري والحاج/ حسن على حسين الزمر والحاج/ أمين عبد الفتاح عثمان الزمر والأستاذ/ مكرم مختار الزمر , وفى اليوم التالي الأحد 14/4/1996م تم العثور على رفات احد الصالحين فيكون العدد ثلاثة كما قالت الحاجة/أم جميل إضافة إلى الرفات الأولى التى تم نقلها فى23/3/1996م.
واستمر العمل في ذلك الصرح الكبير لعدة سنوات من أجل استكمال أعمال البناء والمحارة والرخام والنجارة والكهرباء والسباكة ورفع المئذنة ووضع القبة على الضريح وبناء مكتب لتحفيظ القرآن ومصلى للنساء ؛ وقيض الله شابين من أسرة الزمر هما الأستاذ/ مجدي حلمي أحمد الزمر والأستاذ/ علاء الدين محمد عبد المنعم الزمر فأخذا زمام الإشراف والمبادرة بكل همة ونشاط في رمضان 1424هـ من بعد فترة توقف ثقلت على القلوب وضاقت بها النفوس وبحمد الله ومن فضله تمت أعمال التشطيب النهائي ولمسات الزينة بجامع سيدي عمر في شهر يناير من عام 2005م بإجمالي تكلفة بلغت 1100000 مليون ومائة ألف جنيه مصري .
وبدعوة كريمة من الأستاذ / عادل على حسين الزمر أمين الحزب الوطني بناهيا جاءت إذاعة القرآن الكريم للمشاركة في افتتاح الجامع فى يوم الجمعة الموافق 28/1/2005م الموافق 18 من شهر ذي الحجة 1425هـ وحضر الافتتاح جمع غفير من رواد الجامع العتيق يتقدمهم فضيلة الشيخ/ فتح الله ياسين جزر عضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف والأستاذ/ مكرم مختار الزمر رئيس مجلس إدارة مركز شباب ناهيا والحاج/ محمد على حسين الزمر عضو مجلس محلى محافظة الجيزة والأستاذ/ على مختار الزمر رئيس مجلس إدارة جمعية تنمية المجتمع المحلى بناهيا ؛ وجاء مع إذاعة القرآن الكريم كل من الشيخ/ محمود الخشت والدكتور/ محمد داوود والشيخ/ رفيق النكلاوى ومن القيادات التنفيذية بالمحافظة حضر كل من اللواء/ على سليم شورى رئيس مجلس مدينة أوسيم والأستاذ /عبد الله غراب رئيس المجلس الشعبي بأوسيم والأستاذ / محمد صلاح نائب رئيس مجلس مدينة أوسيم .
ويقول الشيخ فتح الله : ها هو اليوم جامع سيدي عمر قد أعيد بناؤه بحمد الله وبفضله وبجهود الرجال المخلصين ؛ وصحيح أن أسرة الزمر ساهمت بأكثر من 90% من تكلفة الجامع وصحيح أن الجامع منسوب إلى أسرة الزمر ويقع بين مساكنهم إلا أن استكمال هذا الصرح يعتبر مفخرة لكل أبناء ناهيا ؛ وندعو الله أن يخلف بالنماء على كل من شارك في هذا البناء والحمد لله رب العالمين &&