الاثنين، 30 أغسطس 2010

الـشـهــيـدة" سـمـيــة" أم عـمــار

الشهيدة " سُمية" أم عمّار

هى سُمية بنتِ خُباط مولاة أبى حُذيفة بن المغيرة المخزومى ؛ وهى أم عمّار بن ياسر رضى الله عنهما
زوجها ياسر بن عامر العنسى كان قد قدم مكة من اليمن فحالف أبا حُذيفة فزوجه جاريته سُمية فولدت له عمّارا ً.
وأعتق أبو حُذيفة جاريته سُمية قبل الإسلام ولم يزل عمّار وأبوه وأمه مع أبى حُذيفة إلى أن مات أبو حذيفة وجاء الإسلام بالإيمان والتوحيد فأسلم ياسرو سُمية وعمّار وأخوه عبدالله بن ياسر وحسن أسلامهم وكانوا من السابقين الأولين إلى الإسلام رضون الله عليهم .

لقد أسلموا قديما ورسول الله صلى الله عليه وسلم فى دار الأرقم بن أبى الأرقم بمكة المكرمة ؛ وكانت سُمية واحدة من أول سبعة أظهروا إسلامهم بمكة وهم رسول الله محمدا ً وأبو بكر الصديق وبلال بن رباح الحبشى وخباب بن الأرت وصهيب الرومى وعمّار بن ياسر وسُمية أم عمار رضى الله عنهم ؛ فأما رسول الله فمنعه عمه أبوطالب وأما أبوبكر فمنعه قومه وأخذ الأخرون الضعفاء فالبسوهم دروع الحديد ثم صهروهم فى الشمس حتى بلغ منهم الجهد كل مبلغ ولكنهم صبروا وصابروا فأين نحن من صبرهم وتحملهم ونحن الآن فى شهر رمضان المبارك وقد تعرضنا فى مصر لموجة حارة إرتفعت فيها الحرارة والرطوبة فلا نطيق السير فى الشمس لدقائق ونحسب الأجر عند الله عظيما ً .

وكان بنو المغيرة من بنى مخزوم يتولون تعذيب آل ياسر على إسلامهم ؛ وكانت سُمية تأبى بعناد وإصرار وثقة غير الإسلام دينا ً وكان رسول الله يمر عليهم وهم يعذبون بالأبطح فى رمضاء مكة ويقول لهم : - صبرا ً آل ياسر فإن موعدكم الجنة . إنها محنة صعبة وإبتلاء عظيم لقد كان من فكر المنطق السقيم فى ذلك الوقت أن يقولوا وعدنا محمد وتخلى عنا ومنعه عمه أبوطالب وتركنا للعذاب والمهانة مالنا وهذه الأهوال !! ولكنهم حققوا إستجابة النفوس الطيبة لمكارم الأخلاق ومحاسن الآدآب وحققوا إدراك العقول المنيرة للحق المطلق فصبروا وتمسكوا بدينهم فى مجتمع ما فيه من ناصر ولا معين.

جاء أبوجهل ذات مساء فجعل يشتم سُمية ويسبها ويساومها وهى تأبى بكل عزيمة وثقة فطعنها بحربته فقتلها فكانت أول شهيدة فى الإسلام ؛ كانت رضى الله عنها كبيرة السن عظيمة الإيمان ضعيفة الجسم قوية اليقين وكانت رمزا ً للصمود حتى الشهادة ؛ يقول عمّار:- لقد بلغ العذاب بأمى كل مبلغ يارسول الله فقال الرسول :- اللهم لا تعذب أحدا ً من آل ياسر بالنار .

أبوجهل بن هشام المخزومى كان أشد الناس عداوة لرسول الله وأكثرهم أذى لأصحابه وأسمه عمرو وكنيته أبوالحكم وبعد قتله سُومية عادإلى مكة يختال فى مشيته وقد تلطخت يده بدماء المستضعفين؛ ودار الزمان وهاجر المسلمون إلى الحبشة ثم هاجروا إلى المدينة المنورة وهاجر النبى إليها وبدأ الجهاد فى السنة الثانية للهجرة بعد أن إستقروا فى المدينة.

حرض أبوجهل كفار قريش للخروج إلى موقع بدر لقتال المسلمين فخرجت قريش وخرج حلفاؤها معها ؛ دب الخلاف فى صفوف قريش وبطونها فعاد الكثيرون منهم إلى مكة دون قتال وكان أبوجهل على رأس الذين أرادوا البقاء لقتال المسلمين فقال مشجعا :ً " والله لا نرجع حتى نرد بدرا ً فنقيم عليه ثلاثا ً ننحر الجزور ونطعم الطعام ونسقى الخمر وتعزف علينا القيان وتسمع بنا العرب فلا يزالون يهابوننا أبدا ً بعدها " .

وبدأ القتال ...فى يوم الجمعة 17من شهر رمضان العام الثانى للهجرة - ولقد نبهنا فضيلة الشيخ / عرفه الفزانى فى خطبة الجمعه أن اليوم الجمعة 17 من شهر رمضان عام 1431هـ يتفق مع ذكرى غزوة بدر فى اليوم والتاريخ فكانت لفتة زكية منه أدخلت علينا البهجة والسرور واستبشرت منها خيرا ً ونصرا ً- يقول عبدالرحمن بن عوف رضى الله عنه :- ... إنى لفى الصف يوم بدر إذ إلتفت فإذا عن يمينى وعن يسارى فتيان حديثا السن !! فكأنى لم أمن بمكانهما إذ قال لى أحدهما سرا ً من صاحبه ياعم أرنى أباجهل فقلت ياإبن أخى ما تصنع به ؟ قال لقد عاهدت الله إن رأيته أن أقتله أو أموت دونه !! وقال الأخر سرا ً مثل ما قال الأول فأشرت لهما إليه فشدا عليه مثل الصقرين فضرباه حتى قتلاه .

أستشهدا هذان البطلان- معوذ ومعاذ أبناء العفراء - فى المعركة ولكن أبا جهل لم يلفظ أنفاسه الأخيرة لأنه كان ضخما ً قويا ًمفتول العضلات هكذا ذكرت المراجع فظلت أنفاسه تتردد حتى مر عليه عبدالله بن مسعود وقال له : لمن الغلبة اليوم لله والرسول ياعدو الله فقال أبو جهل : لقد إرتقيت مرتقا ً عال يارويعى الغنم !!فقطع بن مسعود رأسه وحمله - وقد قطعت اُذنه- إلى رسول الله فضحك النبى وقال : اُذن باُذن والرأس زيادة وكان أبوجهل قطع اُذن أبن مسعود من قبل !!وقال لعمار : لقد قتل الله قاتل امك ؛ وهكذا كانت نهاية الطاغية على أيدى ثلاثة من الضعفاء المستضعفين ليكون عبرة لكل ظالم .
&&&&

الثلاثاء، 3 أغسطس 2010

دور نـاهـيــا فــى صـنــع الـقــادة والمـشــايـخ بــالأزهـــر

دور ناهـيــا فـى صـنــع الـقــادة والمـشــايـخ بالأزهــر

لقد ظل الجامع الأزهر قبلة لطلاب العلم والثقافة من شتى بقاع الأرض يفدون إليه لينهلوا من علومه الأصيلة ثم يعودون إلى أوطانهم هداة راشدين ؛ ودعاة مخلصين فحققوا بذلك قول الله عز وجل " فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا فى الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون " آيه 122 من سورة التوبة ؛ والأمثلة كثيرة نذكر منها القليل لقادة تولوا مناصبهم فى بلادهم من بعد أن تعلموا بالجامع الأزهر الشريف ومنهم :-

الشيخ / أحمد عرابى باشا ... زعيم الثورة العرابية بمصر تلقى تعليمه بالأزهر ثم إلتحق بالجيش وفى عام 1300هـ الموافق 1882م قاد ثورة كبرى كانت مقدمة للثورات بالوطن العربى .

الشيخ / محمد الزمر بيك ... أميرآلاى القوات العسكرية التى وقفت من خلف عرابى فى مواجهة الخديوى توفيق وكان النائب العسكرى للزعيم عرابى فترة نجاح الثورة ؛ تلقى تعليمه بالأزهر ثم التحق بالجيش فى عهد الخديوى سعيد باشا ؛ وبعد الهزيمة وإحتلال إنجلترا لمصر تم نفيه والشيخ محمد عبده لبيروت لمدة خمس سنوات .

الشيخ / محمد صديق خان ... أمير دولة بهوبال درس بالأزهر وعاد إلى بلاده فأصلح شئونها وأقام بها المعاهد العلمية واشتغل بالتأليف وترك أكثر من سبعين مؤلفا ً وتوفى فى سنة 1307هـ الموافق 1889م .

الشيخ / الأمير محمد على ... مؤسس دولة الأدارسة فى إقليم صبيا وعسير والحديدة باليمن تعلم بالأزهر وعاد ليقود بلاده وأقام دولة فتية وتوفى سنة 1311هـ الموافق 1893م .

الشيخ / محمد عبدالله الصومالى ... تعلم بالأزهر وعاد ليقود كفاح بلاده ضد العدو المحتل ولم يشغله الكفاح عن التأليف فأصدر عدة رسائل كان أشهرها { مباحث المنافقين } وسجل فيها كيف تعاون
الإنجليز والفرنسيون والإيطاليون والقبائل الوثنية ضده وتوفى سنة 1340هـ الموافق 1921م .

الشيخ / سعد زغلول باشا ... زعيم الأمة بمصر تعلم بالأزهر وقاد ثورة 1919م وتولى الوزارة ورئاسة الوزارة وأسس حزب الوفد وتوفى 1346هـ الموافق سنة 1927.

الشيخ/ السيد عبدالقيوم ... رئيس جمهورية جزر ملديف بجزيرة سيلان تعلم بالأزهر وعاد ليقود مسيرة بلاده .

الشيخ / هوارى بومدين ... الزعيم الجزائرى تعلم بالأزهر وعاد ليقود كفاح بلاده ضد الإحتلال الفرنسى وتولى رئاسة الجمهورية بعد الإستقلال .

وقبل أن أعرض على القارئ الكريم بعضا ً من المواقف لعدد من شيوخ الأزهر الشريف أحب أن أنوه لتعليق مضاف لمقالة الشيخ/ محمد المهدى منشور بالمدونة فى فبراير 2010م وجاء التعليق من حفيدة الشيخ محمد المهدى هكذا عرفت بشخصها الكريم وكنت أتمنى أن أتعرف بإسمها وأدعوها وأسرتها الكريمة لزيارتى بناهيا لنشرف بهم فى شارع درب الحسنية بجوار مسجد سيدى عمر .

ونعود إلى مشايخ الأزهر الكرام وعددهم كما ورد بالمصادر والمراجع ثمانية وأربعين شيخا ً أولهم الشيخ / محمد الخراشى الملكى وآخرهم الشيخ / أحمد الطيب ؛ ونحن هنا نعدهم تسعة وأربعين شيخا ً بعد أضافة الشيخ/ محمد المهدى الحفنى الحنفى .
ونحن هنا نقدم نماذج منهم للتذكير والعرفان بالجميل وليستبين للقارئ الكريم الدورالكبير الذى قامت به ناهيا وأفضالها على العالمين العربى والإسلامى ؛ كما أنبه إلى أن ظروف الكتابة فى المدونة قد تحكمت فأملت علينا طابع الإيجاز ولولا ذلك لما كفت الصفحات الطوال للتعريف بواحد من هؤلاء المشايخ الفضلاء .

الشيخ / عبدالله الشرقاوى ... من بلدة الطويلة بمحافظة الشرقية أشتهر بالزهد والتقشف فى مأكله وملبسه حتى بعد أن أقبلت عليه وتولى مشيخة الأزهرفى 1219هـ ـ الموافق 1803م ؛ وقال عنه نابليون فى مذكراته { الرأى العام المصرى يثق فى الشيخ عبدالله الشرقاوى }؛ وبعد رحيل الحملة الفرنسية عانت مصر من ظلم وفساد الفرق الأجنبية الموجودة على أراضيها خاصة من فرقة الدلاة الأكراد الذين جلبهم خورشيد باشا لمساندته فى أمور الحكم ؛ فضج الناس بالشكوى ولجأوا لشيخ الأزهر / الشرقاوى فقاد الشيخ مجموعة من العلماء على رأسهم السيد عمر مكرم نقيب الأشراف والشيخ محمد المهدى وعدة آلآف من المواطنين وذهبوا إلى خورشيد باشا وأبلغوه بسخط الأهالى عليه ثم أعلنوا عزل خورشيد باشا عن حكم مصر وتولية محمد على باشا فى حركة تاريخية غير مسبوقة فى تاريخ مصر الحديث والقديم .

الشيخ/ محمد المهدى الحفنى الحنفى ... من مواليد نهيا بالجيزة فى 1153هـ الموافق 1739م تقريبا ً ًو تولى مشيخة الأزهر خلفا ً للشيخ / عبدالله الشرقاوى وبتزكية منه فى 1810م فسار فيها سيرا ً حسنا ً ودان له جميع مشايخ الأزهر وزاد الأمراء فى تعظيمه وقلت على يديه الشرور والمفاسد وكثرت به المرتبات من النقود والكساوى والجرايات المتجددة ؛ تولى لفترة قصيرة ولكن محمد على لم يقره عليها وأثر بها الشيخ محمد الشنوانى ؛ ويمكن للقارئ الكريم الرجوع لمقالة " الشيخ محمد المهدى مفتى المذهب الحنفى وأول رئيس وزراء مصرى لمصر " المنشورة بالمدونة فى فبراير 2010م .

الشيخ / محمد المهدى محمد الأمين ... من مواليد الأسكندريه وهو حفيد الشيخ /محمد المهدى إبن قريتنا ناهيا ؛ تولى منصب الإفتاء فى سن العشرين فى عام 1847م ثم تولى مشيخة الأزهر فى عام 1870م وهو أول من جمع بين الإفتاء والمشيخة فى سابقة لم تتكرر
تصدى لعباس الأول حينما أراد ان يصادر كل أملاك أسرة محمد على بحجة أنه ليس لهم حق فيها و يجب ردها للدولة ؛ وطلب من الشيخ أن يصدر فتوى بذلك فرفض ؛ وارتفع قدر الشيخ عند الشيوخ والأمراء من بعد هذه الوقفة ؛ وهو أول شيخ على المذهب الحنفى يتولى المشيخة حيث كانت مقصورة على الشافعية من قبل ولكن مع إحتساب جده الشيخ المهدى ضمن المشايخ يكون الشيخ الحفيد هو ثان من تولى المشيخة من الحنفية .

الشيخ/ شمس الدين محمد الإنبابى ... من بلدة إنبابه المعروفة بمدينة إمبابه بمحافظة الجيزة ؛ عين شيخا ً للأزهر فى عام 1881م فسار بها سيرا حسنا ً فكان جريئا فى قول الحق وعندما سأله اللورد كرومر لماذا تقوم للخديو ولا تقوم لنا عندما ندخل عليك ؟ فقال :- أقوم للخديو لأنه ولى الأمر أما أنت فأجنبى عنا !! فذهل اللورد لهذه الإجابة الجريئة وكتب بها فى تقريره إلى الحكومة البريطانية ؛ ومن محاسن الشيخ أيضا ً أنه هو الذى أفتى بجواز دراسة العلوم الحديثة وكان الشيوخ من قبله قد حرموها .

الشيخ / محمد مصطفى المراغى ... من بلدة المراغة ناحية جرجا وهو من تلامذة الشيخ/ محمد عبده تولى قضاء الخرطوم عام 1904م وعاد إلى مصر والتحق بالتدريس بالأزهر ثم عاد وتعين قاضيا ً للقضاة بالسودان 1908م ؛ تولى مشيخة الأزهر عام 1928م وكان الشيخ شديد الحساسية يعتز بكرامته خاصة مع الكبراء !! حدث يوما ً أن الخديو/ عباس الثانى ذهب للصلاة فى المسجد ومعه الشيخ/ المراغى فلما تبين للخديوى أن الإمام الراتب بالمسجد ضرير وبخ الشيخ وحثه على الدخول للإمامة فرفض الشيخ وقال : إن الإسلام لا يفرق بين البصير والضرير ورفض إستبدال الإمام بآخر حرصا ً على كرامة الإمام وأغضب الخديوى .
أثناء الحرب العالمية بين الحلفاء ودول المحور قال الشيخ قولته الشهيرة " هذه حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل " ولما إحتد عليه رئيس الوزراء خوفا ً من غضب دول الحلفاء صاح الشيخ وقال : أتهددنى وأنا شيخ الأزهر !! والله لو شئت لأرتقيت المنبر وقلبت عليك الجماهير حتى تجد نفسك معزولا ً عن الشعب .

وهنا ربما يقول القارئ الكريم وما دخل ناهيا بكل هذه الأحداث الجسام التى أكثرت من سردها !! وما هوالدور الذى قامت به ناهيا فى صنع القادة والمشايخ كما قلت فى عنوان المقال ؟؟ فنقول له نراك قد غاب عن ذهنك حقيقة مهمة ألا وهى أن تاريخ الأزهرالشريف هو تاريخ لمصر وهوصانع التاريخ للأمة العربية والشعوب الإسلامية ؛ ولما كان الحفاظ على الجامع الأزهر مرجعه إلى المبادرة التاريخية الزكية من الشيخ/ محمد المهدى إبن ناهيا فى 1801م فقد أصبح لناهيا مرجع الفضل فى تحقيق كل هذه المواقف البطولية والتاريخية بمصر والعالمين العربى والإسلامى فمن أين لنا بالقادة والأشياخ الذين صنعوا وقادوا وتصدوا من بعد تعلمهم بالأزهر الشريف إن لم يكن هناك أزهر!!! فبحفظ الأزهر حفظت ناهيا الدين واللغة والتاريخ فهل يكفيك هذا ياأخى الفطن .

ولقد عاد حفظ الأزهر الشريف على ناهيا بالنفع على وجه الخصوص فالتحق به العشرات بل المئات على مر العقود وأصبحت ناهيا من أول القرى التى تمتلك أكبر رصيد من خريجى الأزهر الشريف ونكتفى بذكر أبرزهم وأقدمهم وأنفعهم للناس فى عصرنا الحالى وهو الشيخ / فتح الله ياسين جزر... الأمين المساعد للبحوث الثقافية والإسلامية وعضو لجنة الفتوى بالأزهر ؛ هذا الشيخ مع علو مكانته وسمو منزلته نرى فيه تواضعا ً قلما نراه فى علماء من مثله فهو لا يألو جهدا ً فى حضور جميع الأفراح المدعو إليها من كبير أوصغير كما أنه لا يتأخر عن حضور المؤتمرات الحزبية والإحتفالات الإجتماعية ليعرض الرأى والفكر الشرعى فى كلمات بارعة وبشكل حاز قبول الجميع ؛ وفى فترة توليه منصب الأمين العام للبحوث كانت له مواقف محمودة أجاز فيها الجيد الصالح ومنع القبيح الطالح ؛ ثم ذهب الشيخ ضمن بعثات الأزهر إلى خارج مصر ليستكمل المسيرة ويؤدى دوره فى إعلاء كلمة الإسلام وتوحيد صفوف المسلمين فأضاف بكريم أعماله رصيد فضل لبلدنا ناهيا على سائر الناس بالعالمين العربى والإسلامى .

والشيخ/ فتح الله ياسين جزر... من مواليد ناهيا مركز إمبابه فى 1930م بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم فى سن مبكرة على يد الشيخ / توفيق الزمر إلتحق بالأزهر الشريف وأتم دراسته العالية فى 1965م ؛ والتحق بالإدارة العامة للبحوث والثقافة الإسلامية
وقام بالتدريس لطلاب البعوث الذين يفدون من البلاد الإسلامية المختلفة لمدة سبع سنوات .

وتمت إعارته إلى جمهورية لبنان لمدة عشر سنوات على فترتين من عام 1971م حتى 1977م ومن عام 1979م حتى عام1983 م وهناك قام بالتدريس فى المدارس الرسمية والقاء الدروس بالمساجد والمشاركة فى الندوات والإحتفالات الدينية بالمدارس والمجتمعات العامة بالرغم من ظروف الحرب الأهلية والعدوان الإسرائيلى مما كان له أثر طيب فى قلوب الجماهير اللبنانية؛ والتقارير الواردة من لبنان إلى إدارة البحوث بالأزهر تشهد بذلك .

تعين مديرا ً عاما ً لإدارة البحوث والتأليف والترجمة فى1987م فقام بمراجعة عشرات الكتب وكثير من المسلسلات والأفلام السينمائية من قبل عرضها للجمهور .

شارك فى نشر الثقافة الإسلامية خلال شهر رمضان بدولة فنزويلا فى 1413هـ - 1414هـ -1415هـ ثلاث سنوات متتالية .
وقام بأداء خطبة الجمعة بتلفزيون جمهورية مصر العربية خلال عامى 1993م-1994م ؛ أحيل الشيخ للتقاعد فى 26/12/1995م وتعين عضوا ً بلجنة الفتوى بالأزهر .

فى عام 1998م طلبت دار التربية الإسلامية بطرابلس / لبنان طلبت الشيخ بالإسم لتدريس المواد العربية بمعهدها العلمى ولمدة أربعة أعوام متتالية وقام الشيخ خلال هذه الأعوام بالمشاركة فى أداء خطبة الجمعة بالمساجد والأحاديث فى إذاعة القرآن الكريم .

وهكذا كانت ناهيا وستبقى بعون الله تصنع القادة وتؤثر فى الأحداث بحكمة الشيوخ وحماس الشباب والحمد لله رب العالمين .&&&