نحب آل البيت ونختار المذهب السنى
كان عهد الفاطميين فى مصر- فى مجمله - عهد إصلاح شامل بدءا ً مع أول خليفة فاطمى جاء إلى مصر وهـو المعـزلدين الله عام 361هـ وحـتى آخـر خليفة فاطمى وهـو العاضد بالله عام 567هـ ؛ ومن أبرز أعـمالهم الخالدة على مـر التاريخ تأسيس مدينة القاهرة فى عام 358هـ بناها القائد جـوهـر الصقـلى وسماها المنصورية ؛ فلما جــاء المعـز إليها سماها القاهرة ؛ والجامع الأزهـر ويعد أقـدم جامعة علمية عـلى مستوى العالم ويعـتبر أول بناء معـمارى يقـيمه الفاطميون فى مصر ؛ وبدأ عمله بالدعوة إلى المذهب الشيعى واكتسب صفـته التعليمية بإعتباره جامعة للدراسة المنظمة على عهد الخليفة العزيز بالله عام988م كما شهدت مصر نهضة علمية فى عهدهم فاقت بغداد وقرطبة ؛ ولكن فى تفاصيل عهدهم وقعـت أحداث تعـدى وجـور عـلى الرعـية من مسلمين وذميين يهود ونصارى وجرت تناقضات فكريه وعقدية شنيعة نحمد الله على زوالها والنجاة منها .
وجاء فى كتاب "الدولة الفاطمية فى مصر" للدكتور / محمود عرفة ما نصه :" وعلى الرغم من إهتمام الفاطميين بنشرالمذهب الشيعى فإن اللافت للنظرأن هذا المذهب لم يلق قبولا ً عند المصريين مع طول العهد الفاطمى بمصر الذى دام أكثر من قرنين من الزمان ؛ والواقع أن المصريين لم يستسيغوا بعض المظاهر الشيعية والتى من أهمها تقبيل الأرض بين أيدى الخلفاء الفاطميين والركوع والسجود عند رؤيتهم !! كما لم يقبلوا ما قام به بعض الدعاة من سب للصحابة على المنابر فى الصلوات الجامعة !! وصار المجتمع فى نهاية الأمر يتألف من أغلبية سنية تحكمها أقلية شيعية مما يدل على أصالة الشعب المصرى وشموخه فى مواجهة الحركات الوافدة المتباينة من أجناس ومذاهب على إمتداد القرون ... ولا شك أن تعيين وزراء من أهل الذمة إنما يعبربوضوح عن سماحة الإسلام الذى لم يفرق بين رعايا الدولة أيا كانت ملتهم ومعتقدهم إلا أن المبالغة فى إستخدامهم فى العصر الفاطمى قد أضر ضررا كبيرا ًً بالعلاقة بين الناس وجر على الدولة مشاكل كثيرة وأيقظ الفتن النائمة وذلك لأن بعض الوزراء أظهروا المحاباة لبنى ملتهم من اليهود والنصارى ." إنتهى
لم يكن هناك عيبا ً فى الفاطميين سوى المغالاة فى عقائدهم الشيعية وهـو عيب قاتل ويخرج من الملة ؛ وبالرغم من طول مدة حكمهم لمصر والتى إمتدت لقرنين من الزمان وبالرغم من حب المصريين لأهل البيت وكثرة الزوار لمشاهدهم وآثارهم بمصر فإن مصر لم تتشيع واختارت المذهب السنى .
وفى عجالة سريعة يمكن تحديد أهم معتقدات المذهب الشيعى من المنظور السياسى فى أنهم يعتقدون أن الخلافة من حق الإمام على رضى الله عنه وأن الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان إغتصبوها لذا فهم ليسوا راشدين !!! ويعتقدون أيضا ً أن الخلافة ركن الدين ولا يصح أن يتقلدها عامة الناس وهى حق لذرية النبى صلى الله عليه وسلم !!! ويعتقدون بعصمة الخليفة من الخطأ صغيره وكبيره لذا تكون طاعته مطلقة !!! وكلها مفاهيم قبلية عصبية بغيضة نهى الإسلام عنها فى الكتاب والسنة .
وفى المقابل نجد أهل السنة – ونحن منهم ومعهم – يعتقدون بخلاف كل هذه المعتقدات الشيعية الفاسدة ؛ فخلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى – رضى الله عنهم – صحيحة ورشيدة ؛ وأنه لا عصمة إلا للأنبياء والرسل والخلافة مرسلة فى الأمة وليست حكرا ً على ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه السطور هى خلاصة معانى ما ورد مفصلا فى عـدة مصادر تاريخـية وأبحاث أكاديمية متخصصة وأضفت لها بعض التعبيرات لضبط سياق الحديث وتوضيح الفكرة .
فجر يوم 2/8/1990م وبعد غزوه للكويت الرئيس/ صدام حسين قال ضمن ماقاله فى خطبه الكثيرة أنه من نسل الأشراف وأنه ينتسب للإمام /على بن أبى طالب وأنه أحق بحكم العالم العربى وأنه سيغزو بلاد الحجاز لإسقاط الحكم السعودى !!! أنظر أخى القارئ هذا الفكر المعتقد لمذهب الشيعة المتأصل بالعراق وعموما فقد أفزع هذا التصريح الكثيرين من حكام العرب خاصة دول الجوار ؛ وجعل الرئيس / محمد حسنى مبارك يسأل المقربين من حوله عن حقيقة هذا الأمر ؛ فلما علم أنه يوجد فى جمهورية مصر حوالى مليونين من الأشراف يعتقدون المذهب السنى ؛ وأن نقابتهم منحلة منذ فترة ؛ أصدر القرار الجمهورى بتعيين الشيخ/ محمد كامل الرفاعى نقيبا ً للأشراف بجمهورية مصر ؛ ثم وقف السيد الرئيس وأعلن فى إحدى خطبه أن ذلك الذى يتشدق به الرئيس صدام حسين ويدعى به الأحقية فى الحكم لأنه شريف فإن من مثله مليونين من الأشراف فى مصر !!!
وبعث فضيلة الشيخ/ محمد متولى الشعراوى ببرقيه إلى الرئيس العراقى / صدام حسين هذا نصها :-
الأخ صدام حسين رئيس جمهورية العراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلا أزال أطمع منك فى خير ؛ وكما تنازلت عن حقك فى إيران أدعو الله أن تتسامى وتتنازل عن غير حقك فى الكويت ؛ وأنا لا أرد عليك نسبتك إلى البيت النبوى فالمؤمنون مأمونون على أنسابهم ولكن الأخيار من سلالة الأطهار يصعدون الخير ولا يصعدون الشر ؛ فأخوة يوسف بدأوها بقولهم اقتلوا يوسف ثم انتهوا إلى وألقوه فى غيابة الجب وتمنوا مع ذلك التخفيف بأن يلتقطه بعض السيارة وبذلك تدللون لمن يشك فى صدق نسبكم
والله أسأل أن يجنب بموقفك العالم كله شر ما يحتمل وما لا يحتمل .
إمضاء محمد متولى الشعراوى
وفى يوم 16/5/1991م عقدت نقابة الأشراف فى مصر أول مؤتمر لها حضره الدكتور/ محمد على محجوب وزير الأوقاف والدكتور/ محمد السيد طنطاوى مفتى الجمهورية ؛ وأعلن وزير الأوقاف أن الدولة تعترف بدور الأشراف فى مصر وأنه سيتم تعيين نقيب الأشراف فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
وهكذا كانت حماقة صدام حسين سببا ً فى عودة نقابة الأشراف بمصر لتعمل على حفظ النسب الشريف بحثا ً وتوثيقا ً ؛ كما ستقوم بنشر التراث النبوى الشريف والحمد لله رب العالمين .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " أنا جد كل تقى " ويقول :" يافاطمة بنت محمد إعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئا ً " ويقول مخاطبا ً آل بيته :" يأتى الناس بأعمالهم وتأتونى أنتم بنسبكم " وقال :" من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " أو كما قال ويقصد حثهم على العمل والجد وألا يتكلوا على شرف نسبتهم له صلى الله عليه وسلم .
نشأت نقابة الأشراف فى العصر العباسى وبالتحديد فى منتصف القرن الثالث الهجرى بغرض تسجيل أنساب الأشراف وحفظ حقوقهم ؛ ويعتبر الشريف/ الحسين النسابة هو أول من تولى منصب نقيب الأشراف فى عام 251هـ وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين ؛ ولما ضعفت الخلافة العباسية إنسلخت عنها دويلات أخرى كان أشهرها دولة الخلافة الفاطمية بمصروكان أول من تولى منصب النقيب بمصر هو الخليفة المعز لدين الله عام 358هـ .
ومن أبرز النقباء الأشراف بمصر السيد عمر مكرم وله مواقف مشهودة أبرزها ذلك الذى كان منه فى عام 1805م ؛ إنه حافظ على العهد والمعتقد السنى ونبذ المعتقد الشيعى فلم يسعى لحكم مصر والفرصة سانحة أمامه
وذهب يتقدم وفد علماء الأزهر ومعهم الشيخ محمد المهدى إبن قريتنا ناهيا
ليعلنوا مبايعة محمد على لحكم مصر .
وبعد وفاة السيد محمد على الببلاوى الحسنى نقيب الأشراف بمصر سنة 1953م لم يعين أحد بعده وأصبح هذا المنصب شاغرا ً ولم يفكر إنسان فى إحياء النقابة حتى وقوع أحداث غزو الكويت فتم الإعلان وتعيين النقيب تفنيدا لمزاعم الرئيس صدام حسين وردا ً على معتقد الشيعة .
عبود الزمرضابط المخابرات الأسبق يخاصم رئيس الجمهورية فى الدعوة المقامة بمجلس الدولة ويطالب فيها بأن يكون شغل منصب نقيب الأشراف بالإنتخاب الحر المباشر وكذلك أعضاء مجلس النقابة من بين الأعضاء الأشراف ويتسائل الدفاع ويقول هـل نحن فى دولة ديمقراطية تقوم على الإختيار والإنتخاب أم نحن فى دولة طغيان تقوم عـلى قرار الفرد ؟؟
ولقد نجت أسرتنا وبفضل الله وكرمه كما نجت مصر كلها من المعتقد الشيعى فلم أسمع أنا شخصيا ً شيئا ً يمت بصلة لفكر الشيعة من قريب أوبعيد اللهم إلا إضافة صيغة الصلاة والتسليم على النبى جهرا ً بعد الآذان وكأنه من جملة الآذان ؛ والجهر بالصلاة على النبى عقب الآذان مرجعه إلى ابن البرلسى محتسب القاهرة الشيعى المذهب فهو أول من أحدثه فى سنة 760هـ وفى سنة 791هـ أمر المحتسب نجم الدين الطبندى الشيعى أن تكون الصلاة على النبى جهرية فى كل المساجد والجوامع وبعد كل آذان وانتشرت البدعة بالقطر المصرى حتى صارت العامة من الناس ترى أن ذلك من جملة الآذان ولا يحل تركه .
وكانت الجوامع والمساجد بقريتنا ناهيا تصلى وتسلم على النبى جهرة بعد رفع الآذان وفى كل الأوقات إلا من رحم ربى ؛ سمعت تلك البدعة بنفسى خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ثم أخذت فى النقصان مع إتساع الوعى ؛ وكان أول من رفع الأذآن الشرعى بقريتنا ناهيا هو الشيخ / حسن الطايش ومن بعده إمتنع الكثيرون من المؤذنين عن قولها حتى أصبح من النادر أن تسمع هذه البدعة والحمد لله رب العالمين .
عقب تولى صلاح الدين يوسف الأيوبى الوزارة بدأ يمهد الأمور للقضاء على النظام الفاطمى الشيعى بمصر ؛ فاستقل بالأمور ومنع الخليفة العاضد من التصرف فى شئون البلاد وعمل على إلغاء المذهب الشيعى وتقوية المذهب السنى فأمربعزل قضاة الشيعة عام 566هـ وأوقف الأذآن بحى على خير العمل فى ديار مصر كلها وهى العبارة التى تقحمها الشيعة وجعلوها من جملة كلمات الأذآن كما أمر بإغلاق الجامع الأزهر فى عام 564هـ --1168م وظل الجامع الأزهر مغلقا ً تماما ً ليس به آذان ولا صلاة ولا دروس والمصريون راضون عن ذلك تماما حتى أعيد فتحه وإقامة الصلاة والدروس على المذاهب السنية فى يوم الجمعة 17/12/1267م وبعد مرور نحو قرن من الزمان .
وفى شهر المحرم من عام567هـ -- سبتمبر من عام 1171م أمر صلاح الدين الأيوبى خطباء مصر بالدعاء للخليفة العباسى المستضيئ وبذلك سقطت الخلافة الفاطمية فى مصر مما كان له صدى هائل من الفرحة والبهجة فى مجتمع أهل السنة فى جميع بقاع العالم الإسلامى .
وعن أهل السنة والجماعة يقول عبود الزمر فى مقاله المنشور بموقع بر مصر ما نصه :- لاشك أن أهل السنة والجماعة هم أصحاب الفهم الوسط قال تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونو شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ".
وأهل السنة وسط بين الفرق فهم وسط بين القدرية والجبرية ووسط بين الشيعة والخوارج بل إنهم وسط بين الأمم أيضا؛ فهم وسط بين غلاة النصارى الذين غلوا فى عيسى عليه السلام فجعلوه إلها وبين أمة يهود الذين حاولوا قتله وسبوه وأمه ؛ والمسلمين السنة يرونه عبدا ً لله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .
وأهل السنة والجماعة لا يقولون بخلاف الكتلب والسنة قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم "
كما أنهم يعظمون شعائر الله ولا يقبلون الشفاعة فى الحدود ؛ ويتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان ؛ ويتناظرون فى المسائل فيما بينهم وصولا ً إلى الحق مع بقاء الألفة ويدورون معه حيث دار ؛ ولا يتركون صريح النص وصحيحه إلى مقولات الرجال مهما علت مراتبهم ولا يقولون قولا ً ليس لهم فيه سلف ولا يتبعون الأذواق وعقول أهل الكلام وأفهام أرباب التصوف ولا يحدثون فى الدين ما ليس منه ؛ ويعذرون بعضهم بعضا ً فى إختلاف الفروع التى يتسع الخلاف فيها ولا يرمون المخالف فيها بفسق أو تضليل أو كفر ؛ فأختلافهم فى الفروع كأتفاقهم فيها فيسعون دائما ً إلى التسديد والتقريب وتوحيد الكلمة وترك التنازع والشقاق والمراء والجدل . انتهى
الشيخ / عمر عبدالعزيز القرشى استاذ مقارنة المذاهب بالأزهر الشريف يقول فى لقاء مع برنامج سهرة خاصة فى قناة الناس الفضائية :- الكلام عن المذاهب فى هذه الآونة مهم وخطير وكنا نود أن يكون هناك توحد للأمة فى مواجهة العدو الحقيقى ؛ والقول الفصل أن هناك خلاف بين مذهبى الشيعة والسنة ومن يقول بخلاف ذلك فهو لم يقرأ شيئا ً؛ والخلاف معهم فى الأصول والعقيدة ونحن أهل السنة نلتقى على الكتاب الكريم والسنة الشريفة وقرآن الشيعة قرآن آخر به حذف وتحريف ولا يعترفون بالسنة النبوية ؛ والتقريب الذى يتكلمون عنه لا بد وأن يكون له ضوابط والقصد من التقريب فى نهجهم دعوة الناس للتشيع !! ودور التقريب متواجدة فى المجتمعات السنية وليس لنا دور للتقريب فى المجتمعات الشيعية ؛ ومذهب الشيعة مبنى على الكذب والتقية والعوام ينخدعون فى الشيعة عندما يرونهم يصلون معنا ولكنهم فى حقيقة الأمر يخفون الكراهية الشديدة لأهل السنة .انتهى
وجاء برهان الكراهية لأهل السنة فى خبر منشور فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 10/7/2010م وهو برهان من عشرات البراهين جاء فيه أن المخابرات الإيرانية احتجزت جوازات سفر مدعوين من ماليزيا وسوريا ومنعتهم من حضورحفل تكريم خريجى جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان على الرغم من حصولهم على موافقة مسبقة وتأشيرة لزيارة البلاد كما أن السلطات لم تسمح بالبث المباشر لفعاليات الحفل الذى شارك فيه نحو مائة الف شخص توافدوا من جميع البلدان السنية فى ايران. انتهى
ونحن هنا نحب أن نشير إلى سماحة المذاهب السنية بمصر ونستعير جملة السطور التالية للدلالة على تلك السماحة وفى ذات الوقت نعتبرها شهادة من عدو قالها وهو فى أوج إنتصاره وسطوته ؛ فليس فيها كذب أو مداراة بل هى حقيقة المعاملة بين أهل مصر فى ذلك الزمان ولم تزل إلى يومنا هذا الإعتدال فى التدين والتسامح مع الأخرين .
جاء بموسوعة وصف مصر للحملة الفرنسية سنة 1798م بالجزء الأول ما نصه :- المذاهب الإسلامية السنية الموجودة بمصر هى :----
1- المذهب الحنفى – وهو مذهب الباب العالى بالقسطنطينية .
2- المذهب الشافعى – هو أكثر المذاهب إنتشارا ً بمصر وهو مذهب المشايخ والعامة .
3- المذهب المالكى – قلة .
4- المذهب الحنبلى – نادرون لحد كبير .
وسوف يندهش القارئ لأنه تعود على الدوام أن يقرأ فى كتب التاريخ عن المعارك الدامية بين المذاهب فى كافة البلدان وسيندهش أكثر حين يعرف أن كل هذه المذاهب متسامحة فى مصر غاية التسامح ؛ فليس ثمة أى عداء أو تنافس وليس ثمة أى إضطهاد من جانب أقواها كما لا يفكر أحدها على الإطلاق فى الحصول على أنصار له من أبناء المذاهب الأخرى ؛ وهذا يدل على إعتدال شديد بل إن أتباع المذهب الحنفى الحاكم يتميزون عن أتباع بقية المذاهب بأنهم أكثر تسامحا ً . إنتهت الشهادة .
وشكر الله لذلك الفرنسى شجاعته وصدقه فى القول ؛ وشكرالله لصلاح الدين وقفته وتشجيعه للمذهب السنى المتسامح ؛ وشكر الله لأهل مصر حسن فهمهم لأمور الدين والحمد لله رب العالمين .&&&
كان عهد الفاطميين فى مصر- فى مجمله - عهد إصلاح شامل بدءا ً مع أول خليفة فاطمى جاء إلى مصر وهـو المعـزلدين الله عام 361هـ وحـتى آخـر خليفة فاطمى وهـو العاضد بالله عام 567هـ ؛ ومن أبرز أعـمالهم الخالدة على مـر التاريخ تأسيس مدينة القاهرة فى عام 358هـ بناها القائد جـوهـر الصقـلى وسماها المنصورية ؛ فلما جــاء المعـز إليها سماها القاهرة ؛ والجامع الأزهـر ويعد أقـدم جامعة علمية عـلى مستوى العالم ويعـتبر أول بناء معـمارى يقـيمه الفاطميون فى مصر ؛ وبدأ عمله بالدعوة إلى المذهب الشيعى واكتسب صفـته التعليمية بإعتباره جامعة للدراسة المنظمة على عهد الخليفة العزيز بالله عام988م كما شهدت مصر نهضة علمية فى عهدهم فاقت بغداد وقرطبة ؛ ولكن فى تفاصيل عهدهم وقعـت أحداث تعـدى وجـور عـلى الرعـية من مسلمين وذميين يهود ونصارى وجرت تناقضات فكريه وعقدية شنيعة نحمد الله على زوالها والنجاة منها .
وجاء فى كتاب "الدولة الفاطمية فى مصر" للدكتور / محمود عرفة ما نصه :" وعلى الرغم من إهتمام الفاطميين بنشرالمذهب الشيعى فإن اللافت للنظرأن هذا المذهب لم يلق قبولا ً عند المصريين مع طول العهد الفاطمى بمصر الذى دام أكثر من قرنين من الزمان ؛ والواقع أن المصريين لم يستسيغوا بعض المظاهر الشيعية والتى من أهمها تقبيل الأرض بين أيدى الخلفاء الفاطميين والركوع والسجود عند رؤيتهم !! كما لم يقبلوا ما قام به بعض الدعاة من سب للصحابة على المنابر فى الصلوات الجامعة !! وصار المجتمع فى نهاية الأمر يتألف من أغلبية سنية تحكمها أقلية شيعية مما يدل على أصالة الشعب المصرى وشموخه فى مواجهة الحركات الوافدة المتباينة من أجناس ومذاهب على إمتداد القرون ... ولا شك أن تعيين وزراء من أهل الذمة إنما يعبربوضوح عن سماحة الإسلام الذى لم يفرق بين رعايا الدولة أيا كانت ملتهم ومعتقدهم إلا أن المبالغة فى إستخدامهم فى العصر الفاطمى قد أضر ضررا كبيرا ًً بالعلاقة بين الناس وجر على الدولة مشاكل كثيرة وأيقظ الفتن النائمة وذلك لأن بعض الوزراء أظهروا المحاباة لبنى ملتهم من اليهود والنصارى ." إنتهى
لم يكن هناك عيبا ً فى الفاطميين سوى المغالاة فى عقائدهم الشيعية وهـو عيب قاتل ويخرج من الملة ؛ وبالرغم من طول مدة حكمهم لمصر والتى إمتدت لقرنين من الزمان وبالرغم من حب المصريين لأهل البيت وكثرة الزوار لمشاهدهم وآثارهم بمصر فإن مصر لم تتشيع واختارت المذهب السنى .
وفى عجالة سريعة يمكن تحديد أهم معتقدات المذهب الشيعى من المنظور السياسى فى أنهم يعتقدون أن الخلافة من حق الإمام على رضى الله عنه وأن الخلفاء أبا بكر وعمر وعثمان إغتصبوها لذا فهم ليسوا راشدين !!! ويعتقدون أيضا ً أن الخلافة ركن الدين ولا يصح أن يتقلدها عامة الناس وهى حق لذرية النبى صلى الله عليه وسلم !!! ويعتقدون بعصمة الخليفة من الخطأ صغيره وكبيره لذا تكون طاعته مطلقة !!! وكلها مفاهيم قبلية عصبية بغيضة نهى الإسلام عنها فى الكتاب والسنة .
وفى المقابل نجد أهل السنة – ونحن منهم ومعهم – يعتقدون بخلاف كل هذه المعتقدات الشيعية الفاسدة ؛ فخلافة أبى بكر وعمر وعثمان وعلى – رضى الله عنهم – صحيحة ورشيدة ؛ وأنه لا عصمة إلا للأنبياء والرسل والخلافة مرسلة فى الأمة وليست حكرا ً على ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم .
هذه السطور هى خلاصة معانى ما ورد مفصلا فى عـدة مصادر تاريخـية وأبحاث أكاديمية متخصصة وأضفت لها بعض التعبيرات لضبط سياق الحديث وتوضيح الفكرة .
فجر يوم 2/8/1990م وبعد غزوه للكويت الرئيس/ صدام حسين قال ضمن ماقاله فى خطبه الكثيرة أنه من نسل الأشراف وأنه ينتسب للإمام /على بن أبى طالب وأنه أحق بحكم العالم العربى وأنه سيغزو بلاد الحجاز لإسقاط الحكم السعودى !!! أنظر أخى القارئ هذا الفكر المعتقد لمذهب الشيعة المتأصل بالعراق وعموما فقد أفزع هذا التصريح الكثيرين من حكام العرب خاصة دول الجوار ؛ وجعل الرئيس / محمد حسنى مبارك يسأل المقربين من حوله عن حقيقة هذا الأمر ؛ فلما علم أنه يوجد فى جمهورية مصر حوالى مليونين من الأشراف يعتقدون المذهب السنى ؛ وأن نقابتهم منحلة منذ فترة ؛ أصدر القرار الجمهورى بتعيين الشيخ/ محمد كامل الرفاعى نقيبا ً للأشراف بجمهورية مصر ؛ ثم وقف السيد الرئيس وأعلن فى إحدى خطبه أن ذلك الذى يتشدق به الرئيس صدام حسين ويدعى به الأحقية فى الحكم لأنه شريف فإن من مثله مليونين من الأشراف فى مصر !!!
وبعث فضيلة الشيخ/ محمد متولى الشعراوى ببرقيه إلى الرئيس العراقى / صدام حسين هذا نصها :-
الأخ صدام حسين رئيس جمهورية العراق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فلا أزال أطمع منك فى خير ؛ وكما تنازلت عن حقك فى إيران أدعو الله أن تتسامى وتتنازل عن غير حقك فى الكويت ؛ وأنا لا أرد عليك نسبتك إلى البيت النبوى فالمؤمنون مأمونون على أنسابهم ولكن الأخيار من سلالة الأطهار يصعدون الخير ولا يصعدون الشر ؛ فأخوة يوسف بدأوها بقولهم اقتلوا يوسف ثم انتهوا إلى وألقوه فى غيابة الجب وتمنوا مع ذلك التخفيف بأن يلتقطه بعض السيارة وبذلك تدللون لمن يشك فى صدق نسبكم
والله أسأل أن يجنب بموقفك العالم كله شر ما يحتمل وما لا يحتمل .
إمضاء محمد متولى الشعراوى
وفى يوم 16/5/1991م عقدت نقابة الأشراف فى مصر أول مؤتمر لها حضره الدكتور/ محمد على محجوب وزير الأوقاف والدكتور/ محمد السيد طنطاوى مفتى الجمهورية ؛ وأعلن وزير الأوقاف أن الدولة تعترف بدور الأشراف فى مصر وأنه سيتم تعيين نقيب الأشراف فى المجلس الأعلى للشئون الإسلامية .
وهكذا كانت حماقة صدام حسين سببا ً فى عودة نقابة الأشراف بمصر لتعمل على حفظ النسب الشريف بحثا ً وتوثيقا ً ؛ كما ستقوم بنشر التراث النبوى الشريف والحمد لله رب العالمين .
ويقول صلى الله عليه وسلم : " أنا جد كل تقى " ويقول :" يافاطمة بنت محمد إعملى فإنى لا أغنى عنك من الله شيئا ً " ويقول مخاطبا ً آل بيته :" يأتى الناس بأعمالهم وتأتونى أنتم بنسبكم " وقال :" من بطأ به عمله لم يسرع به نسبه " أو كما قال ويقصد حثهم على العمل والجد وألا يتكلوا على شرف نسبتهم له صلى الله عليه وسلم .
نشأت نقابة الأشراف فى العصر العباسى وبالتحديد فى منتصف القرن الثالث الهجرى بغرض تسجيل أنساب الأشراف وحفظ حقوقهم ؛ ويعتبر الشريف/ الحسين النسابة هو أول من تولى منصب نقيب الأشراف فى عام 251هـ وينتهى نسبه إلى الإمام الحسين ؛ ولما ضعفت الخلافة العباسية إنسلخت عنها دويلات أخرى كان أشهرها دولة الخلافة الفاطمية بمصروكان أول من تولى منصب النقيب بمصر هو الخليفة المعز لدين الله عام 358هـ .
ومن أبرز النقباء الأشراف بمصر السيد عمر مكرم وله مواقف مشهودة أبرزها ذلك الذى كان منه فى عام 1805م ؛ إنه حافظ على العهد والمعتقد السنى ونبذ المعتقد الشيعى فلم يسعى لحكم مصر والفرصة سانحة أمامه
وذهب يتقدم وفد علماء الأزهر ومعهم الشيخ محمد المهدى إبن قريتنا ناهيا
ليعلنوا مبايعة محمد على لحكم مصر .
وبعد وفاة السيد محمد على الببلاوى الحسنى نقيب الأشراف بمصر سنة 1953م لم يعين أحد بعده وأصبح هذا المنصب شاغرا ً ولم يفكر إنسان فى إحياء النقابة حتى وقوع أحداث غزو الكويت فتم الإعلان وتعيين النقيب تفنيدا لمزاعم الرئيس صدام حسين وردا ً على معتقد الشيعة .
عبود الزمرضابط المخابرات الأسبق يخاصم رئيس الجمهورية فى الدعوة المقامة بمجلس الدولة ويطالب فيها بأن يكون شغل منصب نقيب الأشراف بالإنتخاب الحر المباشر وكذلك أعضاء مجلس النقابة من بين الأعضاء الأشراف ويتسائل الدفاع ويقول هـل نحن فى دولة ديمقراطية تقوم على الإختيار والإنتخاب أم نحن فى دولة طغيان تقوم عـلى قرار الفرد ؟؟
ولقد نجت أسرتنا وبفضل الله وكرمه كما نجت مصر كلها من المعتقد الشيعى فلم أسمع أنا شخصيا ً شيئا ً يمت بصلة لفكر الشيعة من قريب أوبعيد اللهم إلا إضافة صيغة الصلاة والتسليم على النبى جهرا ً بعد الآذان وكأنه من جملة الآذان ؛ والجهر بالصلاة على النبى عقب الآذان مرجعه إلى ابن البرلسى محتسب القاهرة الشيعى المذهب فهو أول من أحدثه فى سنة 760هـ وفى سنة 791هـ أمر المحتسب نجم الدين الطبندى الشيعى أن تكون الصلاة على النبى جهرية فى كل المساجد والجوامع وبعد كل آذان وانتشرت البدعة بالقطر المصرى حتى صارت العامة من الناس ترى أن ذلك من جملة الآذان ولا يحل تركه .
وكانت الجوامع والمساجد بقريتنا ناهيا تصلى وتسلم على النبى جهرة بعد رفع الآذان وفى كل الأوقات إلا من رحم ربى ؛ سمعت تلك البدعة بنفسى خلال فترة الستينات والسبعينات من القرن العشرين ثم أخذت فى النقصان مع إتساع الوعى ؛ وكان أول من رفع الأذآن الشرعى بقريتنا ناهيا هو الشيخ / حسن الطايش ومن بعده إمتنع الكثيرون من المؤذنين عن قولها حتى أصبح من النادر أن تسمع هذه البدعة والحمد لله رب العالمين .
عقب تولى صلاح الدين يوسف الأيوبى الوزارة بدأ يمهد الأمور للقضاء على النظام الفاطمى الشيعى بمصر ؛ فاستقل بالأمور ومنع الخليفة العاضد من التصرف فى شئون البلاد وعمل على إلغاء المذهب الشيعى وتقوية المذهب السنى فأمربعزل قضاة الشيعة عام 566هـ وأوقف الأذآن بحى على خير العمل فى ديار مصر كلها وهى العبارة التى تقحمها الشيعة وجعلوها من جملة كلمات الأذآن كما أمر بإغلاق الجامع الأزهر فى عام 564هـ --1168م وظل الجامع الأزهر مغلقا ً تماما ً ليس به آذان ولا صلاة ولا دروس والمصريون راضون عن ذلك تماما حتى أعيد فتحه وإقامة الصلاة والدروس على المذاهب السنية فى يوم الجمعة 17/12/1267م وبعد مرور نحو قرن من الزمان .
وفى شهر المحرم من عام567هـ -- سبتمبر من عام 1171م أمر صلاح الدين الأيوبى خطباء مصر بالدعاء للخليفة العباسى المستضيئ وبذلك سقطت الخلافة الفاطمية فى مصر مما كان له صدى هائل من الفرحة والبهجة فى مجتمع أهل السنة فى جميع بقاع العالم الإسلامى .
وعن أهل السنة والجماعة يقول عبود الزمر فى مقاله المنشور بموقع بر مصر ما نصه :- لاشك أن أهل السنة والجماعة هم أصحاب الفهم الوسط قال تعالى " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونو شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ".
وأهل السنة وسط بين الفرق فهم وسط بين القدرية والجبرية ووسط بين الشيعة والخوارج بل إنهم وسط بين الأمم أيضا؛ فهم وسط بين غلاة النصارى الذين غلوا فى عيسى عليه السلام فجعلوه إلها وبين أمة يهود الذين حاولوا قتله وسبوه وأمه ؛ والمسلمين السنة يرونه عبدا ً لله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه .
وأهل السنة والجماعة لا يقولون بخلاف الكتلب والسنة قال تعالى " ياأيها الذين آمنوا لا تقدموا بين يدى الله ورسوله واتقوا الله إن الله سميع عليم "
كما أنهم يعظمون شعائر الله ولا يقبلون الشفاعة فى الحدود ؛ ويتعاونون على البر والتقوى ولا يتعاونون على الإثم والعدوان ؛ ويتناظرون فى المسائل فيما بينهم وصولا ً إلى الحق مع بقاء الألفة ويدورون معه حيث دار ؛ ولا يتركون صريح النص وصحيحه إلى مقولات الرجال مهما علت مراتبهم ولا يقولون قولا ً ليس لهم فيه سلف ولا يتبعون الأذواق وعقول أهل الكلام وأفهام أرباب التصوف ولا يحدثون فى الدين ما ليس منه ؛ ويعذرون بعضهم بعضا ً فى إختلاف الفروع التى يتسع الخلاف فيها ولا يرمون المخالف فيها بفسق أو تضليل أو كفر ؛ فأختلافهم فى الفروع كأتفاقهم فيها فيسعون دائما ً إلى التسديد والتقريب وتوحيد الكلمة وترك التنازع والشقاق والمراء والجدل . انتهى
الشيخ / عمر عبدالعزيز القرشى استاذ مقارنة المذاهب بالأزهر الشريف يقول فى لقاء مع برنامج سهرة خاصة فى قناة الناس الفضائية :- الكلام عن المذاهب فى هذه الآونة مهم وخطير وكنا نود أن يكون هناك توحد للأمة فى مواجهة العدو الحقيقى ؛ والقول الفصل أن هناك خلاف بين مذهبى الشيعة والسنة ومن يقول بخلاف ذلك فهو لم يقرأ شيئا ً؛ والخلاف معهم فى الأصول والعقيدة ونحن أهل السنة نلتقى على الكتاب الكريم والسنة الشريفة وقرآن الشيعة قرآن آخر به حذف وتحريف ولا يعترفون بالسنة النبوية ؛ والتقريب الذى يتكلمون عنه لا بد وأن يكون له ضوابط والقصد من التقريب فى نهجهم دعوة الناس للتشيع !! ودور التقريب متواجدة فى المجتمعات السنية وليس لنا دور للتقريب فى المجتمعات الشيعية ؛ ومذهب الشيعة مبنى على الكذب والتقية والعوام ينخدعون فى الشيعة عندما يرونهم يصلون معنا ولكنهم فى حقيقة الأمر يخفون الكراهية الشديدة لأهل السنة .انتهى
وجاء برهان الكراهية لأهل السنة فى خبر منشور فى جريدة المصرى اليوم بتاريخ 10/7/2010م وهو برهان من عشرات البراهين جاء فيه أن المخابرات الإيرانية احتجزت جوازات سفر مدعوين من ماليزيا وسوريا ومنعتهم من حضورحفل تكريم خريجى جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان على الرغم من حصولهم على موافقة مسبقة وتأشيرة لزيارة البلاد كما أن السلطات لم تسمح بالبث المباشر لفعاليات الحفل الذى شارك فيه نحو مائة الف شخص توافدوا من جميع البلدان السنية فى ايران. انتهى
ونحن هنا نحب أن نشير إلى سماحة المذاهب السنية بمصر ونستعير جملة السطور التالية للدلالة على تلك السماحة وفى ذات الوقت نعتبرها شهادة من عدو قالها وهو فى أوج إنتصاره وسطوته ؛ فليس فيها كذب أو مداراة بل هى حقيقة المعاملة بين أهل مصر فى ذلك الزمان ولم تزل إلى يومنا هذا الإعتدال فى التدين والتسامح مع الأخرين .
جاء بموسوعة وصف مصر للحملة الفرنسية سنة 1798م بالجزء الأول ما نصه :- المذاهب الإسلامية السنية الموجودة بمصر هى :----
1- المذهب الحنفى – وهو مذهب الباب العالى بالقسطنطينية .
2- المذهب الشافعى – هو أكثر المذاهب إنتشارا ً بمصر وهو مذهب المشايخ والعامة .
3- المذهب المالكى – قلة .
4- المذهب الحنبلى – نادرون لحد كبير .
وسوف يندهش القارئ لأنه تعود على الدوام أن يقرأ فى كتب التاريخ عن المعارك الدامية بين المذاهب فى كافة البلدان وسيندهش أكثر حين يعرف أن كل هذه المذاهب متسامحة فى مصر غاية التسامح ؛ فليس ثمة أى عداء أو تنافس وليس ثمة أى إضطهاد من جانب أقواها كما لا يفكر أحدها على الإطلاق فى الحصول على أنصار له من أبناء المذاهب الأخرى ؛ وهذا يدل على إعتدال شديد بل إن أتباع المذهب الحنفى الحاكم يتميزون عن أتباع بقية المذاهب بأنهم أكثر تسامحا ً . إنتهت الشهادة .
وشكر الله لذلك الفرنسى شجاعته وصدقه فى القول ؛ وشكرالله لصلاح الدين وقفته وتشجيعه للمذهب السنى المتسامح ؛ وشكر الله لأهل مصر حسن فهمهم لأمور الدين والحمد لله رب العالمين .&&&